السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

إدارة بايدن تقود المفاوضات بين مصر والسعودية وإسرائيل بشأن تيران وصنافير

الرئيس نيوز

نشر موقع أكسيوس الأمريكية ما اعتبره "سبقًا صحفيًا" حول توسط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بهدوء شديد وسرية مضاعفة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل ومصر بشأن المفاوضات التي، إذا نجحت، يمكن أن تكون خطوة أولى على طريق تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.

وذكر خمسة مصادر أمريكية وإسرائيلية لموقع أكسيوس إن القرار يتضمن إنهاء نقل جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر من السيادة المصرية إلى السعودية، وحول أهمية المفاوضات التي يرعاها البيت الأبيض، قال التقرير "إذا تم التوصل إلى ترتيبات عملية قابلة للتنفيذ، فسيكون ذلك إنجازًا مهمًا للسياسة الخارجية لإدارة بايدن في الشرق الأوسط".

وأكدت مصادر أمريكية وإسرائيلية إن الاتفاق ليس كاملاً والمفاوضات الحساسة جارية، بحسب مصادر أمريكية وإسرائيلية مطلعة على المفاوضات لكن ليس لها مطلق الحرية في مناقشتها علنًا، ويريد البيت الأبيض التوصل إلى اتفاق قبل زيارة الرئيس بايدن المرتقبة إلى الشرق الأوسط في نهاية يونيو المقبل، والتي قد تشمل التوقف أثناء الزيارة في الرياض لبعض الوقت.

وتسيطر جزيرتا تيران وصنافير على مضيق تيران - وهو ممر بحري استراتيجي إلى موانئ العقبة في الأردن وإيلات في إسرائيل، ويقول مسؤولون سعوديون إن السعودية منحت مصر السيطرة على الجزيرتين في عام 1950 وأصبحتا منزوعتا السلاح فيما بعد في إطار معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، وامتنع البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق ولم ترد سفارتا السعودية ومصر على في واشنطن على طلب للتعليق.

والصورة الكبيرة، وفقًا للمصادر، تعتقد إدارة بايدن أن وضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات نقل الجزيرتين يمكن أن يبني الثقة بين الطرفين ويخلق انفتاحًا على العلاقات الدافئة بين إسرائيل والسعودية، اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية، وإذا تم ذلك، سيكون هذا أهم إنجاز للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ اتفاقات إبراهام، التي توسطت فيها إدارة ترامب وأدت إلى اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.

أيدت المملكة العربية السعودية اتفاقات إبراهام لكنها أوضحت في ذلك الوقت أنها لن تقبل أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل ما لم يكن هناك تقدم جاد في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، ويمكن للمفاوضات الناجحة أيضًا أن تخفض التوترات بين إدارة بايدن والمملكة العربية السعودية.

وتعهد بايدن ذات مرة بجعل المملكة العربية السعودية "منبوذة" وتوترت العلاقات بسبب عدد من القضايا، بما في ذلك سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان، ومقتل كاتب العمود في واشنطن بوست جمال خاشقجي، وتقول المخابرات الأمريكية إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان متورط في الأمر وهو اتهام تنفيه السعودية.

بموجب معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية لعام 1979، يجب أن تكون تيران وصنافير منطقة منزوعة السلاح ولديها قوة من المراقبين متعددي الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، وعلى الرغم من الاحتجاجات العامة في مصر، وافق البرلمان المصري في يونيو 2017 والمحكمة العليا في البلاد في مارس 2018 على اتفاقية نقل السيادة على الجزيرتين إلى المملكة العربية السعودية، ولكن الاتفاق احتاج إلى موافقة من إسرائيل بسبب معاهدة السلام لعام 1979، أعطت إسرائيل موافقتها من حيث المبدأ على إعادة الجزر إلى المملكة العربية السعودية ريثما يتم التوصل إلى اتفاق بين مصر والمملكة العربية السعودية بشأن استمرار عمل قوة المراقبين المتعددة الجنسيات والمسؤولين عن تسيير دوريات في الجزر وضمان استمرار حرية الملاحة في المضيق دون عوائق.

لكن الترتيبات التي سبقت الإشارة إليها لم يتم الانتهاء منها وظلت العديد من القضايا العالقة، بما في ذلك عمل القوة المتعددة الجنسيات.

وخلف الكواليس، وفقًا لموقع أكسيوس، فإن منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكجورك هو الشخص الرئيسي المسؤول بإدارة بايدن المنوط به تنفيذ تكليف وجهود الوساطة الحالية، وفقًا لمصادر أمريكية وإسرائيلية، وقالت المصادر إن القضية الرئيسية هي القوة المتعددة الجنسيات للمراقبين، وقالت المصادر إن السعودية وافقت على إبقاء الجزر منزوعة السلاح والالتزام بالحفاظ على حرية الملاحة الكاملة لجميع السفن لكنها أرادت إنهاء وجود المراقبين متعددي الجنسيات في الجزر، واتفق المسؤولون الإسرائيليون على النظر في إنهاء وجود القوة متعددة الجنسيات، لكنهم طلبوا ترتيبات أمنية بديلة تحقق نفس النتائج، بحسب المصادر.

وقال مصدران أمريكيان ومصدران إسرائيليان إن إسرائيل تريد أيضا أن تتخذ السعودية خطوات معينة كجزء من جهود أوسع للتوصل إلى اتفاق بشأن عدة قضايا، وأضافت المصادر أن إسرائيل طلبت من المملكة العربية السعودية السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بعبور المزيد من الأجواء السعودية، الأمر الذي سيختصر الرحلات الجوية إلى الهند وتايلاند والصين بشكل كبير.

بعد الإعلان عن اتفاقات إبراهام، بدأت المملكة العربية السعودية في السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بعبور بعض مجالها الجوي الشرقي لرحلات إلى الإمارات والبحرين ويريد الإسرائيليون أيضًا من السعوديين السماح برحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى السعودية للمسلمين في إسرائيل الذين يريدون الذهاب لأداء فريضة الحج إلى مدينتي مكة والمدينة المقدستين.

ورجح الموقع الأمريكي أن الخطوات التالية تشمل خطة الرئيس الأمريكي بايدن للذهاب إلى المملكة العربية السعودية خلال جولته الشرق أوسطية المقبلة، كما ذكرت سي إن إن لأول مرة، وإذا تمت الزيارة، فسيكون الاجتماع الأول لبايدن مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأكدت عدة مصادر عربية أن الرحلة ستشمل أيضا قمة مع قادة السعودية والإمارات والبحرين وعمان وقطر والكويت ومصر والأردن والعراق.