الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

مجدي كامل في حوار خاص لـ"الرئيس نيوز": ابتعدت 6 سنوات عن السينما وأخبروني أن "شطارتي هتأثر على البعض" (1-2)

الرئيس نيوز

- قدمت دور المدمن في "عن العشق والهوى" باختياري وابتعدت عن الأكلشيهات

- غادة عبدالرازق ممثلة مهمة جدا و"حدوتة مره" أعادها بقوة للمنافسة الدرامية

- شخصية جمال عبدالناصر من أهم التحديات في مسيرتي وحصدت عنها عدة جوائز

- المهرجانات السينمائية تحولت إلى براندات ملابس ورخصنا قيمة الجوائز 


فنان من طراز خاص، يرفض لقب "نجم" ويؤمن أن الموهبة والدراسة هم الأساس لنجاح واستمرارية الفنان، درس التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ثم اصر على استكمال مسيرته بالدراسة، حتى حصل على الماجستير، وأصبح أحد أهم معلمي الأجيال الجديدة بالمعهد، بخلاف كونه ممثل موهوب صاحب بصمة قوية لأي شخصية يقدمها سواء في الدراما أو السينما، هو الفنان مجدي كامل، والذي التقته "الرئيس نيوز" وأجرت معه حوارا مطولا حول السينما والدراما والمهرجانات وتفاصيل أخرى كثيرة يكشفها لنا في حلقتين متتاليتين.

وإلى نص الحوار :

بداية .. ما السر خلف هذا الـ"لوك" الذي تظهر به منذ فترة ؟

هذا الـ"لوك" هو الشخصية التي أقدمها في فيلمي الجديد "هوست"، ويعني الفجور أو الفساد، وهي شخصية جديدة تماما في مضمونها وشكلها عن كافة الأدوار التي قدمتها في السينما من قبل، كما أنها جديدة أيضا على السينما المصرية بشكل عام، وهو ما حمسني لتقديم هذا الدور، وبرغم بساطة الشخصية وهي عامل نظافة في مستشفى، إلا أنها تحوي الكثير من التفاصيل والأسرار داخل حدوتة الفيلم، وهي أقرب إلى شخصيات المسرح، خاصة أنني أمثل أغلب المشاهد بمفردي، وهنا مكمن الصعوبة، فمن الصعب أن يقف فنان ويجسد شخصية في عمل فني بمفرده، وبطبيعتي أبحث دائما على الأدوار الصعبة والمختلفة، وما أقدمه في هذه الشخصية "مونودراما" صعبة جدا حتى أقنع الجمهور بطبيعة الشخصية وتفاصيلها من خلال الأداء والكلام محدود جدا، ولأن لغة السينما هي لغة الصورة وليست لغة الحوار، فكان اهتمامي بالأداء والريأكشن والروح وليس الحوار الطويل، وهذه هي السينما أن تصل للجمهور بالمشاعر وليس بالكلام.


برغم نجاحك في عدة أعمال سينمائية متعاقبة إلا أنك غبت فترة طويلة .. فما السبب ؟

بابتسامته المعهودة (اسأل المنتجين)، أنا بدايتي كانت من خلال السينما في فيلم "سرقات صيفية"، وحينها لم أكن قد التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتوالت الأعمال فيما بعد مثل "عن العشق والهوى" و"ظرف طارق" و"التجربة الدنماركية" مع الزعيم عادل إمام، و"حرب أيطاليا"، وغيرها من الأعمال الناجحة، حتى قدمت أول بطولة مطلقة في فيلم "غرفة 707"، وبعدها جلست 6 سنوات دون عمل سينمائي واحد، وكان هذا أمر غريب جدا، وبدأت أتساءل عن سبب هذه الفجوة التي حدثت، حتى قال لي صديق أن أحد المنتجين قال له (وجود مجدي هيكشف الناس اللي بننتج لهم وهيظهر ضعفهم واحنا بنبيع بيهم)، كما أنني كنت ارفض بعض الأعمال التي أرى أنها شخصيات مكررة لأدوار قدمتها من قبل، وبطبعي أعشق التنوع في الأدوار.

