الجمعة 06 ديسمبر 2024 الموافق 05 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رغم الصعوبات والكلفة العالية.. هل يقنع أردوغان إسرائيل بمد أنبوب غاز بينهما عبر المتوسط؟

الرئيس نيوز

في ظل احتدام الأزمة الروسية الأوكرانية، وغياب أية ‏حلول تلوح في الأفق القريب، تتواصل الضغوط ‏الأمريكية على الدول لإقناعها بتعليق إمدادات الطاقة ‏المقبلة من روسيا، فيما بدأت موسكو من ناحية أخرى في ‏إجراءات عقابية؛ إذ أعلنت قيامها بتحصيل عوائد النفط ‏والغاز بالروبيل للدول غير الصديقة.‏

قالت روسيا إنها ستقطع إمدادات الطاقة عن غير ‏الملتزمين بالقرار، وبالفعل أقبلت على ذلك مع بعض ‏الدول بينها فنلندا، الأمر الذي أربك وأحدث هزات عنيفة ‏في أسواق الطاقة من ناحية، وأسعار العملات من ناحية ‏أخرى.‏

تركيا هي الأخرى من بين المعتمدين بشكل رئيس على ‏إمدادات الطاقة الروسية، إذ استوردت نحو 45 % من ‏احتياجاتها من الطاقة وتحديدًا من الغاز، وإذا ما قطعت ‏موسكو تلك الإمدادات ستكون هناك أزمة كبيرة، وأيضًا ‏إذا أصرت روسيا على دفع تركيا أسعار الطاقة بالروبيل ‏الروسي.‏



يبدو أن أنقرة تريد هي الأخرى تأمين إمدادات الطاقة، ‏بعيدًا عن روسيا، وأنها تحاول إعادة إحياء مشروع ‏إيصال الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، لكن المشروع ‏يواجه تحديات كبيرة بينها التعقيدات اللوجيستية والكلفة ‏العالية‎.‎

كما أن المشروع يواجه تحديًا آخر وهو عدم الثقة الدولية ‏والإسرائيلية في نظام الرئيس أردوغان. ومشاريع الطاقة ‏والربط بين الدول بأنابيب تحتاج إلى قدر كبير من ‏الاستقرار السياسي، والعلاقة المتينة بين الدول، وهذا ‏الأمر غير متوفر مع النظام التركي الذي بات يعادي ‏العديد من الجيران.‏

وفي وقت لاحق من مارس الماضي، قال أردوغان، "لدى ‏تركيا الخبرة والقدرة على تطبيق مشاريع كهذه. ‏وأظهرت التطورات الأخيرة في منطقتنا مجدداً أهمية ‏أمن الطاقة"، فيما أجرى الرئيس الإسرائيلي إسحق ‏هرتسوغ زيارة تاريخية إلى أنقرة في مارس لبناء ‏علاقات مع نظيره التركي، وأعلن الرئيسان حينذاك عن ‏حقبة جديدة بعد قطيعة دبلوماسية استمرت أكثر من عقد.‏

ويزور وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ‏إسرائيل، وقد وصل في ساعة مبكرة من صباح اليوم ‏الثلاثاء، كما يتوقع أن يتوجه وزير الطاقة التركي فاتح ‏دونماز إلى إسرائيل أيضاً، لكن لم يتضح بعد إن كان ‏سيرافق تشاووش أوغلو‎.‎



إسرائيل غير مهتمة ‏

وفق موقع "إندبندنت عربية"، لا تبدو إسرائيل مهتمة ‏كثيراً بالتعاون مع تركيا في مجال الطاقة. وقال غابي ‏ميتشل من معهد "ميتفيم" في إسرائيل إن "العلاقات في ‏مجال الطاقة تقام بين دول متعاونة وتربطها ثقة متبادلة. ‏بالتأكيد ليس بالطريقة التي يمكن من خلالها وصف ‏الديناميات الحالية بين البلدين". وقال: "هناك أشخاصاً في ‏إسرائيل يشيرون إلى أن أردوغان طرف لا يمكن الوثوق ‏به".‏

وتعود فكرة الموضوع إلى العام 2016، حيث اتفق ‏البلدان على بدء دراسة جدوى لبناء خط أنابيب تحت ‏البحر لضخ الغاز الإسرائيلي إلى المستهلكين الأتراك ‏ومن ثم إلى أوروبا، لكن لم يتحقق أي تقدم في ظل التوتر ‏بين الطرفين، في وقت يسوّق أردوغان نفسه على أنه ‏المدافع الأبرز عن القضية الفلسطينية ويدعم حركة ‏حماس‎.‎



تعقيدات لوجستية ‏

ومن بين التعقيدات التي تواجه المشروع، أنه من المقرر ‏إذا ما تم الشروع في تنفيذه أن يمر عبر مياه متنازَع ‏عليها في شرق المتوسط، وهي منطقة تثير خلافات عادة ‏بين تركيا من جهة، واليونان وقبرص من جهة أخرى.‏

تخشى إسرائيل أن تنفيذ المشروع يضر بعلاقاتها ‏بقبرص واليونان والاتحاد الأوروبي، ولفتت تقارير ‏إعلامية أن خط الأنابيب من الحقول الإسرائيلية إلى ‏تركيا قد يكلف 1.5 مليار دولار وهو الرقم العالي جدًا ‏في ظل غياب البنية التحتية لدى تركيا لتنفيذ مشاريع ‏إسالة الغاز‎ .‎

وتستورد تركيا الغاز الطبيعي بواسطة خطوط أنابيب من ‏روسيا وأذربيجان وإيران. كما تشتري الغاز المسال من ‏جهات بينها قطر ونيجيريا والجزائر والولايات المتحدة.‏

ووفق "إندبندنت عربية" فلقد عاد الخيار التركي إلى ‏الواجهة؛ بعد أن تجاهلت الولايات المتحدة خط أنابيب في ‏شرق المتوسط يهدف لنقل الغاز الطبيعي من المياه ‏الإسرائيلية إلى أوروبا عبر قبرص واليونان.‏

وترى تركيا مشروع الغاز مع إسرائيل أكثر عملية من ‏خط أنابيب "شرق المتوسط" على الرغم من التحديات. ‏وقال مسؤول تركي، "ليس مشروعاً يبدأ اليوم وينتهي ‏غداً، إنه لمشروع صعب، لكنه منطقي وعملي، بالمقارنة ‏مع مشروع (شرق المتوسط) الذي تقوده اليونان".‏

ووفق تقارير فإن المشروع يواجهه مجموعة من ‏التحديات بينها، عدم الثقة في نظام أردوغان، إلى جانب ‏التعقيدات اللوجستية والتكلفة العالية، في ظل التوجه إلى ‏الغاز الطبيعي المسال كخيار مرغوب أكثر وأقل تكلفة، ‏وأسهل نقلًا.‏