السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

حماس تخشى فقدان الدعم العربي بعد الاحتجاجات ضد إيران والسعودية والإمارات

الرئيس نيوز


نظمت حركة الجهاد الإسلامي، في قطاع غزة احتجاجات ضد السعودية والإمارات، فيما أحرق آخرون صور قادة إيران خلال مظاهرة أخرى، مما دفع حماس للتنديد بالطرفين خوفًا من فقدان الدعم العربي للقضية الفلسطينية.

وقالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، إنه خلال مظاهرة نظمتها جمعية ابن باز الخيرية السلفية في 3 فبراير لدعم اللاجئين السوريين النازحين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أحرق فلسطينيون صور الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، وصور القائد الراحل لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

ونقل موقع المونيتور الأمريكي عن خالد أبو سيف، عضو مجلس إدارة جمعية ابن باز الخيرية، قوله "إن هذه التظاهرة" عبرت عن مشاعر المئات بل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الرافضين لتدخل إيران ومحورها الشيعي في الدول السنية".

وتابع: "لقد تسبب التدخل الإيراني في مصائب للمسلمين، لا سيما تهجير مئات الآلاف من السوريين من أراضيهم، لذلك نظمنا هذه المظاهرة لدعم اللاجئين السوريين ولإبلاغ إيران أن هذا يكفي".

وفي وقت سابق يوم 22 يناير، نظمت حركة الجهاد الإسلامي احتجاجا في مدينة غزة ضد السعودية والإمارات، هتف خلالها المتظاهرون بشعارات مناهضة لآل سعود وآل زايد، وحملوا صور زعيم الحوثيين اليمنيين عبد- مالك الحوثي وسليماني ونصرالله لتمجيدهم.

في غضون ذلك، يبدو أن حماس التي تحكم قطاع غزة تحاول إيجاد حل وسط. وتحافظ على علاقات طيبة مع إيران ومحورها الداعم للمقاومة الفلسطينية، بينما تتجنب استعداء دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، وهما من أبرز الدول الداعمة لجهود الإغاثة للفلسطينيين.

ونددت حماس في بيان أصدرته في 3 فبراير الجاري بإحراق صور قادة الشيعة اللبنانيين والإيرانيين في رفح، واعتبرت هذا التصرف "مخالفًا لقيم شعبنا الذي يطمح للأمة بأسرها للوقوف إلى جانب فلسطين وشعبها وقضيتها العادلة" كما شددت على أن دعم إيران وحزب الله للمقاومة الفلسطينية "أمر يستحق الشكر".

كما عاودت حماس الكرة فنددت في يوم 23 يناير بالاحتجاجات ضد دول الخليج وشددت على أن الشعارات التي رددت "لا تعكس موقف الحركة"، مؤكدة أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وأكدت قيادة حماس أن مسؤولي الأمن في غزة حذروا جمعية ابن باز الخيرية من إغلاقها واعتقال أعضائها في حال تكرار مثل هذه التظاهرات.

من ناحية أخرى، انتقد القادة السياسيون في حماس حركة الجهاد الإسلامي بسبب احتجاجاتها المناهضة لدول الخليج وطالبوا قادتها بعدم القيام بمثل هذه الاحتجاجات مرة أخرى، وأشارت المصادر إلى أن "حماس تحاول توفير أقصى قدر من الحريات في غزة ولكن يجب عدم إساءة استخدام الحريات بشكل يضر بقضيتنا الفلسطينية التي تدور حول الصراع مع إسرائيل"، وقال القيادي في حماس يحيى موسى لموقع المونيتور الأمريكي إن حركته ترفض أي انحياز مع أي محور عربي وإسلامي ضد آخر.

وأوضح أن حماس تقيم علاقات طيبة مع كل الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن "تقديرنا للدعم الإيراني للمقاومة لا يمكن أن يترجم إلى عداء مع أي دولة أخرى. لسنا مع أحد ضد أحد، وعدونا الوحيد هو إسرائيل ".

وشدد موسى على أن حماس تنأى بنفسها عن الصراعات والخلافات بين الدول العربية والإسلامية وترفض أن تكون طرفا فيها أو دعم طرف على حساب الطرف الآخر، مضيفًا: "نعتقد أن إسرائيل تقف وراء كل هذه الصراعات في المنطقة العربية. وقال إن الصراعات الطائفية الجارية في المنطقة تعمل على تحويل أنظار العالم عن القضية الفلسطينية"، وأشار موسى إلى أن حركته تتلقى دعما إيرانيا دون أي شروط أو مطالب، كما تتبنى سياسة الانفتاح على جميع دول وشعوب العالم، لتحقيق علاقات متوازنة يكون لها أثر إيجابي على القضية الفلسطينية.

قال طلال عوكل، المحلل السياسي والكاتب في جريدة الأيام الفلسطينية، للمونيتور: "بشكل عام، هناك انقسام فلسطيني بين مؤيدين ومعارضين لإيران ومحورها الشيعي في المنطقة، لكنه لا يرتقي إلى مستوى مستوى الولاء أو العداء لإيران ومحورها"، وأشار إلى أن حاجة الفلسطينيين إلى دعم مالي وسياسي دولي لإدارة الصراع مع إسرائيل يجبرهم على النأي بأنفسهم عن مثل هذه الممارسات التي حدثت في مدينة غزة ورفح، وحذر عوكل من تعبير الفلسطينيين عن ولائهم للمحاور الإقليمية على حساب الآخرين. "هذا يمكن أن يؤدي فقط إلى خسائر من حيث الدعم المالي والسياسي، وليس المكاسب."

وقال وليد المدلل، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية في غزة "إن موقف حماس من كلا الحدثين يُظهر سلوكًا حكيمًا من قبل الحركة التي تدير قطاع غزة"، وتابع: "بما أنها تسيطر على غزة، فإن حماس مجبرة على تحمل المسؤولية عن مثل هذه الأحداث التي وقعت في مدنها وعليها التأكد من وقف هذه الممارسات بشكل نهائي"، وأشار المدلل إلى أن "الفلسطينيين المنخرطين في صراع سياسي ووجودي مع إسرائيل مطالبون بألا يكونوا معاديين لأي دولة أخرى، وفي نفس الوقت يجب أن نشكر كل دولة تقدم أي نوع من الدعم".