 فيلم "عن العشق والهوى" قدمت دور المدمن بمنظور مختلف .. كيف كان ذلك ؟

سأروي لك تفاصيل لم أرويها من قبل عن هذا العمل، كنا نصور فيلم "حرب أيطاليا" وجاء السيناريست تامر حبيب لزيارتنا وبدأ في قراءة الفيلم للمنتج هشام عبدالخالق وأحمد السقا، وقالوا لي أن أركز في شخصية "مراد" الشخصية التي قدمها طارق لطفي، وبدأ تامر يقرأ السيناريو وعندما انتهى سألته (مين هيعمل دور أشرف)، قالولي انت هتلعب دور مراد، قولتلهم لأ هلعب أشرف أو مش لاعب خالص، وحينها كنت أبحث عن دور صعب يحمل مأساة في حياته حتى أخرج ما بداخلي من قدرات تمثيلية، وبالفعل تحديت نفسي وقدمت شخصية أشرف المدمن، والتي عملت عليها بشكل أكاديمي وفطري أيضا، والممثل دائما يستحضر الشخصية من 3 أماكن هي إما شاهد أو قرأ أو سمع، والمخدرات مختلفة في أنواعها وتأثيراتها، وحتى أعرف الاختلاف وادرس التفاصيل جيدا زرت مستشفى خاص بالإدمان، وللأسف كان لدينا "أكلشيهات" في السينما عن شكل المدمن والأغلبية للأسف تستسهل، والجميع لا يقترب من الواقع اطلاقا في شخصية المدمن، ثم طبقت البعد النفسي والمادي والاجتماعي لشكل الشخصية الخارجي، ولأنني أؤمن جدا بالطبيعية فلم أضع أي مكياج وسعيت للظهور بمظهر طبيعي جدا من خلال السهر يومين متواصلين مع ريجيم قاسي، قبل كل مشهد به مشاعر الإدمان، والجمهور كان يقابلني ويسألني (هو انت مدمن بجد، وإزاي قدرت توصل للأحاسيس دي) في حين أنني في الأساس لست مدخن.

هل تعتبر مسلسل "حدوتة مره" مع غادة عبدالرازق قد أعادها بقوة للساحة الدرامية ؟

حقيقة غادة عبدالرازق ممثلة مهمة جدا وهي صديقتي على المستوى الشخصي والإنساني، ومسلسل "حدوتة مره" أعادها بقوة لأنها اختارت ورق صح، والفنان الشاطر يعرف جيدا أن الورق الجيد في السينما أو الدراما هو البطل الحقيقي، وعندما قرأت أول 7 حلقات من المسلسل وافقت على المشاركة فورا، برغم أن ظهوري يبدأ في الحلقة الثامنة، فالورق أجبرني على أن أتابع وأهتم لمعرفة الحدوتة كاملة لهذه السيدة التي باعت ولادها بقلب قاسي جدا، ولكي أكون منصف فإن غادة قدمت الكثير من الأعمال المميزة في الدراما، ولا أعرف سبب تراجع بعض أعمالها، وأعتقد أن الظروف الانتاجية المحيطة بها في هذا التوقيت لم تكن جيدة، إضافة إلى أن الورق لم يكن على قدر مستوى فنانة موهوبة بحجم ونجومية غادة.

تردد أنك غير راضي عن تقديم شخصية جمال عبدالناصر .. فما حقيقة ذلك ؟

هذا الكلام غير صحيح بالمرة، وحصلت على عدة جوائز على المسلسل وحققت نجاح كبير، ولكن للأسف أحد الصحفيين سألني أثناء التصوير وقلت له نصا (أي فنان بيكون عايز يقدم الأحسن دائما، فخرج بمانشيت يقول خلاله "مجدي كامل غير راضي عن أدائه لدور جمال عبدالناصر"، وهذا العنوان أثار حينها ضجة وسألني المخرج باسل خياط عن حقيقة الأمر وشرحت له، وتفهم الأمر جيدا، وشخصية جمال عبدالناصر من أصعب وأهم الشخصيات التي لعبتها في مسيرتي وكانت تحدي كبير، وما أؤكده لك أن نجل عبدالناصر في احدى جلساتي معه وأنا أجسد الشخصية قال لي حرفيا (انت عارف إنك رجعتني أحس إني قاعد مع بابا برغم وفاته من حوالي 40 سنة)، وهذا الكلام اسعدني جدا.

