الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

شيخ الأزهر: الفتوحات الإسلامية لم تكن استعمارية تعتمد على سياسات الهيمنة (فيديو)

الرئيس نيوز

أكد الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، أن الفتوحات الإسلامية لم تكن فتوحات استعمارية تعتمد على أساليب النهب والقهر والسيطرة، وسياسات الهيمنة والتبعية، وتركِ البلاد خرابًا حتى إذا ما جاء الموعد المحتوم الذي لا مفر منه حمل الاستعمار عصاه ورحل.

وأضاف شيخ الأزهر، خلال احتفالية وزارة الأوقاف بـ"ليلة القدر"، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة: "نعم ! لم تكن الفتوحات الإسلامية من هذا القبيل؛ قبيل السيطرة على الشعوب، والتعاملِ معها بغطرسة القوة والسلاح، ولكنها كانت فيضًا جديدًا من حياة عارمة، يتدفق علمًا وعدلًا وحريةً ومساواة في عروق تلك الشعوب الخائرة القوى".

وذكر: "إن كثيرًا من علماء الغرب تفطَّن إلى السبب الحقيقي في ترحيب الشعوب بالفاتحين المسلمين، واستقبالهم استقبال المخلصين المنقذين، وقال: إن السبب الحقيقي لتفسير هذه الظاهرة المدهشة هو «القرآن»، وما دعا إليه الناس من ضرورة تطبيق قيم العدل والمساواة وتحريم الظلم، وحرية الاعتقاد التي توجت بحق حرية الإيمان والكفر، وإحلال مبْدأ التعارف بديلًا لمبدأ الحروب، والصراعات، وغير ذلك من القيم الضامنة لحياة الناس حياة سعيدة فاضلة".

وأشار الدكتور أحمد الطيب، إلى أنه لم تمض سنوات قلائل على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى انهارت أمام فتوحات المسلمين أعتى إمبراطوريتين كانتا تقتسمان منطقتنا وتسيطران على كل ركن من أركانها وأصبحت أراضي العراق والشام ومصر وشمال أفريقيا أرضًا إسلامية حتى يومنا هذا.

وشدد أن القرآن الكريم نور إلهي أضاء العالم كله في فترة زمنية قصيرة مدهشة قضى فيها على الفوضى والاضطراب وترسخ فيها نظام أخلاقي رفيع المستوى عبر فتوحات إسلامية غيرت مجرى التاريخ الإنساني، داعيًا أن يجعل للعالم كله فرجًا ومخرجًا من أزماته واختناقاته وفتنته التي حذرنا القرآن الكريم من عواقبها، مشيرًا إلى أن آثار تلك الفتنة المدمرة طالت المجرم والبريء والظالم والمظلوم على حد سواء.

وتابع: "إن هذا الكتاب الكريم الذي تكفل الله بحفظه، لا ينال من قدسيته عبث الصغار وأمثالهم ممن ينتمون إلى اليمين المتطرف في بلدان تحتاج إلى التأدُّب بأدب القرآن والتخلُّق بأخلاقه؛ حتى يتأهل وعيهم لإدراك الهوة السحيقة بين حرية التعبيرِ وحرية البذاء والتطاول، وبين ثقافة الحضارة وثقافة الغاب، وبين حرية الإنسان المهذب المتحضر وفوضى الإنسان الوحشي المنفلت من كل القيود".

وأردف: "الذي لا يرتاب المسلمون فيه هو أن هذا المصحف الشريف سيبقى في عليائه كتابًا إلهيًّا هاديًا للإنسانية كلها، وأنه لن ينطفئ له نور، وقد تعهد الله بإتمامه ولو كره الكافرون، ولو كره المشركون، ولو كره المجرمون".

كما أكد شيخ الأزهر، أن حملات الهجوم على السنة النبوية، ومحاولات التهوين من شأنها في نفوس المسلمين؛ ليسـهل -بعد ذلك- التهوين من شأن «القرآن نفسه»، والعبث بتشريعاته وأحكامه، هي الفتنة التي تطل برأسها اليوم، موضحا أنها ليست جديدة، ولا بنت هذا العصر، وقد حدثنا النبي ﷺ بنفسه من أخبارها، وحذرنا من ضلالها وضلال متعهديها منذ خمسة عشر قرنا من الزمان.