الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

كيف يرى الغرب أخطاء في حسابات بوتين بشأن أوكرانيا؟


تتردد العديد من الأسئلة حول تأثيرات وتداعيات ما يحدث في أوكرانيا، ليس فقط على مستوى أوروبا، ولكن أيضًا على مستوى حشد القوات العسكرية التي هي إما تابعة لدول أعضاء حلف شمال الأطلنطي، الناتو، أو تابعة لدول الاتحاد الأوروبي التي قد لا تكون من ضمن الحلفاء في ظل الناتو، ولكن بالطبع لديها اتفاقيات للتعاون الدفاعي فيما بينها، لذا فإن ما يجعل هذا الموقف مثيرًا للاهتمام هو أن لدينا موقفًا يدعي فيه فلاديمير بوتين والحكومة في موسكو أنهم يشعرون بالتهديد، في حين أن المراقبين الغربيين يرون أن موسكو هي التي تشكل العنصر الفاعل حاليًا في بيئة التهديد وأن القادة الروس يخلقونها، أي أن ما تفعله موسكو هو في الواقع تحفيز أو تعزيز للتعاون البيني بالنسبة للقوات الغربية، وفقًا لصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية.

وتؤكد الصحيفة، في تقريرها حول أوكرانيا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف والقيادات في موسكو قد تغيب هذه الحقيقة عن إدراكهم بالكامل أو تقديرهم لأن الموقف العدواني الذي اتخذه الروس في الحشد العسكري الذي يحيطون به أوكرانيا، مؤخرًا، قد وفر بالتأكيد فرصة لدول الغرب التي يمكنها أن تكون مرة أخرى حلفاء تحت مظلة معاهدة شمال الأطلنطي، الناتو، أو ربما قدرة الاتحاد الأوروبي على دعم دولة عضو بالاتحاد الأوروبي لدعم سيادتها الخاصة، وليس ذلك فحسب، ولكن أيضًا لكي تكون قادرة على التعاون البيني لحماية مصالح بعضها البعض. ولماذا يعتبر ذلك مهمًا؟ حسنًا، إنه بالتأكيد يضع في الاعتبار القدرات والالتزامات فإذا نظرنا إلى الوراء للعام 2014 عندما بدأت روسيا تمثل مشكلة أو شاغلاً بالنسبة لأوكرانيا لأول مرة، في دونباس ثم في شبه جزيرة القرم، كان هذا أيضًا داخل نفس الإطار الزمني تقريبًا عندما بدأ الناتو يدرس عن كثب ملف الالتزامات أو إعادة صياغة الالتزامات تجاه الميزانية الدفاعية للدول الأعضاء فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي، وهذا ما يُعرف عمومًا باتفاقية ويلز، وعلى تلك الخلفية وفي ذلك السياق، فإن ما فعلته أوكرانيا إزاء الموقف الروسي المعارض لانضمامها للناتو، الآونة الأخيرة، كشف مقدار قابلية الدول الغربية وإرادتها لتخصيص الموارد من أجل حرية وسيادة أوكرانيا. كما أنه يعيد تأكيد تعهدات حلف الناتو، والآن، عندما ننظر إلى وحدة الدول، فإن هناك مستوى من العزم الواضح، وهناك، وفقًا للصحيفة الأمريكية، سوء تقدير لهذه النقطة من قبل موسكو، فمن نواحٍ عديدة، ربما يكون الروس قد قللوا من قيمة هذا العزم لأن نظرهم يتركز على الولايات المتحدة فقط، إلا أن هناك وجهات نظر مختلفة وأحزاب سياسية مختلفة في واشنطن ولكن هناك وحدة للصف حول قضية أوكرانيا وحول دعم الأمريكيين لقضية الحرية وسيادة القانون والتآزر مع دولة ديمقراطية، مثل أوكرانيا. 

وأضافت الصحيفة أن المفهوم الكامل لحلف الناتو قائم على أساس دولة تجري التقييم لموقفها وإمكانياتها أو تحدد أنها ترغب في أن تصبح عضوًا، فهذا خيار أو فرصة سيادية، لا يجب أن تترك حتى تمليها موسكو، لذا، إذا كان هناك أي شيء من المحتمل أن يتكرر، فإن الغرب اليوم يتحدث عن موقف بوتين الذي أدى، ربما بدون قصد، إلى تحفيز دول الناتو أو توحيد صفها ومن المؤكد أن الأزمة الأخيرة ستمنح للحلف قيمة أكبر، كما أنها تلقي بعض الضوء على الرواية التي ترددها موسكو.

ويقوم الرأي الغربي في هذا الخصوص على مسألة منطقية ملخصها: من الذي يحاصر من اليوم؟ وفي هذه الأزمة تحديدًا؟ ليست القوات الغربية هي التي تطوق روسيا، بل القوات الروسية هي التي تحاصر الدول الغربية، في أوكرانيا. ومن خلال أي تقييم أولي للموقف، دعنا نلقي نظرة على آخر أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع مضت. إذن إذا عدنا إلى الوراء قبل حوالي ثلاثة أسابيع، كان هناك ما يقدر بنحو 100000 جندي روسي حول أوكرانيا، إذا كنا نتحدث عن 30 يناير، نعم حوالي 100000 جندي روسي، فإذا انتقلنا إلى اليوم في 20 فبراير، يوجد الآن ما يقدر، وما يتراوح بين 169000 جندي، و290000 جندي. لذلك فالحديث يدور عن مضاعفة عدد القوات تقريبا. هذا لا يشمل حركة المعدات والمواد ناهيك عن التدريبات التي تجري في البحر الأسود، والتي بشكل أساسي، تنشئ إطارًا لكتلة روسية، لذلك من تحليل الموقف الراهن، مرة أخرى، يرى الغرب أن لديه المعتدي، وهو الدولة الروسية مع وكلاء الجيش الروسي المنفذين للخطوات الأخيرة التي يعتبرها الغرب عدوانًا ومستوى متزايد من التوتر، وأصبح من السهل للغاية الحصول على مثل تلك المعلومات التي صارت متاحة للجمهور في العام 2022، وهناك أيضًا صور الأقمار الصناعية التجارية، التي تساعد في إجراء تلك التقييمات من بعض النواحي.

وعن الموقف الألماني مما يحدث الآن، قالت الصحيفة إن برلين لديها قرار جديد بشأن ما ستفعله روسيا أو سيكون لها رأي ربما مخالف لرأي الولايات المتحدة والفرنسيين، وفيما يتعلق بالألمان بالطبع، لديهم وضع خاص مثير للاهتمام وجدير بالدراسة عندما يتعلق الأمر بموارد الطاقة، وخاصة ملف خط أنابيب "نورد ستريم" الخاضع بالفعل لإعادة التقييم بعد أن حذرت واشنطن برلين من مخاطر المضي قدما في هذا المشروع.