الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تركيا تكشف عن دورها في الحرب الإثيوبية بين أبي أحمد وقوات "التيجراي"‏

الرئيس نيوز

بعد التغيير الدراماتيكي في المشهد الإثيوبي، وتراجع قوات المعارضة المسلحة إلى مراكزها مرة ‏أخرى، بعدما كان لا يفصلها عن العاصمة أديس أبابا إلا نحو 100 كيلومتر، كشفت تركيا عن ‏بعض أدوارها في الحرب الإثيوبية التي كان طرفيها، المعارضة المسلحة، بقيادة "جبهة تحرير ‏شعب تيجراي"، وقوات ما تسمى الحكومة الفيدرالية التي كان يقودها رئيس الوزراء أبي أحمد.‏
وحسب تقارير فقد حدث التغيير الميداني، نتيجة دعم الإمارات وتركيا وإيران، لأبي أحمد، ومده ‏بصفقات تسليح طائرات مسيرة، ومضادات دروع، فيما تحدثت تقارير عن إرسال جعل ‏الإمارات طائرات عسكرية تابعة لها في خدمة أبي أحمد.‏

وخلال نوفمبر الماضي، ذكرت وكالة "رويترز" أن مصر تواصلت مع أمريكا ودول أوروبية ‏لعرقلة صفقة طائرات مسيرة، لصالح إثيوبيا، ووفق خبراء فإن مصر ترفض أي اتفاقيات بين ‏أنقرة وأديس أبابا، تسمح للأولى بإعادة تموضع قواتها؛ أي تسمح لها بإقامة قواعد عسكرية في ‏إثيوبيا، أو نشر أي من معداتها العسكرية، كما يحدث في ليبيا.‏
وتشير المعطيات بأن تركيا من المؤكد أنها أمدت أديس أبابا بعناصر قتالية لتشغيل الطائرات ‏المسيرة؛ ىلكون أديس أبابا لا تملك خبرة تشغيل تلك الطائرات، مما يعني أن أنقرة أنخرطت ‏بشكل مباشر في الصراع الإثيوبي الداخلي، كما فعلت في ليبيا، والحرب الأخيرة في "نغومي ‏كارباخ"، بين أرمينيا وأذربيجان.  ‏

دعم تركي ‏
وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، زعم أن بلاده تسهم في حل المشكلات بمناطق ‏مختلفة من الكرة الأرضية، وتستضيف العديد من المؤتمرات في هذا الصدد. وردا على سؤال ‏عما إذا كانت تركيا قد تدخلت في الأوضاع التي تشهدها إثيوبيا أم لا، قال الوزير إنهم التقوا ‏قياديين من "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي"، ومسؤولين في إدارة البلاد لتهدئة الأوضاع بين ‏الجانبين، وفقا لوكالة الأناضول، لكنه لم يوضح طبيعة هذا التدخل أو صفقات التسليح التي تمت ‏بين الجانبين. ‏
يتابع أوغلو: "إننا نبذل جهودا لحل هذه القضية بالوسائل السلمية والخطوات السياسية بشكل ‏دائم"، مؤكدًا أن التطورات في إثيوبيا يمكن أن تؤثر على القارة الإفريقية بشكل كامل.‏

وكان مسؤول غربي كبير قال إن لدى واشنطن "مخاوف إنسانية عميقة" بشأن مبيعات تركيا من ‏الطائرات المسيرة إلى إثيوبيا والتي قد تتعارض مع القيود الأمريكية على الأسلحة إلى أديس أبابا.‏
تسببت الحرب المستمرة منذ عام بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي وهي من بين أكثر ‏الصراعات دموية في إفريقيا، في مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين.‏
وقال المصدر لوكالة رويترز، إن المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان "أثار خلال ‏زيارة لتركيا الأسبوع الماضي تقارير عن استخدام طائرات مسيرة في إثيوبيا وما يصاحب ذلك ‏من خطر إلحاق ضرر بالمدنيين".‏
ورفضت تركيا، التي تبيع طائرات مسيرة لعدة دول في أوروبا وإفريقيا وآسيا، الانتقادات بأنها ‏تلعب دورا مزعزعا للاستقرار في إفريقيا وقالت إنها على اتصال بجميع الأطراف في إثيوبيا ‏للحث على المفاوضات. ‏

صفقات تسليح
وتنشط تركيا في أفريقيا، خاصة في المناطق التي تشهد عدم استقرار، وتكشف كل فترة عن ‏صفقات تسليح لها، الامر الذي يعتبر مزعزعًا للاستقار في منطقة القرن الأفريقي. وسعت تركيا ‏لتصدير طائرتها الجوية القتالية الشهيرة بدون طيار (‏UCAV‏) من خلال التفاوض على صفقات ‏مع المغرب وإثيوبيا بعد استخدامها الناجح في النزاعات الدولية، وفقًا لأربعة مصادر مطلعة على ‏الاتفاقيات.‏
ولم تعلن تركيا وإثيوبيا والمغرب رسميًا عن أي صفقات مسلحة بطائرات مسيرة، لكن عدة ‏مصادر مطلعة على الترتيبات قدمت تفاصيل إلى رويترز.‏
وقال مسؤول تركي إن إثيوبيا والمغرب طلبا شراء طائرات بدون طيار من طراز بيرقدار تي ‏بي 2/ ‏Bayraktar TB2‎‏ في اتفاقيات يمكن أن تشمل أيضًا ضمانات قطع الغيار والتدريب.‏
وقال دبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه بشكل منفصل إن المغرب تسلم الدفعة الأولى من الطائرات ‏المسلحة بدون طيار التي طلبها في مايو. كما أفادت بعض وسائل الإعلام المغربية بوصول ‏طائرات بدون طيار من تركيا. ‏
ذكرت صفحة على فيسبوك تعرّف نفسها على أنها منتدى عسكري مغربي غير رسمي الشهر ‏الماضي أن أول طائرة بدون طيار من طراز ‏TB2‎‏ من 13 طائرة قد وصلت وأن القوات ‏المسلحة أرسلت ضباطًا إلى تركيا لتدريب الطيارين.‏
وقال المبعوث إن إثيوبيا تخطط للحصول على الطائرات بدون طيار لكن وضع هذا الأمر أقل ‏وضوحا. ولم تذكر المصادر عدد الطائرات المسيرة التي شاركت في الصفقات ولم تقدم تفاصيل ‏مالية.‏
كما طلبت أوكرانيا وبولندا الشريكة لتركيا في حلف شمال الأطلسي طائرات مسيرة مسلحة يقول ‏خبراء عسكريون إنها أرخص من منافسيها في السوق في إسرائيل والصين والولايات المتحدة.‏
وخلال مؤتمر "إيديكس للصناعات الدفاعية" الذي استضافته مصر مؤخرًا، كشفت مصر عن ‏منصات دفاع جوي مخصصة للطائرات بدون طيار، لكن لا معلومات عن إبرام مصر أي ‏صفقات بيع لهذه المنظومة.‏