الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تقارير: تشاد المحطة التالية في التعاون الأمني بين تركيا وإفريقيا

الرئيس نيوز


نقلت صحيفة دايلي صباح عن الرئيس التركي قوله، أمس الأربعاء، أن تركيا مستعدة لتعزيز التعاون مع تشاد في جميع المجالات بما في ذلك الدفاع والأمن حيث تواجه الدولة الأفريقية.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك عقب اجتماع مع الرئيس التشادي الانتقالي محمد إدريس ديبي أثناء زيارته لأنقرة، إن "تركيا مستعدة لتطوير التعاون مع تشاد في المجالات العسكرية والدفاعية والأمنية".  

وقال أردوغان إنهما ناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك القضايا الإقليمية التي يمكن لتركيا أن تدعم فيها تشاد في الفترة الانتقالية. وقال أردوغان "بالاتفاقيات الموقعة اليوم، ستصبح تشاد أحد شركاء تركيا الرائدين في إفريقيا"، مضيفًا أن الدولة الواقعة في وسط إفريقيا تتمتع بإمكانيات ودور كبير في المنطقة. وأضاف أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين بلغ 112 مليون دولار، بزيادة إجمالية قدرها 47٪ ، بهدف الوصول إلى 200 مليون دولار ثم 500 مليون دولار.

ونوه أردوغان إلى سعي أنقرة  على تعميق علاقاتها وإثراء التنوع في التجارة من خلال نهج شامل ومربح للجانبين. وأشار إلى أن تشاد تتولى حاليا الرئاسة الدورية لمجموعة دول الساحل الخمس وتجمع دول الساحل والصحراء، وقال إن لديها إمكانات كبيرة في منطقتها.

تعددت زيارات أردوغان لعواصم القارة الأفريقية، التي أصبحت منذ عشرين عاما محورا رئيسًا لاستراتيجية مد النفوذ التركي، وكان أحدثها جولة أكتوبر الجاري التي شملت نيجيريا وأنجولا وتوجو وعلى الرغم من الطبيعة الثقافية والاقتصادية للمجهودات الدبلوماسية التركية في القارة فإنها بدأت في إعادة تشكيلها لتضم الجانب الأمني أيضا، وفقًا لموقع فرانس 24 الإخباري.

صرح أردوغان بأن تركيا تريد أن ترى تشاد في قمة التعاون التركي الأفريقي الثالثة في إسطنبول يومي 17 و18 ديسمبر، مشيدًا بمؤسسة معارف تركيا وأنشطتها التعليمية، ووكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) ومشاريع المساعدة والتنمية الخاصة بها، وأشاد بالخطوط الجوية التركية ورحلاتها المنتظمة والمنظمات غير الحكومية التي تساهم في العلاقات الثنائية وأكد امتنانه لتعاون تشاد في محاربة جماعة جولن، قائلا إنه تم تسليم المدارس المرتبطة بالجماعة الإرهابية إلى مؤسسة معارف في عام 2017.


لا يكاد يمر عام إلا ويقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة واحدة على الأقل لدول القارة الأفريقية. فغدًا الخميس 21أكتوبر، سينهي أردوغان جولة شملت كلًا من أنغولا ونيجيريا وتوغو. وتأتي هذه الزيارات قبل شهرين من انعقاد القمة التركية-الأفريقية في إسطنبول في ديسمبر المقبل.

بنهاية هذه الجولة في القارة، سيكون أردوغان قد زار ثلاثين بلدًا أفريقيا منذ اعتلائه سدة الحكم في بلاده، وهو مؤشر جلي على الاهتمام الشامل الذي يوليه لهذه القارة. النجاح التركي المتحقق بهذا الصدد، والذي لا تتحدث عنه وسائل الإعلام المشغولة بالطموحات الروسية والصينية، بات عاملًا جديدًا ينبغي أخذه في الحسبان عند الحديث عن التوازنات الإقليمية في أفريقيا.

يعود الاهتمام التركي ببلاد القارة الأفريقية إلى بدايات الألفية الثالثة. فمع إغلاق الاتحاد الأوروبي أبوابه في وجه أنقرة، بدأت الأخيرة في السعي إلى الحصول على فرص جديدة وتطبيق سياسة نشطة في دول شرق أفريقيا، لا سيما إثيوبيا والصومال، قبل أن تحول أنظارها إلى دول غرب القارة.

يشرح جون ماركو، أستاذ بمعهد العلوم السياسية وباحث مشارك بالمعهد الفرنسي لدراسات الأناضول في إسطنبول، تلك السياسة بقوله لفرانس24: "أنقرة لديها الرغبة في أن تكون لها بصمتها الخاصة. فهي تتبع سياسة عامة تسعى بها للظهور بمظهر الدولة الناشئة والصاعدة، الأقل تهديدًا من الصين، وفي الوقت ذاته تنأى بنفسها عن القوى الاستعمارية الكبرى القديمة عبر توظيفها لخطابٍ عالم-ثالثي جديد يحظى بقبولٍ وشهرةٍ بالفعل في قارة أفريقيا".

في غضون سنوات معدودة، شهدت العلاقات التي تربط تركيا بالدول الأفريقية تقدمًا مذهلًا. وزاد عدد السفارات التركية في القارة ثلاث مرات. كما باتت أنقرة بممثلياتها البالغ عدد 43 سفارة، تمتلك واحدة من أكثر الشبكات الدبلوماسية تعقيدًا وتركيزا في دول القارة السمراء.

ويعد تطوير العلاقات الاقتصادية مع دول القارة، وهو الهدف الذي يحتل مكانة بارزة في صدر الاهتمامات الدبلوماسية التركية، أحد الجوانب الأكثر لفتًا للأنظار في دينامية الجهود المبذولة منذ عقدين على الأقل. فمنذ عام 2003، وهو العام الذي أصبح فيه رجب طيب أردوغان رئيسًا لوزراء تركيا، زاد حجم التبادل التجاري بين دول القارة وتركيا إلى خمسة أمثاله، من خمسة مليارات دولار إلى 25 مليارًا، وذلك حسب إذاعة فرنسا الدولية (RFI). يقول جون ماركو: "تنتج تركيا الكثير من المعدات العسكرية، من الفرقاطات والمصفحات والصواريخ وصولا إلى المسيرات (طائرات بدون طيار، التي تعد رخيصة الثمن وناجحة ميدانيًا واستخدمت بالفعل في العراق ضد حزب العمال الكردستاني، وفي ليبيا وفي سوريا ضد قوات بشار الأسد النظامية وأخيرا في حرب كراباخ الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا، ولا يستبعد أن تكون مفاوضات التسليح على أجندة القادة الأفارقة الذين يتواصلون مع حكومة أردوغان.