الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الحليف بات ضعيفًا.. إسرائيلية تفقد الثقة في إمكانية الاعتماد على واشنطن

الرئيس نيوز

تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في دق أجراس الإنذار في دوائر صنع القرار في إسرائيل بسبب ما يُنظر إليه على أنه شكوك متزايدة حول إمكانية استمرار الدولة اليهودية في الاعتماد على الولايات المتحدة كحليف موثوق، فقد تُركت أوكرانيا وحدها للتعامل مع بوتين وإيران تفعل ما تشاء علاوة على إهانة القوات الأمريكية بانسحاب مشين من أفغانستان وتخيم على الأجواء الدولية تلك الشكوك المتزايدة في الحليف الأمريكي.

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست إن كل هذه العوامل تدفع الإسرائيليين إلى التساؤل عما إذا كان بإمكانهم الوثوق بالولايات المتحدة في زمن الحرب أم أن واشنطن أصابها الضعف المزمن؟

كما يتساءل الإسرائيليون عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في حال تورط بلدهم في حرب كبرى وسيشهد مثل هذا الصراع حتماً استهداف المراكز الحضرية، وتدمير المرافق الاستراتيجية والبنية التحتية وتدميرها، وسقوط عدد كبير جدًا من الضحايا، وسوف تتفاقم الفوضى الداخلية بسبب انتفاضة محتملة للمواطنين الفلسطينيين الإسرائيليين وستبدو أحداث مايو 2021 مثل ألعاب الأطفال بالمقارنة بحجم الخسائر الفادحة المتخيلة بسبب تخاذل واشنطن، فهل يمكن الوثوق بالولايات المتحدة إذا حدث مثل هذا السيناريو بشكل حقيقي؟

بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا عندما كان باراك أوباما في البيت الأبيض واستمر في عهد خليفته دونالد ترامب واشتد في عهد الرئيس جو بايدن ربما يتفق الرؤساء الثلاثة على أن أمريكا لا يمكنها الاستمرار كشرطي العالم، ولا تريد ذلك بأي حال من الأحوال، فالولايات المتحدة تتغير وهناك التزام أقل تجاه إسرائيل، حتى بين اليهود الأمريكيين والتزام المسيحيين الإنجيليين بدولة الاحتلال ليس كما كان عليه في السابق.

علاوة على ذلك، كشفت الولايات المتحدة عن نقاط ضعفها على مدى عدة عقود، وكرئيس للولايات المتحدة، كان ترامب ضد الناتو والاتحاد الأوروبي وقبل أيام قليلة وصف فلاديمير بوتين بأنه عبقري، وخلال فترة وجوده في منصبه، سمحت واشنطن لتركيا بنشر قوات في شمال سوريا بينما تخلت الولايات المتحدة عن أصدقائها الأكراد، ولا تحتاج إسرائيل إلى جنود أميركيين، لكنها بحاجة إلى أسلحتهم، ولديها شهية لا تشبع للمساعدات العسكرية الأمريكية ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة مترددة في تزويد إسرائيل بالتكنولوجيا الخاصة بتزويد الطائرات بالوقود أثناء الطيران في حالة قيام إسرائيل بقصف إيران، كما أن واشنطن لا تزود الإسرائيليين بما يسمى "بالقنابل الخارقة للتحصينات"، على الرغم من طلبات تل أبيب المتكررة.

بالنظر إلى هذا الاعتماد على الولايات المتحدة، فمن الغريب أن يعتقد الخبراء العسكريون الإسرائيليون أنهم محظوظون لعدم وجود تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة أو الناتو ويقولون إن مثل هذا التحالف سيفرض على إسرائيل التزامات لا يمكنها التحلل منها، وقد تقيد قواتها في مرتفعات الجولان، على سبيل المثال، أو غزة قد تكون هناك حاجة إلى إذن الولايات المتحدة قبل أي عملية عسكرية في المنطقة.

ينظر المحللون في إسرائيل إلى الولايات المتحدة على أنها جدار على وشك الانهيار، كما يتذكر الكثيرون أن أمريكا عام 1948 لم تساعد عصابات الإرهاب الصهيونية على احتلال فلسطين، وفي عام 1956 أجبرت إسرائيل على الانسحاب من الأراضي المصرية، مما أدى في النهاية إلى حرب عام 1967 ويعتقد المحللون أنه على الرغم من تدخل الولايات المتحدة في حرب 1973، يسود الاعتقاد في إسرائيل بأنه من الممكن تحقيق المزيد بمفردها وعندما كان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، حاولت واشنطن إجباره على الانسحاب من معظم الضفة الغربية ووضع القوات الغربية في وادي الأردن. واليوم، تركت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل وحدها في مواجهة الوجود العسكري الإيراني في سوريا.

يصعب الاتفاق مع مثل هذا التحليل الاسرائيلي لان واشنطن هي شريان الحياة لاسرائيل التي بدونها تنكشف حقيقتها الدفاعية، ويعتقد فريق من المحللين أنه يجب ألا يقلل المرء من مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فهي لا تزال أقوى دولة في العالم وترسل لإسرائيل 3 مليارات دولار كل عام ولا يوجد بلد آخر يضاهي نفوذها في المنطقة.

قد لا يكون هناك تحالف دفاعي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنهما يتعاونان في القضايا الاستخباراتية ويخترقان الحدود والولايات المتحدة لا تشارك الأبحاث والتكنولوجيا والخبرة العسكرية مع أي جهة كما تفعل مع إسرائيل، التي لديها حتى إمكانية الوصول إلى مخزونات الذخيرة الأمريكية وعلى الرغم من ذلك، فإن الشعور العام في إسرائيل هو أن احتمالية استخدام الولايات المتحدة لقوتها تتضاءل في الدفاع عن دولة الاحتلال.