السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

سوريا.. مسرح للصراع والاقصاء بين التكفيريين العرب والأجانب في إدلب

الرئيس نيوز

منذ أوائل فبراير الجاري، كثفت هيئة تحرير الشام حملتها ضد التكفيريين العرب والأجانب المعارضين لها في مناطق سيطرتها في محافظة إدلب شمال غرب سوريا وتأتي الحملة في إطار جهود هيئة تحرير الشام لتقييد ومراقبة تحركاتهم وإبقائهم تحت مراقبة أجهزتها الأمنية، أثارت الحملة ضد المقاتلين الأجانب غضب العديد من التكفيريين الذين يتهمون هيئة تحرير الشام بالجحود.

وفي مطلع فبراير، أصدرت هيئة تحرير الشام تحذيراً لعدد من التكفيريين الأجانب وأقارب التكفيريين المعتقلين في سجون هيئة تحرير الشام لإخلاء منازلهم التي يعيشون فيها مع عائلاتهم في إدلب وترفض هيئة تحرير الشام، بحسب معارضيها، تجديد عقد الإيجار لسكان هذه المنازل في محاولة لطردهم من مدينة إدلب باتجاه القرى الأصغر في ريف إدلب.

وقال مصدر معارض لهيئة تحرير الشام في إدلب لصحيفة ويكلي الأمريكية: "بدأت هيئة تحرير الشام تنفيذ خطة لطرد المقاتلين العرب والأجانب المعارضين لها من ديارهم في إدلب، وإحباط كل جهود الوساطة وتجاهل محنة السوريين".

وأضاف المصدر: "وجه أبو محجن الحسكاوي، أحد قادة الأجهزة الأمنية في هيئة تحرير الشام، تحذيرات لعدد من المقاتلين الأجانب لإخلاء منازلهم في إدلب. ومن هؤلاء المقاتلين أبو معاذ التونسي، وهو متزوج وله عائلة، أصيب بالشلل خلال المعركة ضد قوات النظام السوري في مدينة جسر الشغور عام 2015".

أبو الليث التونسي وله أسرة وأبناء أيضا، لا يستطيع العمل إما لأنه أصيب بشلل نصفي بعد إصابته في المعارك ضد قوات النظام في ريف اللاذقية الشمالي عام 2016، وهما غير قادرين على العمل وقال المصدر "لا يمكنهما العثور على منازل جديدة لعائلاتهم"، وتساءل المصدر عما إذا كانت عائلات المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا إلى جانب هيئة تحرير الشام في المعارك السابقة ستطرد من إدلب، حيث خاطب زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني قائلاً: "هل هذا ما تكافئوننا به على حسناتنا؟ بالخيانة والكفر؟ ".

وأشار المصدر إلى أن “هيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذ التابعة لها في إدلب مصرين على طرد المقاتلين الأجانب من منازلهم في إدلب، ورفضوا أي عرض لتجديد عقودهم السكنية، رغم أن بعضهم عرض دفع مبالغ كبيرة لتجديد عقود السكن"، وأضاف: "يزعم مسؤولو هيئة تحرير الشام أن إخلاء المنازل يهدف إلى حماية المدنيين وإبعاد التكفيريين عن المناطق السكنية الكبيرة ودفعهم نحو القرى الصغيرة حتى لا يضر وجودهم بالناس وهذه تبريرات افتراء واهية. تريد هيئة تحرير الشام تشديد الخناق على المقاتلين الأجانب ودفعهم لمغادرة إدلب إلى الأبد ".

وقال أبو العلاء الشامي، الذي انشق عن هيئة تحرير الشام، على موقع تليجرام: "لقد طرد الجولاني بالفعل المقاتلين الأجانب التكفيريين من إدلب. لقد فعلها الجولاني رغم كل الخطوط الحمراء، لقد فعل ذلك بعد أن بذل المقاتلون الأجانب كل شيء لدعم السوريين وهذه ليست اتهامات أو تسريبات أو تخمينات. هذا هو الواقع في إدلب الآن، ويضغط الجولاني من أجل طرد المقاتلين الأجانب من إدلب مع انتهاء وقتهم، بحسب ما يقوله ورجاله صدرت الأوامر بإنهائها تدريجياً وبهدوء، خطوة بخطوة".

بدأت حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام، منذ مطلع عام 2022، الاستعداد لإصدار بطاقات شخصية لأهالي إدلب، وتخطط للتعاون مع الأجهزة الأمنية لإصدار البطاقات الشخصية وسيكون حمل البطاقة الشخصية شرطًا ضروريًا لإتمام أي معاملة أو الحصول على أي خدمة عامة، بما في ذلك عبور نقاط التفتيش الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام.

إذا نجحت حكومة الإنقاذ في إلزام الأهالي في إدلب بالحصول على بطاقات شخصية، فستمتلك هي وهيئة تحرير الشام قاعدة بيانات واسعة عن الناس في إدلب، لا سيما التكفيريين، مثل مواقعهم ومساكنهم وتفاصيل أخرى ومع ذلك، فإن المقاتلين الأجانب لا يريدون بطاقات شخصية لأنهم ببساطة لا يريدون الكشف عن أسمائهم الحقيقية وأسماء عائلاتهم لتجنب الخطر ولكن رفضهم الحصول على بطاقات شخصية يعني حرمان أطفالهم من التعليم في المدارس، أو إبرام عقد إيجار منزل، أو تقديم شكوى قضائية وغيرها من الخدمات التي تتطلب بطاقة شخصية توضح جميع البيانات، والاسم الحقيقي، واسم الأب والأم عندها سيكون المقاتلون الأجانب في مأزق.

وقال مصدر مقرب من هيئة تحرير الشام للصحيفة، شريطة عدم الكشف عن هويته، "خلال الفترة المقبلة، لن يتمكن المقاتلون الأجانب من التنقل دون بطاقة الهوية الشخصية الخاصة بهم، والتي ستتضمن صورة شخصية وكافة بياناتهم وبرفضهم الحصول على بطاقة، سيتم حرمانهم من الخدمات العامة. سيضطرون إلى تجنب التنقل، وسيلجأون للعيش في القرى النائية والريف بمصادر دخل محدودة، بعيدًا عن أنظار هيئة تحرير الشام".

وأضاف المصدر أن "خطة إصدار بطاقات الهوية لن تشمل فقط المقاتلين الأجانب المعارضين لهيئة تحرير الشام، بل تشمل أيضًا العاملين في صفوفها. هناك خطة لمنح المهاجرين التكفيريين في إدلب خيارين: إما الاندماج في المجتمع المحلي والعيش في إدلب بما يرضي هيئة تحرير الشام، أو مغادرة إدلب بشكل دائم".

ويبدو أن هيئة تحرير الشام تخطط لخنق المقاتلين الأجانب من خلال سياساتها الأمنية الصارمة، حيث كادت تقطع كل سبل عيشهم وسيكون لدى معظمهم خياران: إما طلب الصفح من هيئة تحرير الشام والعمل تحت مظلتها، أو أن يكونوا بلا مأوى في إدلب وهذا هو بالضبط ما يحدث لأنهم يواجهون صعوبة في العثور على منزل أو وظيفة فلا أحد في إدلب يجرؤ على توظيفهم.