الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تفاصيل ضغوط لندن على الرياض لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا

الرئيس نيوز

ذكر المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، أمس الثلاثاء، أن بوريس جونسون سيطلب من السعودية إدانة العدوان الروسي على أوكرانيا في محادثات في وقت لاحق هذا الأسبوع، وردا على سؤال عما إذا كان جونسون سيطلب من السعودية إدانة تصرفات بوتين في أوكرانيا، قال المتحدث: "بالتأكيد"، وقال المتحدث للصحفيين "نريد بالتأكيد توسيع التحالف ضد تصرفات بوتين".

"إدمان" الطاقة الروسية
دعا جونسون الغرب يوم الثلاثاء إلى إنهاء "إدمانه" على الطاقة الروسية، والذي يقول إنه يسمح للرئيس فلاديمير بوتين بـ "ابتزاز" العالم، وكتب جونسون في صحيفة ديلي تلجراف أن القادة الغربيين ارتكبوا "خطأ فادحًا" عندما تركوا بوتين "يفلت" من ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في عام 2014 وعلى عكس التصرف الصحيح؛ أصبحوا أكثر اعتمادًا على الطاقة الروسية.

ونتيجة لذلك، قال جونسون: "عندما جاء بوتين أخيرًا لشن حربه الشرسة في أوكرانيا، كان يعلم أن العالم سيجد صعوبة بالغة في معاقبته"، وأضاف: "لا يمكن أن يتعرض العالم لهذا الابتزاز المستمر، وطالما أن الغرب يعتمد اقتصاديًا على بوتين، فإنه سيفعل كل ما في وسعه لاستغلال هذا الاعتماد".

وتابع جونسون في مقاله: "إذا تمكن العالم من إنهاء اعتماده على النفط والغاز الروسي، فيمكننا تجويعه وتجفيف موارده من المال، وتدمير استراتيجيته وتقليص حجمه"، وكانت الولايات المتحدة، وهي نفسها منتج كبير للطاقة، قد أعلنت عن حظر على واردات النفط الروسي، وستفعل المملكة المتحدة الشيء نفسه، ووافق الاتحاد الأوروبي على القيام بذلك "في أقرب وقت ممكن"، واعترف جونسون بأن فطام الغرب عن الطاقة الروسية "سيكون مؤلمًا".

قال المتحدث باسم جونسون قبل زيارته للسعودية إن الحكومة "تريد خفض التقلبات وخفض الأسعار للشركات البريطانية" وتنشر حكومة المملكة المتحدة استراتيجيتها لأمن الطاقة البريطانية في وقت لاحق من هذا الشهر، وقال جونسون إن هناك حاجة للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك مزارع الرياح البحرية والطاقة الشمسية.

وقال أيضًا إنه يجب أن تكون هناك "سلسلة من الرهانات الجديدة الكبيرة على الطاقة النووية"، بما في ذلك "المفاعلات المعيارية الصغيرة بالإضافة إلى محطات الطاقة الأكبر".

نهج خاطئ
ذكرت صحيفة أراب ويكلي الثلاثاء أن جونسون اختار السير على خطى الرئيس الأمريكي جو بايدن في التعامل مع الرياض، وحث المملكة العربية السعودية على زيادة إنتاج النفط مع الضغط على قضايا حقوق الإنسان وتحرك جونسون لتجنب ارتفاع أسعار النفط، حيث أشارت تقارير صحفية إندبندنت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني سيتوجه إلى السعودية لمناقشة ملف حقوق الإنسان.

والمفارقة هي أن جونسون كان يفكر في الضغط على السعودية بعد أن قال يوم الخميس إن بريطانيا وحلفاءها يبتعدون عن الاعتماد على النفط والغاز الروسي، حتى لا يكونوا قد "ابتزوا" من قبل الرئيس فلاديمير بوتين.

وقلل مراقبون من فرص نجاح استراتيجية جونسون مع السعودية ويعتقدون أن الضغوط البريطانية ستؤدي إلى أزمة مماثلة لتلك التي شابت العلاقات السعودية الأمريكية، ويأتي ذلك بشكل خاص بعد أن أظهر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز تحديًا، قائلاً قبل أيام قليلة إنه غير مبال برؤية بايدن تجاهه.

رداً على سؤال من مجلة ذي أتلانتيك حول ما إذا كان بايدن "يسيء فهم شيء ما عنه"، قال ولي العهد السعودي "ببساطة، أنا لا أهتم". ثم أصر على أن عزل المملكة سيضر بايدن أكثر من أي عضو بالعائلة المالكة، وتابع ولي العهد السعودي: "الأمر متروك له للتفكير في مصالح أمريكا".
ومنذ توليه منصبه، سعى بايدن عمداً إلى تجنب التعامل مع ولي العهد السعودي، وذكر البيت الأبيض مرارا إن الرئيس الأمريكي سيعمل من الآن فصاعدا مع "نظيره" السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وفي الوقت نفسه، دعت واشنطن باستمرار السعودية إلى زيادة إنتاج النفط من أجل السيطرة على الأسعار.

واضطر البيت الأبيض يوم الأربعاء إلى نفي تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال يفيد بأن ولي عهد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة رفضا قبول مكالمات من الرئيس الأمريكي جو بايدن، ودافعت بريطانيا، الأحد، عن جهودها لزيادة الضغط على السعودية للمساعدة في تعويض تداعيات العقوبات المرتبطة بأوكرانيا، بعد أن قالت بريطانيا والولايات المتحدة إنهما تنهيان واردات النفط الروسي.

ولم ينف وزير الإسكان والمجتمعات مايكل جوف التقارير التي نشرتها يوم السبت صحيفة التايمز بأن جونسون سيزور السعودية في غضون أيام.
السير على طبقة رقيقة من الجليد
قالت الصحيفة البريطانية إن جونسون سيتوجه إلى السعودية هذا الأسبوع لمحاولة إقناعها بزيادة الإنتاج، نقلاً عن مصادر قالت إنه أقام علاقات جيدة مع قيادة البلاد، وذكر جوف لشبكة سكاي نيوز: "علينا الاعتماد على النفط من عدد من البلدان، وكثير منها لا نوافق على سجلاتها في مجال حقوق الإنسان".