الثلاثاء 07 مايو 2024 الموافق 28 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

كيف عكرت أوكرانيا العلاقات التركية الروسية؟

الرئيس نيوز

شكر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي نظيره التركي، أمس السبت، في أعقاب منع السفن الروسية من المرور عبر البحر الأسود، وهي خطوة نفاها مسؤولون أتراك واصفين إياها بأنها سابقة لأوانها لعدم توصل أنقرة إلى قرار بعد في هذا الشأن، وفقًا لصحيفة واشنطن إجزامينر الأمريكية، وتوجه زيلينسكي إلى تويتر، السبت، معربًا عن شكره الرئيس التركي "على دعمه وإغلاق مضيق الدردنيل والبوسفور، مما يؤدي إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا في البحر الأسود"، وعلى الرغم من تغريدة زيلينسكي، يصر المسؤولين الأتراك على أنهم لم يقرروا بعد ما إذا كان سيتم إغلاق مضيق الدردنيل، وميناء بالغ الأهمية بالنسبة للروس.

قال زيلينسكي في تغريدة على تويتر: "أشكر صديقي السيد الرئيس أردوغان وشعب تركيا على دعمهم القوي، فإن حظر مرور السفن الحربية الروسية عبر البحر الأسود والدعم العسكري والإنساني الكبير الذي يوجهه الأتراك لأوكرانيا أمران في غاية الأهمية اليوم، ولن ينسى شعب أوكرانيا ذلك أبدًا!"

وكانت المحادثات الهاتفية بين أردوغان و زيلينسكي تهدف إلى طمأنة زيلينسكي بأن تركيا تسعى للمساعدة في إنهاء الغزو بوقف إطلاق النار، إلى جانب التعازي في أرواح الأوكرانيين الذينت قتلوا أثناء الغزو، وبالفعل قتل الروس ما لا يقل عن 13 أوكرانيًا أثناء دفاعهم عن جزيرة الأفعى في البحر الأسود، وطلب زيلينسكي من تركيا منع السفن الروسية من المرور عبر البحر الأسود، وفي البداية، رفض وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الطلب بسبب بنود اتفاقية مونترو لعام 1936 التي تنص على أن السفن يمكن أن تمر عبر المضيق إذا كانت عائدة إلى ديارها وهذا يعني أنه حتى لو وافقت أنقرة على منع وصول السفن الروسية، فلا يمكنهم فعل ذلك إلا إذا كانت السفن تغادر روسيا، وغير عائدة إلى الوطن، وفقًا لرويترز.
وقال جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونية "بموجب اتفاقية مونترو بشأن المضائق، لروسيا الحق في إعادة سفنها إلى موانئها في البحر الأسود حتى في زمن الحرب، لروسيا الحق في القيام بذلك".
ووافقت دول أخرى على دعم أوكرانيا في التصدي لهجمات روسيا، فقد فوض الرئيس الأمريكي جو بايدن وزارة الدفاع، البنتاجون، بتقديم 350 مليون دولار من المساعدات العسكرية، بما في ذلك الأسلحة المضادة للطائرات، يوم الجمعة وأرسلت هولندا وألمانيا أسلحة وإمدادات إضافية إلى أوكرانيا، وأشار وزير الصحة الأوكراني إلى إن 198 مدنيا قتلوا في الغزو الروسي بينهم ثلاثة أطفال وأصيب 1115 مدنيا آخرون بينهم 33 طفلا.

وأشار تقرير لوكالة رويترز إلى أن أردوغان طور علاقات اقتصادية وسياسية قوية مع كل من موسكو وكييف في السنوات الأخيرة، مما يترك تركيا أمام مهمة تشبه السير على الحبل ويجعلها في مواجهة عملية توازن دقيقة في أي رد فعل رسمي على الغزو الروسي لأوكرانيا.
ولا تستطيع أنقرة تحمل تبعات الخلاف مع روسيا اقتصاديًا بسبب عائدات السياحة وإمدادات الغاز والحبوب وتجارة المنتجات الزراعية الأخرى ومشروعات الطاقة النووية، كما أن المواقف المتنافسة التي اتخذتها تركيا وروسيا في الحروب من الشرق الأوسط، وتحديدًا في سوريا، إلى القوقاز، وتحديدًا على حدود أرمينيا، تعني أنه يجب عليها أيضًا أن تخطو بحذر لتجنب اتساع خطوط الصدع في تحالفاتها المحرجة وتعد العلاقات المتنامية في مجالي السياحة والتجارة والدفاع مع أوكرانيا جزءًا من حسابات أردوغان، الذي قال إنه يدعم وحدة أراضي أوكرانيا وإنه "حزين" بسبب الغزو الروسي.