 

مؤخرا كنت عضو لجنة تحكيم بمهرجان "الأردن الدولي للفيلم" .. ما تقيمك للمهرجانات المصرية حاليا ؟

ضاحكا (الناس هتزعل مني بس هقولك)، أصبح لدينا مشكلة قوية جدا بأننا رخصنا قيمة الجائزة وقللنا منها بشكل كبير، والجائزة من المفترض أن تكون دافع لاستكمال الابداع، ولكن للأسف مؤخرا في مصر أصبحت المجاملات غالبة على الجوائز والتكريمات وشهادات التقدير، وهذا يصيب المبدعين الحقيقيين بالاحباط، إضافة إلى ذلك لجان التحكيم أغلبها لجان غير متخصصة، ولا يصح أن تضم لجنة تحكيم سينمائية أعضاء لم يصنعوا فيلما في مسيرتهم، لمجرد أنهم نجوم وأسماء جماهيرية.


وماذا عن شكل المهرجانات السينمائية المصرية حاليا ؟

للأسف المهرجان تحول إلى براندات وملابس، والحديث أصبح عن الاستايليست والماكير والكوافير، ولا أحد يهتم بالأفلام والصناعة نفسها، ولا يصح أن يكون الهدف طوال أيام المهرجان هو اللبس واللوك لأن هذا حول المهرجانات إلى كرنفالات ملابس، وحقيقة هناك من يذهب لمتابعة الأعمال ويهتم بالسينما ولكن للأسف ما يظهر للجمهور هو البراندات والتفاهات فقط.

ما رأيك في انتشار الدراما القصيرة ؟

هي تجربة لها ما لها وعليها ما عليها، وشاركت فيها بمسلسل "زي القمر" مع النجمة ليلى علوي في حكاية "ست الهوانم"، فهناك موضوعات مهمة تمس الناس وتقترب من حياتهم، وهذا الاستايل من الدراما تطلبه المنصات الإلكترونية بشكل كبير، ولكن للأسف الموضوعات أصبحت مكررة ومستنسخة، والكثير من الأفكار متشابه، واذا احب الجمهور هذا الاستايل الدرامي فعلينا أن نكمله وندعمه، واذا رفضه فعلينا أن نبتكر تجربة جديدة وننفذها، فالابداع ملوش حدود والابتكار متاح، واهم ما يميز هذه التجربة هو وجود دراما طول العام وعدم ارتباطها بموسم رمضان فقط.

البعض يرى أنه من الظلم استهلاك أفكار جيدة في خمس حلقات فقط .. ما رأيك ؟

حقيقة لست مع هذا الرأي، خاصة أن الدراما خلال السنوات الأخيرة كان بها مط وتطويل، والتأثير الحقيقي لأي عمل فني لا يرتبط بعدد الحلقات، ومن الممكن أن تقدم سهرة تليفزيونية تكون مؤثرة أكثر من عمل درامي 30 حلقة، وستجد مؤخرا أن الدراما في العالم كله لا ترتبط بعدد معين من الحلقات، وتحقق نجاح كبير جدا، والجمهور أصبح يتابع ويختار وينتقي الأعمال الجيدة الحاذبة حتى لو كانت من دول أخرى، والدليل ما حدث مؤخرا في مسلسلات أردنية مثل "مدرسة الروابي" وكورية مثل "الحبار"، ومسلسلات إسبانية أخرى، فالمهم هو الفكرة والورق، ولذلك أطالب القائمين على الدراما المصرية بأن يهتموا بالورق (أرجوكم .. من فضلكم اقرأوا يا جماعة) محتاجين أفكار غير تقليدية ننافس بيها في العالم كله.