وزير الري الأسبق: تصريحات مدير مشروع "سد النهضة" مُضللة والسد غير آمن
انتقد وزير الري المصري الأسبق، الدكتور محمد نصر علام، تصريحات مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي، كيفلي هرور، التي زعم خلالها أن السد لن يكون له أي تأثيرات سلبية على دولتي المصب مصر والسودان، وأن فترة الملء المقررة للسد تترواح ما بين 5 : 7 سنوات، وهي الفترة التي لن يكون لها أي تأثيرات على القاهرة والخرطوم، وان الاعمال الإنشائية للسد ستستمر لنحو 10 سنوات.
علام وصف تصريحات المسؤول الإثيوبي، لـ"الرئيس نيوز" بأنها مضللة، وتحاول التقليل من حجم المخاطر التي ستترتب على مصر والسودان من بناء السد، وقال: "السد بنه عيوب فنية والمكاتب الاستشارية الفرنسية والهولندية تحدثت عن ذلك، وإثيوبيا رفضت الاعتراف بتلك التقارير، وانسحبت من تلك اللجنة، كما أن مصر لم يصدر عنها أي تصريح رسمي بعدد سنوات ملء السد، وبالتالي فإن الـ5 : 7 سنوات التي يتحدث عنها المسؤول الإثيوبي تضليل ومحاولة أخرى لفرض سياسة الامر الواقع".
أشار الوزير السابق، إلى أن رؤية مصر لملء السد ترتبط بسنوات الجفاف وسنوات الخير، فإن كان الفيضان عالي يتم الاتفاق على حجم المياه المخزمنة، وإن كان الفيضان شحيح فيتم الاتفاق على حجم المياه المخزنة، لافتًا إلى أن إثيوبيا لا تريد إبرام أي اتفاقيات بشأن ملء وتشغيل السد، وأنها تريد أن تجعل حقوق التصرف في ذلك ملكية خاصة لها، وشؤون الدول والعلاقات الدولية لا تبنى على ذلك النحو.

انتقد علام تأخر الرد المصري على تلك التصريحات، التي وصفها بأنها خطرة لكونها مضللة، وهناك وسائل إعلام بدأت في التعاطي معها بوصفها إيجابية، لكنها غير ذلك على الإطلاق، بل هي مضللة وتحمل رسائل فيها جرأة على القاهرة، فضلًا عن كونها استفزازية.
عيوب فنية
يقول علام إن السد به مشاكل فنية كبيرة، وتابع: "في رأيي الشخصي المتواضع أن أحد العيوب الرئيسية لهذا السد أنه يتكون من (سدين) خرسانة وهو الرئيسي وأخر ركامى وهو الجانبي بطول ٨ كم. والخرسانى مهما بلغ ارتفاعه، لا يستطيع تخزين أكثر من ١٤-١٥ مليار متر مكعب. وأن أى زيادة عن هذا التخزين، يهرب مابين جبلين جانبين ليعود مرة أخرى الى النيل الأزرق للسودان مرة ثانية. ولهذا تم تشييد السد الركامى ليسد الفتحة بين الجبلين ويحجز المياه حتى يصل المخزون الى ٧٤ مليار متر مكعب. ولذلك فانه لأى سبب كان، لا قدر الله، وانهار السد الركامى فأى مياه مخزنة اكثر من ١٥ مليار متر مكعب تعود مباشرة مرة ثانية الى مجرى النيل الأزرق. وفى هذه الحالة سيتحول السد الخرسانى الى حائط مبكى ويفشل مشروع السد فى تحقيق أى من أهدافه سواءا توليد كهرباء أو أى شئ أخر، الا السياحة مثلا".
يضيف: "سلامة السد بالطبع يهم الجميع وليس الشعب الأثيوبي وحده، وهذه قد تكون إحدى أهداف المفاوضات الثلاثية".

تعليق سوداني
في المقابل، ردت الخارجية السودانية على التصريحات الإثيوبية بشأن سد النهضة، التي أكدت فيها عدم تأثر دولتي المصب السودان ومصر بالملء الثالث للسد، وقالت الخارجية السودانية إن تصريحات مدير سد النهضة الإثيوبي كيفلي هورو التي استبعد فيها إيقاف عمليات ملء السد التي توقع حدوثها في أغسطس وسبتمبر المقبلين، "تزيد من حدة التوتر للعلاقات بين البلدين وتمثل خرقا للاتفاقات السابقة".
وطالبت الوزارة في بيان المسؤولين الإثيوبيين بالكف عن "مثل هذه التصريحات غير المنضبطة والالتزام بمبادئ الدبلوماسية عبر الحوار والتفاوض كخيار لحل الخلاف بين الدول الثلاث بشأن سد النهضة".
وأفادت الدبلوماسية السودانية بأنها تابعت بقلق تلك التصريحات التي وصفتها بـ"غير المسؤولة"، مشيرة إلى أن مدير سد النهضة تجاهل في تصريحاته "موقف السودان الثابت من عملية ملء وتشغيل السد إلا بعد التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يحقق مصالح شعوب الدول الثلاثة".

وجاء في البيان السوداني، "لعل من المدهش عدم اكتراث المسؤول الإثيوبي للأضرار المحتملة على الجانب السوداني رغم اعترافه باحتمال تأثر كل من السودان ومصر بعملية الملء الثالث ما يشير إلى أن إثيوبيا تريد المضي قدما في مواقفها الأحادية السابقة".
وشددت الخارجية السودانية على ضرورة الالتزام بالمواثيق والعهود وعملية التفاوض الجارية التي تحفظ حق الأطراف الثلاثة بغية الوصول لتسوية شاملة لأزمة سد النهضة تحقق المصالح المشتركة حتى لا تتحول نعمة السد إلى نقمة.
وفيما جددت التأكيد على حق إثيوبيا في التنمية، أشارت إلى أن ذلك يكون دون إحداث أضرار ذات شأن بالسودان، مبينة أن تصريحات مدير السد "تسمم الأجواء الإيجابية التي سادت خلال الأشهر القليلة الماضية"، كما تمثل نكوصا عن مقترح السودان الداعي للالتزام بالرباعية (الأمم المتحدة والولايات المتحدة والإتحاد الإفريقي والبنك الدولي) في عملية التفاوض.