الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

مقترح أمريكي.. هل توافق مصر على الاشتراك في إنشاء "ناتو عربي"؟ ‏

الرئيس نيوز

بينما ربط العديد من المراقبين بين زيارة الرئيس الأمريكي ‏جوبايدين إلى السعودية منتصف يوليو المقبل للقاء ملك ‏المملكة السعودية وزعماء دول الخليج بالإضافة إلى رؤساء ‏مصر والعراق والأردن، وبين الزيارات المتتالية التي عقدها ‏الرئيس السيسي خلال الأيام القليلة الماضية، مع قادة عرب؛ ‏وذلك للوقوف على أجندة ورؤية موحدة لإطلاع الإدارة ‏الأمريكية عليها. فيما تساءل أخرون هل لتلك الزيارات علاقة ‏بما يتم تداوله عن "الناتو العربي" أو "الناتو الشرق أوسطي". ‏

موافقة أردنية على الناتو 


كان العاهل الأردنى الملك عبد الله الثاني، قال إنه يؤيد فكرة ‏تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف ‏شمال الأطلسي (الناتو)، يضم الدول التي تتشارك مواقف ‏موحدة، وقال الملك عبد الله، فى حديث لقناة "سى إن بى سى" ‏الأمريكية إن الأردن يعمل بنشاط مع حلف الناتو ويرى نفسه ‏شريكًا للحلف بعد أن قاتلا جنبًا إلى جنب لعشرات السنين.‏

تابع الملك عبد الله: "سأكون من أوائل الأشخاص الذين يؤيدون ‏إنشاء حلف ناتو شرق أوسطي"، مشددا على أن رؤية مثل هذا ‏التحالف العسكري يجب أن تكون واضحة جدا ودوره يجب أن ‏يكون محددا بشكل جيد، ولفت إلى أن دول الشرق الأوسط ‏بدأت العمل معًا لمواجهة التحديات التي نشأت عن الحرب في ‏أوكرانيا، حيث "نجتمع معًا ونقول كيف يمكننا مساعدة ‏بعضنا".‏



المصالح المصرية


قال اللواء أركان حرب حمدى بخيت المحلل الاستراتيجى ‏والعسكرى، عضو مجلس النواب السابق، أن مسمى "ناتو ‏عربي" ليس في محلة على الإطلاق فـ"الناتو" هو تحالف ‏عسكري لدول حلف شمال الأطلسي، والأولى أن يكون مسمى ‏ذلك "تحالف عسكري عربي أو شرق أوسطي".‏

أوضح المحلل الاستراتيجي أن الفكرة في أساسها مقترح ‏أمريكي قديم، يتجدد في أوقات بعينها كلما ازداد النشاط ‏الإيراني في المنطقة، وتابع: "دول الخليج وتحديدًا السعودية ‏والإمارات والبحرين مؤيدة لذلك التحالف وتسعى لتوسعته، ‏وهو في الأساس المفترض أن يواجه الأنشطة العدائية التي ‏تقوم بها إيران في المنطقة".‏

لفت اللواء بخيت إلى أنه لا يمكن الإعلان رسميًا أنه موجه ‏لإيران وإلا سيكون بمثابة إعلان حرب على طهران، ولكن ‏من المؤكد أن يكون البيان التأسيسي له إذا ما خرج إلى النور، ‏أنه موجه للحفاظ على المصالح الاستراتيجية في المنطقة". 

وحول احتمالية مشاركة مصر في ذلك التحالف من عدمه قال ‏اللواء بخيت: "ما يحكم مصر في تحركاتها الخارجية هي ‏مصلحتها في المقام الأول ومصلحة الأشقاء في الخليج لكن ‏من دون التسبب في أي توترات جديدة في المنطقة أو إدخالها ‏في صراعات جديدة".‏



القوات العربية المشتركة

 
كانت مصر سعت خلال السنة الأولى لحكم الرئيس السيسي ‏إلى إحياء القوات العربية المشتركة، لكن المساعي المصرية ‏توقفت في الجامعة العربية بعد تحفظ عدد من الدول على ‏إعادة إحياء فكرة القوالت العربية المشتركة.‏



