الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل.. ثلاث سيناريوهات لمستقبل أزمة سد النهضة

الرئيس نيوز

أحيت واشنطن الجهود الدبلوماسية لحل النزاع الذي أشعله مشروع سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق ويعتبر السودان ومصر، اللذان يعتمدان بشكل كبير على تدفق مياه النيل، أن الخزان الذي تبلغ قيمته 4.6 مليار دولار أمريكي يمثل تهديدًا خطيرًا لإمدادات المياه الحيوية ولكن إثيوبيا تعتبر المشروع ضروريًا لكهربتها وتطورها.

وعارضت مصر والسودان بناء السد منذ البداية، لكن المشروع مضى قدما وتمت تجربته في 20 فبراير 2022، وطرح موقع ذي كونفرسيشن ثلاث قراءات من أرشيفه تتتبع نشأة وتراكم وتصاعد الصراع على مياه النيل، والسبل المحتملة لحله.

مزاعم الماضي الاستعماري

احتلت بريطانيا مصر عام 1882 وحافظت على نفوذها القوي حتى عام 1956 واعتمدت صناعاتها النسيجية على القطن المصري الذي كان يعتمد على الري باستخدام مياه نهر النيل وطور علماء الهيدرولوجيا البريطانيون خطة لتنظيم تدفق النيل من خلال بناء السدود والخزانات في دول المصب، ولكن الخطة البريطانية شابها عيب رئيسي واحد، يضر حيناً بمصالح دول المنبع منها إثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا، ولكنه يضر أحيانًا كثيرة بدولتي المصب؛ مصر والسودان.

وتريد مصر والسودان أن تكون "حقوقهما المكتسبة تاريخيًا" هي الأساس لجميع المفاوضات حول السد ولكن إثيوبيا تعتبر ذلك غير معقول ولا يتماشى مع المبادئ التي اعتمدتها الدول الثلاث في عام 2015 وفشلت الجولة الأخيرة من المحادثات عام 2018، وبالتالي ألقت مصر باللوم على إثيوبيا في جمود المفاوضات، ولكن العديد من العلماء يشيرون إلى معاهدات الحقبة الاستعمارية كسبب للمأزق.

من الصراع إلى التعاون

تكهن البعض بأن النزاع يمكن أن يتحول إلى "حرب مياه"، ولا شك أن السد أصبح مصدر توتر خطير لمصر وإثيوبيا والسودان ولكن في الواقع، ساعد السد أيضًا في تغيير علاقات القوة طويلة الأمد ويمكن أن يمهد الطريق لمزيد من التعاون بين جميع البلدان التي تعتمد على النيل وحتى الآن لم تخض أي دولة حربًا على موارد المياه. 

ولا يزال المراقبون المتفائلون يعتقدون أن السد الإثيوبي المثير للجدل يمكن أن يتحول، في حالة التوصل إلى اتفاق، أرضية للتعاون في مجال المياه على مستوى حوض نهر النيل، ولكن بدون بيانات مثل خطط التخزين، يصعب على البلدان المعنية بالنزاع معرفة تأثير السد  الفعلي على أمنها المائي لذا فإن الحصول على هذه البيانات ومشاركتها سيغير قواعد اللعبة، كما أن هناك فرصة لدمج البحث العلمي في المفاوضات الجارية.

الطاقة الشمسية وطاقة الرياح

سيكون خزان سد النهضة كبيرًا بما يكفي لتخزين التدفق السنوي للنيل الأزرق بالكامل ولكن هل ينبغي السماح لأي جهة، كإثيوبيا، بممارسة مثل هذه السيطرة على النيل؟ يمكن العثور على وضع مربح للجانبين لعملية ملء خزان السد الإثيوبي طويلة الأجل، فإذا قامت إثيوبيا والسودان ومصر وجيرانهم بنشر مزارع شمسية وطاقة رياح واسعة النطاق وإنشاء شبكة طاقة متكاملة إقليمياً، وإذا وافقت إثيوبيا على تشغيل سد النهضة بالتآزر مع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فإن الفوائد طويلة الأجل لهذا الخيار ضخمة ويفوق الاستثمار فيها تكاليف تلك المشروعات مهما بلغت.