السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد انسحاب قوات التيجراي.. هل انتهت الحرب في إثيوبيا لصالح أبي أحمد؟

الرئيس نيوز

في تطور جديد يعكس مدى انقلاب الأوضاع الميدانية رأسًا على عقب في إثيوبيا؛ ‏إذ عادت الأوضاع إلى مربع صفر، بإعلان المتحدث باسم "الجبهة الشعبية لتحرير ‏تيجراي" أن قوات الجبهة استكملت انسحابها من إقليمي أمهرة وعفر، وعادت إلى ‏إقليم التيجراي مرة أخرى، بعدما كان لا يفصلها عن دخول العاصمة الإثيوبية ‏أديس أبابا، إلا نحو مئة كيلوامتر.‏
وتتحدث تقارير أمريكية عن استعادة الجيش الإثيوبي زمام الأمور مرة أخرى، ‏بعدما وصله إمدادات عسكرية من الصين وتركيا وإيران والإمارات، متمثلة في ‏طائرات بدون طيار، وقذائف مضادة للدروع والدبابات، فضلًا عن الدعم القوي ‏لسلاح الجو الإثيوبي للقوات على الأرض.‏

ربطت تقارير صحفية بين هذا الانسحاب، وبين احتمالات أن يكون خطوة نحو ‏وقف محتمل لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 13 شهرا بين قوات تيجراي ‏والحكومة الإثيوبية، بعد تحقيق الجيش الإثيوبي مكاسب كبيرة.‏
هذا وأعلنت الحكومة الإثيوبية قبل أيام أن قواتها أحرزت تقدما ميدانيا واستعادت ‏السيطرة على منطقة في ولاية أمهرة شمال البلاد من قبل "الجبهة الشعبية لتحرير ‏تيجراي".‏
كانت المعارضة المسلحة تمكنت في وقت سابق من العام الجاري من استعادة ‏السيطرة على ما خسرته من المناطق في تيجراي، منها مركز الإقليم مدينة مقلي، ‏وواصلت تقدمها إلى أراضي ولايتي أمهرة وعفار المجاورتين باتجاه العاصمة ‏أديس أبابا، ما دفع حكومة أبي أحمد إلى إعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد.‏

تعليق أمريكي ‏
إلى هذا، أعربت الولايات المتحدة، الاثنين، عن أملها أن يؤدي الانسحاب الذي ‏أعلنه قوات إقليم تيجراي في شمال إثيوبيا إلى "فتح الباب" أمام الدبلوماسية بهدف ‏وضع حد للنزاع.‏
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس قال خلال وقت سابق: "إذا كنا ‏نشهد فعلا انسحابا لقوات تيجراي إلى منطقة تيجراي، فهذا أمر نرحب به ونأمل أن ‏يفتح ذلك بابا أوسع للدبلوماسية".‏
برايس لم يؤكد الانسحاب الذي أعلنته الاثنين جبهة تحرير شعب تيجراي إلى ‏منطقتها بعد أن تقدمت في الأشهر الأخيرة في إقليمي أمهرة وعفر المجاورين، ‏واكتفى المتحدث بالقول: "نحن على دراية بهذه المعلومات"، ما يعني أن الانسحاب ‏كان بضغوط أمريكية أو وفق وساطة أمريكية لحل النزاع.‏ لكن البيت الأبيض أعلن خلال وقت سابق أنه سيرسل مبعوثه للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى مصر وتركيا والإمارات لبحث الأزمة في إثيوبيا من دون أن يوضح البيان نتائج الزيارة أو ما ترتب عنها. 
تابع برايس: "لطالما طالبنا بوقف الأعمال الحربية ولا سيما عودة قوات جبهة ‏تحرير شعب تيجراي إلى تيجراي والعمل على حل للنزاع عبر التفاوض". لكنه ‏أيضًا لم يعلن أن لبلاده دور في إقناع المعارضة المسلحة بهذا الانسحاب.‏
تشير معظم التقارير إلى أن المعارك على الأرض لن تحسم لأي طرف على ‏حساب الأخر، وأنها ستستمر على وتيرة الكر والفر، يوم للمعارضة المسلحة ويوم ‏لقوات الجيش الفيدرالي الذي يقوده أبي أحمد.  ‏

أوامر بالانسحاب
قائد قوات تيجراي في إثيوبيا ديبريتسيون غبريمايكل، قال إن مقاتليه خارج الإقليم ‏وتلقوا أوامر بالانسحاب والعودة إلى الولاية الفيدرالية المحاصرة.‏
وفي خطاب موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اقترح ‏غبريمايكل وقفا فوريا لإطلاق النار يعقبه مفاوضات، وقال غبريمايكل في الخطاب: ‏‏"أمرت وحدات جيش تيجراي المتواجدة خارج حدود تيجراي بأن تتراجع إلى ‏داخل حدود الولاية في الحال".‏
تضمن الخطاب على اقتراحات أخرى، منها إنشاء منطقة حظر طيران فوق ‏تيجراي لمنع الطيران المعادي، وفرض حظر دولي على الأسلحة على إثيوبيا ‏وإريتريا.‏

وقتل الآلاف من الأشخاص في الحرب التي اندلعت في نوفمبر 2020 بين القوات ‏الإثيوبية ومقاتلين من منطقة تيجراي، الذين هيمنوا على الحكومة الوطنية قبل أن ‏يتولى آبي أحمد رئاسة الوزراء في عام 2018.‏
وفي ظل الحصار الحكومي المستمر من أشهر، بدأ بعض سكان تيغراي البالغ ‏عددهم 6 ملايين نسمة يموتون جوعا.‏