السبت 06 ديسمبر 2025 الموافق 15 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

وزير الري الأسبق: تصريحات مدير مشروع "سد النهضة" مُضللة ‏والسد غير آمن

الرئيس نيوز

انتقد وزير الري المصري الأسبق، الدكتور محمد نصر علام، تصريحات ‏مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي، كيفلي هرور، التي زعم خلالها أن ‏السد لن يكون له أي تأثيرات سلبية على دولتي المصب مصر والسودان، ‏وأن فترة الملء المقررة للسد تترواح ما بين 5 : 7 سنوات، وهي الفترة ‏التي لن يكون لها أي تأثيرات على القاهرة والخرطوم، وان الاعمال ‏الإنشائية للسد ستستمر لنحو 10 سنوات. ‏

علام وصف تصريحات المسؤول الإثيوبي، لـ"الرئيس نيوز" بأنها ‏مضللة، وتحاول التقليل من حجم المخاطر التي ستترتب على مصر ‏والسودان من بناء السد، وقال: "السد بنه عيوب فنية والمكاتب ‏الاستشارية الفرنسية والهولندية تحدثت عن ذلك، وإثيوبيا رفضت ‏الاعتراف بتلك التقارير، وانسحبت من تلك اللجنة، كما أن مصر لم ‏يصدر عنها أي تصريح رسمي بعدد سنوات ملء السد، وبالتالي فإن الـ5 ‏‏: 7 سنوات التي يتحدث عنها المسؤول الإثيوبي تضليل ومحاولة أخرى ‏لفرض سياسة الامر الواقع".‏

أشار الوزير السابق، إلى أن رؤية مصر لملء السد ترتبط بسنوات ‏الجفاف وسنوات الخير، فإن كان الفيضان عالي يتم الاتفاق على حجم ‏المياه المخزمنة، وإن كان الفيضان شحيح فيتم الاتفاق على حجم المياه ‏المخزنة، لافتًا إلى أن إثيوبيا لا تريد إبرام أي اتفاقيات بشأن ملء ‏وتشغيل السد، وأنها تريد أن تجعل حقوق التصرف في ذلك ملكية خاصة ‏لها، وشؤون الدول والعلاقات الدولية لا تبنى على ذلك النحو.‏



انتقد علام تأخر الرد المصري على تلك التصريحات، التي وصفها بأنها ‏خطرة لكونها مضللة، وهناك وسائل إعلام بدأت في التعاطي معها ‏بوصفها إيجابية، لكنها غير ذلك على الإطلاق، بل هي مضللة وتحمل ‏رسائل فيها جرأة على القاهرة، فضلًا عن كونها استفزازية.‏

عيوب فنية

يقول علام إن السد به مشاكل فنية كبيرة، وتابع: "في رأيي الشخصي ‏المتواضع أن أحد العيوب الرئيسية لهذا السد أنه يتكون من (سدين) ‏خرسانة وهو الرئيسي وأخر ركامى وهو الجانبي بطول ٨ كم. ‏والخرسانى مهما بلغ ارتفاعه، لا يستطيع تخزين أكثر من ١٤-١٥ مليار ‏متر مكعب. وأن أى زيادة عن هذا التخزين، يهرب مابين جبلين جانبين ‏ليعود مرة أخرى الى النيل الأزرق للسودان مرة ثانية. ولهذا تم تشييد ‏السد الركامى ليسد الفتحة بين الجبلين ويحجز المياه حتى يصل المخزون ‏الى ٧٤ مليار متر مكعب. ولذلك فانه لأى سبب كان، لا قدر الله، وانهار ‏السد الركامى فأى مياه مخزنة اكثر من ١٥ مليار متر مكعب تعود ‏مباشرة مرة ثانية الى مجرى النيل الأزرق. وفى هذه الحالة سيتحول ‏السد الخرسانى الى حائط مبكى ويفشل مشروع السد فى تحقيق أى من ‏أهدافه سواءا توليد كهرباء أو أى شئ أخر، الا السياحة مثلا". ‏

يضيف: "سلامة السد بالطبع يهم الجميع وليس الشعب الأثيوبي وحده، ‏وهذه قد تكون إحدى أهداف المفاوضات الثلاثية". ‏



تعليق سوداني 

في المقابل، ردت الخارجية السودانية على التصريحات الإثيوبية بشأن ‏سد النهضة، التي أكدت فيها عدم تأثر دولتي المصب السودان ومصر ‏بالملء الثالث للسد، وقالت الخارجية السودانية إن تصريحات مدير سد ‏النهضة الإثيوبي كيفلي هورو التي استبعد فيها إيقاف عمليات ملء السد ‏التي توقع حدوثها في أغسطس وسبتمبر المقبلين، "تزيد من حدة التوتر ‏للعلاقات بين البلدين وتمثل خرقا للاتفاقات السابقة".‏

وطالبت الوزارة في بيان المسؤولين الإثيوبيين بالكف عن "مثل هذه ‏التصريحات غير المنضبطة والالتزام بمبادئ الدبلوماسية عبر الحوار ‏والتفاوض كخيار لحل الخلاف بين الدول الثلاث بشأن سد النهضة".‏

وأفادت الدبلوماسية السودانية بأنها تابعت بقلق تلك التصريحات التي ‏وصفتها بـ"غير المسؤولة"، مشيرة إلى أن مدير سد النهضة تجاهل في ‏تصريحاته "موقف السودان الثابت من عملية ملء وتشغيل السد إلا بعد ‏التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يحقق مصالح شعوب الدول ‏الثلاثة".‏



وجاء في البيان السوداني، "لعل من المدهش عدم اكتراث المسؤول ‏الإثيوبي للأضرار المحتملة على الجانب السوداني رغم اعترافه باحتمال ‏تأثر كل من السودان ومصر بعملية الملء الثالث ما يشير إلى أن إثيوبيا ‏تريد المضي قدما في مواقفها الأحادية السابقة".‏

وشددت الخارجية السودانية على ضرورة الالتزام بالمواثيق والعهود ‏وعملية التفاوض الجارية التي تحفظ حق الأطراف الثلاثة بغية الوصول ‏لتسوية شاملة لأزمة سد النهضة تحقق المصالح المشتركة حتى لا تتحول ‏نعمة السد إلى نقمة.‏

وفيما جددت التأكيد على حق إثيوبيا في التنمية، أشارت إلى أن ذلك ‏يكون دون إحداث أضرار ذات شأن بالسودان، مبينة أن تصريحات مدير ‏السد "تسمم الأجواء الإيجابية التي سادت خلال الأشهر القليلة الماضية"، ‏كما تمثل نكوصا عن مقترح السودان الداعي للالتزام بالرباعية (الأمم ‏المتحدة والولايات المتحدة والإتحاد الإفريقي والبنك الدولي) في عملية ‏التفاوض.‏