السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الوقت ليس معنا.. مقترح أمريكي لنقل القمح من أوكرانيا لتفادي مجاعة متوقعة؟

القمح
القمح

في ظل زيادة الآثار الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية وتوقف إمدادات القمح الروسي والأوكراني لمختلف دول العالم ومنها مصر، بدأت تحركات دولية لمجابهة الأزمة ومحاولة وضع حلول عاجلة تمنع حدوث مجاعة مقبلة، وتهدأ من القلق المحلى والدولي نتيجة نقص إمدادات القمح، والغذاء بشكل عام.

وعبر عدد من المسئولين الدوليين، عن قلقهم إزاء نقص الغذاء إلى جانب ارتفاع أسعار الوقود مما أدى لزيادة أسعار الغذاء، وينبأ الوضع بمجاعة جماعية واضطرابات سياسية وهجرة عبر أجزاء من إفريقيا والشرق الأوسط وربما أمريكا الوسطى في الأشهر المقبلة، وفقًا لخبراء.

وفي السياق، هناك جهود دولية مبذولة لبناء صوامع مؤقتة في أوكرانيا ودول أخرى كوسيلة لزيادة سعة تخزين الحبوب بسرعة في أوكرانيا، حيث يمنع الحصار البحري الروسي أكثر من 25 مليون طن من الحبوب من الإمدادات الغذائية العالمية لمختلف الدول ومنها مصر بالطبع.

صوامع مؤقتة

وأطلق المسئولون الأوكرانيون، تحذيرات من زيادة مخزون القمح مع بداية حصاد المحصول الجديد خلال الفترة المقبلة، وعدم وجود أماكن لتخزينه، لذلك دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى بناء صوامع مؤقتة على حدود أوكرانيا مع بولندا حتى يتم نقل الحبوب من السيارات إلى الصوامع ثم إلى أوروبا والعالم.

وأوضح الرئيس الأمريكي، أن اقتراحه أحد الحلول المحتملة لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتوفير القمح لدول العالم.

شبح المجاعة

من جانبه، قال الدكتور عبد النبي عبد المطلب الخبير الاقتصادي، إن الكثير من الشواهد تشير إلى أن شبح المجاعة أصبح أقرب مما كنا نتوقع.

وأكد الخبير الاقتصادي لـ «الرئيس نيوز»، أن سوء التغذية يهدد أكثر من خمس سكان الأرض حتى الآن، والرقم مرشح للزيادة يوم بعد آخر، مما دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن، لاستشعار الخطر، وكشف عن خطة أمريكية لمواجهة التضخم، وشح الغذاء، وارتفاع الأسعار.

وأوضح الدكتور عبد النبي، إن مبادرة الرئيس جو بايدن، تقوم على عدة نقاط منها السعي من أجل الإفراج عن 20 مليون طن من الحبوب الحبيسة في مخازن أوكرانيا، وذلك بهدف طرحها بشكل عاجل في الأسواق من أجل خفض أسعار الغذاء.

ويعتقد الخبير الاقتصادي، إنه ورغم وجاهة هذه الاستراتيجية، قد لا تساهم في إبعاد شبح المجاعة عن العالم، وربما ستساعد على زيادة عرض القمح والمحاصيل الزراعية الأخرى في أوروبا، لكنها لن تصل إلى باقي دول العالم بالأسعار المعقولة.

ولفت إلى أن بناء الصوامع ونقل المحاصيل عبر وسائل النقل البري يحتاج إلى استثمار، ويحتاج أيضا إلى وقت، ولا أعتقد أن هذين العنصرين متاحان حاليًا بالشكل الكافي، موضحًا أن بولندا قد أعلنت في ردها على خطة بايدن، أن إنشاء الصوامع يحتاج إلى ثلاثة أو أربعة أشهر.

كيف تواجه الدولة المصرية الأزمة؟

في السياق ذاته، أكد الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، أن الدولة المصرية استطاعت مواجهة الأزمة الروسية الأوكرانية فيما يتعلق باستيراد القمح؛ حيث منحت حوافز للمزارعين لزيادة حجم المساحة المنزرعة وقد نجحت الدولة في ذلك بالفعل.

وأوضح الوزير في تصريحاته خلال ندوة حزب مستقبل وطن، أنه قد تم تجميع 3.5 ملايين طن من القمح المحلي، وتحقيق مخزون استراتيجي من القمح سيساهم بشكل كبير في تأمين الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن الدولة لجأت إلى تنويع مصادر استيراد القمح والتنسيق مع العديد من الأسواق الأخرى مثل "روسيا- رومانيا- الهند" وقد وصل بالفعل شحنات كبيرة من القمح، وهناك اتفاق على 8 شحنات قمح جديدة من مصادر مختلفة بكمية 480 ألف طن.

كما أوضح وزير التموين والتجارة الداخلية، أنه تم الاتفاق على عدة شحنات من روسيا تصل الشهر المقبل، فيما يتم الحصول على قمح أوكراني عن طريق موردين من بولندا يتحملون تكلفة النقل.