الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

باحث أمريكي: تنظيم الإخوان يستخدم وسائل التواصل لحشد الرأي العام ضد الدولة المصرية

الرئيس نيوز

في عدد مارس من مجلة "بيهيف"، يحلل الباحث مايكل باراك بتحليل كيفية استخدام تنظيم الإخوان لوسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على الرأي العام وحشده ضد الدولة المصرية، وتطلق لجان الإخوان العديد من الهاشتاجات عبر فيسبوك وتويتر من آن لآخر، وتستمر هذه الحرب ضد الوعي العام منذ سقوط حكم الإخوان المدوي بثورة شعبية في 2013، ولكن اللافت هو عدم التصريح بانتماء تلك الحملات المسعورة لتنظيم الإخوان، في محاولة لإضفاء صفة المعارضة عليها، وذكر التحليل أن هذه الدعاية المستشرية عبر السوشيال ميديا غالبًا ما تتميز بإلقاء الضوء على العلل الاجتماعية والاقتصادية في مصر، وبعضها يتمسح  في حقوق الإنسان، وتعتمد لجان تنظيم الإخوان والذباب الإلكتروني في العادة على نشر الأخبار المضللة، والدعوات لمواصلة الثورة حتى تغيير الحكومة، ويتابع المصريون هذه الظاهرة بصفة يومية، ويستهزأ بها غالبيتهم، ويعتقد مايكل باراك أن طريق التصدي لتلك الحملات التشويهية يبدو أنه لا يزال طويلاً.
 
على وسائل التواصل الاجتماعي، هناك العشرات من المؤثرين المصريين الذين تم تحديدهم مع جماعة الإخوان المسلمين المعارضة لنظام السيسي. على مر السنين، تمكنوا من تجنيد ما بين مئات الآلاف والملايين من المتابعين بفضل جودة مقاطع الفيديو والرسائل الحادة التي يوزعونها والمنصات المختلفة التي يستخدمونها، وخاصة YouTube و Twitter و Facebook. ليس من قبيل الصدفة أن دعا الدعاية المصرية إبراهيم عيسى الإخوان المسلمين بـ "العباقرة والسحرة" عندما يتعلق الأمر باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحريض الجماهير ضد الدولة من خلال استغلال مشاعرهم الدينية. 

وفي يناير 2022، احتل اسم علي حسين مهدي، أحد مستخدمي اليوتيوب المصريين (لديه ربع مليون متابع) وهو يعيش في الولايات المتحدة وله ميول إلى تنظيم الإخوان، عناوين الصحف بعد أن نشر سلسلة من مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب عن التعذيب وزعم أنها لمعتقلين وسجناء في مصر ودعا مهدي الحكومتين الأمريكية والبريطانية إلى قطع المساعدات الاقتصادية التي تقدمها لمصر على الفور.

كما قال في مقابلة مع صحيفة الجارديان إن “مراكز الشرطة أسوأ من السجون، لقد حدثت الثورة بسبب هذا، وبعد 11 عامًا نراها تتكرر مرة أخرى"، وسرعان ما اعترف بأن المواد التي نشرها مأخوذة من مصادر غير موثوقة على الإنترنت، وتعهد بإنهاء كل علاقاته مع الكونجرس الأمريكي والدوائر السياسية الأمريكية والصحافة الأجنبية ووعد بعدم نشر أي مادة غير موثوقة مرة أخرى.

وأشار مايكل باراك إلى عبد الله الشريف، أحد مستخدمي اليوتيوب المصريين وهو مقيم في قطر (ولديه 4 ملايين متابع)، وينشر أحيانًا برامج ساخرة ضد الدولة المصرية وفي أوائل ديسمبر 2021، قام بتحميل برنامج يُزعم أنه وثق تسريب محادثة بين اثنين من مستشاري الرئيس السيسي حول تلقي رشاوى، وأثار نشر التسريب ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر أنصار تنظيم الإخوان هاشتاجات بمناسبة تسريبات الشريف المزعومة، وسرعان ما ردت وزارة الداخلية المصرية بأن التسريب مفبرك وأن الاثنين لا علاقة لهما بالسيسي أو بمؤسسات الدولة، ورفع أحد المحامين دعوى قضائية ضد الشريف بتهمة الإضرار بسمعة مصر الحسنة ونشر الأكاذيب والافتراءات بهدف إثارة البلبلة والفوضى وتقويض الأمن القومي المصري مقابل الأموال التي تلقاها من تنظيم الإخوان، وفي سيناريو مماثل، اعتراف الشريف بأنه ضلل مستمعيه بشأن التسريب وقام بحذف مقطع الفيديو، ويتبنى المؤثرون المصريون الآخرون على وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطون بتنظيم الإخوان أيضًا نفس الدعاية التحريضية، وهناك العشرات والعشرات من اليوتيوبرز الإخوان الذين يسيرون على نفس النهج، وبدلا من التصريح بانتمائهم للإخوان يناقشون غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، وهم حريصون على إخفاء السبب الجوهري لحديثهم ضد الدولة.
 
وبالإضافة إلى المؤثرين، هناك أيضًا لجان منظمة للإخوان على وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بحملات عبر الإنترنت لتحريض المواطنين المصريين على استئناف الاحتجاجات وفي 17 يناير 2022 دعت الجماعة إلى المشاركة في نشر رسائل احتجاجية ضد الدولة تحت عنوان "الحرية لثوار يناير"، وتخضع أنشطة تنظيم الإخوان للمراقبة وتحديد وحذف المحتوى التحريضي وتنشط وسائل الإعلام في توعية المصريين بالدعاية الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي 24 يناير، غطت الصحافة المصرية على نطاق واسع تقريرًا نشره المركز المصري للدراسات الإستراتيجية حول طرق استخدام الإخوان لوسائل التواصل الاجتماعي ضد الدولة، وكشفت النتائج أن الإخوان يستثمرون جهودهم للترويج للهاشتاجات على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة على تويتر، ويتبعون تكتيكات عديدة من أبرزها نشر الأخبار المضللة ونشر مقاطع خارج سياقها، واستخدام الصور الوهمية وانتحال صفة المواقع البريئة التي تكشف مع مرور الوقت عن حقيقة انتمائها.

وأشاد باراك بنشاط المركز الإعلامي لمجلس الوزراء التابع لمجلس الوزراء في الرد على الشائعات الخطيرة والأفكار التخريبية مثل الادعاءات الكاذبة بإهدار مبالغ طائلة على مشروعات قومية ليس لها مستقبل، والكذب حول مصادرة الأموال من الحسابات البنكية للمواطنين، وهي شائعة تتعارض بقوة مع الثقة العامة السائدة في النظام المصرفي المصري، وتداول الإخوان الحديث عن إطلاق المواد السامة في الهواء بما في ذلك ثاني أكسيد الكبريت، إلخ، ومن جانبها أكدت مصادر حكومية مصرية أن الإخوان يحظون بنصيب الأسد في نشر مثل هذه الأخبار المفبركة.
 
ورصد باراك في ختام تحليله، مواصل الإخوان والحكومة إدراك ورؤية وسائل التواصل الاجتماعي كأداة مؤثرة ومهمة في تشكيل الوعي العام، ولذلك، يبذل الإخوان كما تبذل الحكومة جهودًا كبيرة في الاستعانة بالسوشيال ميديا لأهداف تسير في اتجاهين متعاكسين، فبينما يواصل تنظيم الإخوان سعيه لتقويض أسس الدولة التي أخفق في حكمها، تستغل الحكومة السوشيال ميديا في تعزيز ثقة المواطن والاستجابة السريعة لشواغل المصريين.