الباحث في شؤون الحركات الإيرانية، علي رجب، قال ‏لـ"الرئيس نيوز": "العلاقات المصرية الإيرانية ليست سلبية ‏ولا إيجابية، القاهرة تراقب التحركات الإيرانية في المنطقة ‏بشكل جيد، وترفض بشكل قطعي أدوار الهيمنة التي تقوم بها ‏طهران في العراق وسوريا واليمن وكذلك محاولات النفاذ ‏للدول الأفريقية خاصة المطلة على البحر الأحمر، ودول ‏الساحل والصحراء".‏

لفت رجب إلى أن مصر وضعت استراتيجية محددة وهي عدم ‏تعريض المنطقة لحروب جديدة، مع عدم السماح لأي قوى ‏تلعب أدوارًا توسعية في المنطقة، وقال رجب: "انخراط مصر ‏في أي تحالفات عسكرية أو سياسية له ضوابط كثيرة قبل ‏الحديث عن احتماليات المشاركة فيه من عدمها، وعلى رأس ‏تلك الضوابط الحفاظ على الثوابت المصرية والعربية والحفاظ ‏على أمن واستقرار المنطقة من دون تباطؤ أو تهور". 



سلوكيات عدائية


قال الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد خيري إن العلاقات الحالية بين مصر وإيران من ناحية التمثيل الدبلوماسي فهي في إطار التمثيل المنخفض على مستوى "قائم بالأعمال" ولا يوجد تمثيل كامل إلى درجة السفير  بسبب سلوكيات إيران على مدار العقود السابقة، وبالتالي فرغم الدعوات من أصوات لها من الوجاهة ما جعلها تتطلع لعودة العلاقات بشكل كامل بين طهران والقاهرة إلا أن سلوكيات إيران في المنطقة لا توحي برغبتها في أن تتعامل كدولة طبيعية واعتبارية في المنطقة بسبب رغبتها التوسعية ودعمها لوكلاء لها في المنطقة يزعوعون الاستقرار والسلم الدوليين.


وأضاف خيري أن المطلب بتشكيل ما يسمى ب الناتو العربي على غرار حلف شمال الأطلسي جاء بطلب من ملك الأردن عبد الله بن الحسين الذي باتت تعاني بلاده من تنامي الميليشيات المسلحة التابعة لإيران على حدود بلاده مع سوريا فضلا عن تمكن قوات حرس الحدود الأردنية خلال الأسبوع الماضي من ضبط مجموعات تهريب المخدرات على الحدود بين سوريا والأردن واكتشفت أجهزة الأمن الأردنية أن إبران تقف وراء تلك التحركات المشبوهة.


وأشار إلى أن مسألة مشاركة مصر في ذلك الحلف أمر متروك لتقييم القيادة السياسية في مصر والتي تقيس مدى قرب الدولة المصرية من اي مخاطر تتعلق بإيران، منوها إلى أن مصر لديها القدرة العسكرية الكاملة على حماية امنها القومي في أي مكان في العالم، كذلك مصر قادرة على حماية الملاحة البحرية المتعلقة بالمصالح المصرية.


وتابع الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية أن إيران سبق أن طالبت بتطبيع العلاقات بين مصر وإيران إلا أن تمسك إيران بتحركاتها المزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية وتهديد دول الخليج فضلا عن عدم تنفيذ إيران لعدد من المطالب المصرية حال دون النظر في تلك المطالب في ظل استمرار إيران بتسمية شوارع لديها باسماء قتلة الرئيس المصري البطل الراحل محمد أنور السادات ، منوها إلى أن الأزمة تكمن في أن دستور إيران يكرس لتحركاتها في المنطقة ويتجانس ذلك مع الرغبة التوسعية في الفكر الإيراني بشكل عام.

اقرأ أيضاً
بعد انتهاء زيارة الأمير تميم.. الرئيس السيسي يستقبل وزير خارجية الإمارات