الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تقرير: لماذا أصبحت قطر الشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة في الخليج ؟

الرئيس نيوز

أعلنت الولايات المتحدة قطر رسميًا كحليف رئيسي من خارج الناتو في إعلان رئاسي وقعه الرئيس الأمريكي جو بايدن ويعزز ذلك الإعلان الذي تم توقيعه مساء الخميس العلاقات بين البلدين ويمنح قطر مكانة خاصة بين جيرانها في المجالين الاقتصادي والعسكري.

يأتي هذا الإعلان بعد اجتماع عقده قادة البلدين في أواخر يناير، ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن  جو ماكرون، المحلل في شؤون الولايات المتحدة والشرق الأوسط، قوله إن إدارة بايدن تبذل جهدًا لتجديد علاقاتها مع حلفاء الولايات المتحدة السابقين التي تدهورت خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وتابع: "تُظهر هذه الخطوة كيف تطورت العلاقات الأمريكية القطرية في ظل إدارة بايدن بعد أن وصلت إلى مستويات منخفضة خلال إدارة ترامب".

وصرح توماس جراتوسكي، الخبير في الجغرافيا السياسية الذي يرأس مكتب المستشار العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الدوحة، لموقع ميديا لاين بأن القرار يعزز أيضًا مكانة قطر بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي، التي كانت معها بعض العلاقات المضطربة في الماضي وأوضح جراتوسكي أن جميع دول مجلس التعاون الخليجي لها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة. وقال: "كان هناك حديث عن تصنيف الدول الست جميعها كحليف رئيسي من خارج الناتو في الماضي، على الرغم من أن الكويت والبحرين فقط هي التي حصلت على هذه المكانة".

وأشار إلى أنه "من المهم بالنسبة للدوحة دون شك أن تحصل قطر على هذا التصنيف قبل الحليفين الرئيسيين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة"، وأضاف جراتوفسكي أن هذا الأمر أكثر أهمية، لأن المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات قاطعت قطر من يونيو 2017 إلى أوائل يناير 2021. وكانت المقاطعة، من بين أمور أخرى، تستند لاتهام قطر بأنها تقيم علاقات وثيقة للغاية مع إيران، ولكن على عكس إدارة ترامب وحلفائها في الخليج، لا تعتبر إدارة بايدن علاقات قطر مع إيران، أو مؤسسات مثل طالبان، خيانة، بل تعتبرها علاقات مفيدة للولايات المتحدة.

يعتقد ماكرون أن "البيت الأبيض الحالي يبدو أنه يرى الدوحة على أنها مفيدة لدبلوماسية الباب الخلفي في قضايا مثل أفغانستان وإيران" ويوافقه الرأي جراتوفسكي، موضحًا أن دور قطر كان حاسمًا في إجلاء أكثر من 100000 مواطن أمريكي وحلفاء من أفغانستان في أغسطس 2021 عندما استلمت طالبان السلطة بعد الانسحاب الأمريكي الذي أنهى 20 عامًا من الوجود الأمريكي في ذلك البلد.

وأضاف: "نظرًا لأن الدوحة يمكن أن تقوم بدور الوسيط بين الغرب وطالبان، فقد أصبحت السفارة القطرية في كابول أيضًا مضيفة لقسم المصالح الأمريكية في ديسمبر، أي أن قطر تعمل كممثل للمصالح الأمريكية في أفغانستان"، وأكد ماكرون أن الدوحة تساعد واشنطن أيضًا من خلال العمل كقناة خلفية مع طهران عند الحاجة "كما رأينا في الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إلى قطر" وأشار جراتوفسكي إلى أن قطر لعبت خلال العام الماضي دورًا مهمًا في التوسط بين الولايات المتحدة وإيران لإعادة الاتفاق النووي.

وأضاف أن “الرياض وأبو ظبي والمنامة كانت متشككة للغاية من الاتفاق النووي للعام 2015 واحتمال إعادة العمل به وقد أعرب الرئيس بايدن في الماضي عن عدم ارتياحه بشأن الإجراءات السعودية - وبدرجة أقل الإماراتية - ووعد بأن يجعل الرياض "منبوذة".

وقال جراتوفسكي إنه مع تعليق المحادثات النووية منذ يوم الجمعة، قد تكون هناك حاجة لقطر مرة أخرى للمساعدة في تجاوز خط النهاية وأضاف: "لقد أصبحت قطر لاعباً دبلوماسياً رئيسياً في المنطقة وحليفاً مفيداً للغاية للولايات المتحدة".

وأوضح ماكرون أن قرار بايدن الأخير سيمنح قطر مزايا تشمل وصولاً أفضل إلى البحوث الدفاعية التعاونية والتدريب مع البنتاجون والمعدات العسكرية الأمريكية ومبادرات مكافحة الإرهاب وبخصوص توقيت التصنيف، وهو أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا، يرى ماكرون أن الحدثين منفصلين عن بعضهما البعض، والتوقيت صدفة وأوضح أن إدارة بايدن أبلغت المسؤولين القطريين بهذا التصنيف في يناير، أي قبل بدء الغزو الروسي، ولفت ماكرون إلى أن "الإعلان الحالي يضفي الطابع الرسمي فقط على هذا التصنيف بإخطار البيت الأبيض الكونجرس الأمريكي".

بالإضافة إلى ذلك، أشار ماكرون إلى أنه حتى لو كانت الحكومة الأمريكية تنوي إيجاد حل في قطر لنقص الغاز في السوق نتيجة العقوبات المفروضة على روسيا، فإن هذا غير قابل للتطبيق حاليًا، مضيفا: "عندما يتعلق الأمر بالسوق الأوروبية، لا يمكن للغاز الطبيعي المسال القطري من الناحية اللوجستية أن يحل محل الغاز الطبيعي الروسي في المستقبل المنظور".

ويرجع ذلك إلى أن الإمدادات القطرية مرتبطة في الغالب بعقود طويلة الأجل مع مشترين آسيويين وليس لديها القدرة على زيادة صادراتها من الغاز، ومع ذلك، يعتقد جراتوفسكي أنه بمساعدة واشنطن، هناك احتمال أن يطلب المشترون الآسيويون أقل من عقودهم من أجل تحرير بعض الإمدادات وتوجيهها لأوروبا وأضاف أن الاتحاد الأوروبي أعلن عن خطة لخفض واردات الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية العام.

بالإضافة إلى ذلك، "على الرغم من أن هذه ليست مساعدة قصيرة الأجل، فقد أعلنت ألمانيا عن بناء محطتين للغاز الطبيعي المسال، وفي الأسبوع المقبل، من المتوقع أن يزور وزير الاقتصاد الألماني الدوحة لمناقشة أمن الطاقة، أي أن قطر ستلعب دورًا حاسمًا لأوروبا للتخلص من الاعتماد على واردات الغاز الروسي"، وأشارت قطر بوضوح إلى أنها مستعدة لدعم الغرب في بحثه عن إمدادات الطاقة وعلى النقيض من ذلك، كانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مترددتين في زيادة إنتاج النفط لتحقيق الاستقرار في السوق.