طلبت أوكرانيا من تركيا العضو في الناتو إغلاق مضيق البوسفور والدردنيل أمام السفن الروسية وبموجب اتفاق عام 1936، تسيطر أنقرة على المضائق ويمكن أن تحد من مرور السفن الحربية في زمن الحرب أو إذا تعرضت للتهديد، لكنها تقول إن سلطاتها مقيدة بفقرة تسمح للسفن بالعودة إلى قواعدها.
السياحة
تعد السياحة مصدر مهم للعملة الصعبة للاقتصاد التركي، وقد عززت المشاكل الاقتصادية الناجمة عن انخفاض الليرة من أهمية هذا الدخل وزار سبعة ملايين روسي تركيا في عام 2019، وهو أكبر عدد من أي دولة، وقد أثرت جائحة كوفيد -19 على إيرادات السياحة بشدة، لكن أعداد الزائرين الروس انتعشت إلى 4.7 مليون العام الماضي وأصبحت أوكرانيا أيضًا مصدرًا رئيسيًا للسياح، حيث زار حوالي 2.1 مليون أوكراني تركيا العام الماضي.
الدفاع
اشترت تركيا بطاريات دفاع صاروخي روسية من طراز إس- 400 في عام 2019 وتتداول وسائل الإعلام العالمية تصريحات تركية رسمية حول احتمال شراء المزيد من صواريخ إس- 400، على الرغم من الخطوة التي اتخذتها واشنطن لإلغاء بيع المقاتلات الأمريكية من طراز إف – 35 وفرض عقوبات على الصناعات الدفاعية التركية وقال أردوغان في سبتمبر الماضي إن تركيا تدرس المزيد من الخطوات المشتركة في صناعة الدفاع مع روسيا، بما في ذلك بالنسبة للطائرات المقاتلة والغواصات، في المقابل باعت تركيا أيضًا طائرات بدون طيار متطورة إلى أوكرانيا ووافقت على صفقة لإنتاج المزيد، مما أغضب موسكو.
الطاقة
يشكل الغاز الطبيعي الروسي 45٪ من مشتريات الغاز التركية المعتمدة على الاستيراد العام الماضي، والتي سجلت مستوى قياسيًا نتيجة للجفاف وما يرتبط به من زيادة في إنتاج الطاقة في محطات تعمل بالغاز وتستورد تركيا أيضًا النفط الخام من روسيا، بمقادير سنوية تتراوح بين 10٪ وثلث وارداتها من الخام.
البقوليات والحبوب
تعتمد تركيا بشكل كبير على الحبوب في البلدين رغم أن وزارة الزراعة قالت إنها لا تتوقع نقص الإمدادات بسبب الغزو واستحوذت روسيا على 56٪ من واردات الحبوب التركية في عام 2021 بقيمة 2.24 مليار دولار، في حين بلغت الواردات من أوكرانيا 861 مليون دولار.
التعاون في المشاريع النووية
تقوم مجموعة روساتوم النووية الروسية ببناء محطة نووية في أكويو في جنوب تركيا، ورجح أردوغان امتداد التعاون التركي الروسي في بناء عدد إضافي من المحطات النووية.
الخصومة
من المعروف أن المنافسات الجيوسياسية تزيد من تعقيد العلاقات وتشابكها، ونشرت تركيا قوات في شمال سوريا لصد قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا، ودعم البلدان الأطراف المتنافسة في حربي ليبيا وناجورنو كاراباخ، وفي سوريا، تدعم تركيا المقاتلين الذين بدوا ذات يوم على وشك الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وفي المقابل، دعم التدخل الروسي دمشق وساعد في طرد المتمردين إلى جيب صغير في شمال غرب سوريا على الحدود التركية.