الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

سنة أولى على رأس البيت الأبيض.. سياسة بايدن في الشرق الأوسط "متوقعة ومحبطة"

الرئيس نيوز

قبل عام، تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه واعدًا باستعادة التحالفات العالمية، ووضع حقوق الإنسان في قلب سياسته الخارجية وتفكيك إرث سلفه ترامب "أمريكا أولاً"، وسرعان ما ألغى بايدن الحظر الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب على السفر من الدول ذات الأغلبية المسلمة وانتقل للانضمام إلى منظمة الصحة العالمية واتفاقات المناخ في باريس، ولكن هل نفذ بايدن كل تعهداته الانتخابية للشرق الأوسط؟

استعادة الاتفاق النووي الإيراني

"إذا عادت إيران إلى الامتثال الصارم للاتفاق النووي، فستعود الولايات المتحدة إلى الاتفاقية كنقطة انطلاق لمفاوضات المتابعة"، كان بايدن يأمل في العودة بسرعة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 كنقطة انطلاق للمفاوضات قبل صياغة اتفاقية "أطول وأقوى" من شأنها معالجة القضايا غير النووية، مثل برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ودعم الوكلاء الإرهابيين ولكن التوقعات بعودة سريعة تلاشت مع تكثيف إيران لنشاطها النووي وانتخاب رئيس جديد متشدد، تخلى المسؤولون الأمريكيون عن الحديث عن اتفاقية، وسعت إدارة بايدن إلى تخفيف التوقعات، محذرة من أن هناك خيارات أخرى في حال فشلت الدبلوماسية في فيينا في التوصل إلى اتفاق وخلف الكواليس، وفقًا لمحللة شؤون الشرق الأوسط إليزابيث هيدورن في تقريرها المنشور بصحيفة ديجيتال تايمز الكندية، أفادت تقارير أن المسؤولين الأمريكيين طرحوا إمكانية إبرام اتفاق مؤقت مع طهران من شأنه أن يوفر تخفيفًا محدودًا للعقوبات.

إعادة العلاقات الأمريكية السعودية

"كنا سنجعلهم يدفعون الثمن ونجعلهم، في الواقع، منبوذين كما هم"، بدا أن الأشهر الأولى من ولاية بايدن تنبأت بعلاقة أكثر برودة مع السعودية فقد جمد الرئيس الديمقراطي مبيعات الأسلحة إلى المملكة وامتنع عن التعامل مباشرة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما اعتبره البعض بادرة حسن نية، أطلقت المملكة سراح العديد من النشطاء البارزين خلال الشهر الأول لبايدن في منصبه لكن الآمال بحدوث اضطراب كبير في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية تبددت عندما رفض بايدن معاقبة الأمير محمد شخصيًا، حتى بعد تقرير استخباراتي وجده مسؤولاً عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي وبذلك منح بايدن ولي العهد "تصريح دخول مجاني" ودافعت الإدارة عن نهجها باعتباره نهجًا يهدف إلى "إعادة تقويم" وليس "قطع" العلاقات مع المملكة العربية السعودية، منتج النفط الرئيسي والحصن ضد إيران، والتي تعد شراكتها ضرورية لإنهاء الحرب في اليمن.

إنهاء تورط الولايات المتحدة في حرب اليمن

"أود أن أنهي دعم الولايات المتحدة للحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن... أصدر الرئيس ترامب للمملكة العربية السعودية شيكًا على بياض خطير"، كما احتل إيجاد حل دبلوماسي للحرب الشاقة في اليمن مرتبة عالية في قائمة مهام السياسة الخارجية لبايدن، في أول شهر له في منصبه، عيّن بايدن تيموثي ليندركينج مبعوثًا خاصًا لليمن وألغى تصنيف إدارة ترامب الإرهابي للمتمردين الحوثيين بعد ضغوط من جماعات الإغاثة التي قالت إن وضعهم على القائمة السوداء يعقد مهمتهم وتمشيا مع وعد الحملة، أعلن بايدن أيضًا أنه سينهي الدعم الأمريكي لـ "العمليات الهجومية" للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة ولكن الأسئلة لا تزال قائمة حول ما الذي يشكل الدعم "الهجومي" مقابل "الدفاعي" للسعودية، التي أدت حملتها القصف ضد الجماعة المدعومة من إيران إلى مقتل عشرات المدنيين اليمنيين في ديسمبر، أخفقت مجموعة من أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في منع بيع صواريخ جو - جو بقيمة 650 مليون دولار للمملكة، والتي قالت إدارة بايدن إنها ستساعد السعودية على صد هجمات الحوثيين عبر الحدود.

استئناف المساعدات والعلاقات الفلسطينية

"سأعيد المشاركة الموثوقة مع كلا طرفي النزاع... من الضروري أيضًا استئناف المساعدة للسلطة الفلسطينية"، تماشيا مع تعهدات حملته الانتخابية، استأنف بايدن العلاقات مع رام الله التي قطعت في عهد ترامب، وأكد مجددا دعمه لحل الدولتين وأعاد التمويل الأمريكي لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين التي تعاني ضائقة مالية ولكن معارضة إسرائيل منعت إدارة بايدن من إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، التي كانت بمثابة سفارة أمريكية فعلية للفلسطينيين قبل إغلاقها من قبل الإدارة السابقة وأفادت التقارير أن السياسات والتشريعات المحلية التي وقعها ترامب في عام 2019 منعت بايدن من الوفاء بوعده بإعادة فتح بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.