الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

حسن ثابت هويدي يكتب: إعلامنا وصوت مصر بالخارج

الرئيس نيوز

تناولت في مقال سابق مدى أهمية قناة النيل الدولية الناطقة باللغتين الإنجليزية والفرنسية وعن ضرورة تطويرها والاهتمام بها كجزء من الأمن القومي المصريوباعتبارها النافذة المرئية الوحيدة القادرة على نقل وجهة النظر المصرية وصورة بلادنا الصحيحة للخارج مع مايتم من انجازات فعلية على أرض الواقع، ولكن مع الأسف حتى الآن لم يحدث أي تطوير للقناة من الناحية اللوجستية أو البنية التحتية رغم التطوير الواضح في المحتوى البرامجي الذي يقوم به العاملون في القناة.

لذلك أقولها بكل صدق وأمانة أن إعلامنا ليس له أي تأثير خارجي يذكر مما منح الفرصة للإعلام المعادي والذي يعمل في بعضه مع الأسف مصريين مأجورين، ليصول ويجول وينقل صورة مغايرة تماماً ويعمل بكل قوة لتشويه صورة مصر في الخارج ونحن عاجزين عن الرد أو مخاطبة الرأي العام العالمي، فنحن نتحدث هنا وندافع على شاشاتنا وكأننا نكلم أنفسنا وأن كل مايهم إعلاميونا هو مخاطبة الرأي العام المصري فقط.

لوأخذنا موضوع السد الأثيوبي كمثال فإن إعلام أثيوبيا كان شرساً في نقل وجهة نظرهم البعيدة تماماً عن الحقيقة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى لغتهم المحلية الأمهرية وحاول إقناع الرأي العام العالمي بمظلوميتهم وأن مصر لاتريد لهم التنمية ولاتريد لهم استغلال مياه النيل وهي الدولة المنبع وذلك لكسب تعاطف العالم في صفهم. أما نحن فكان الجهد المبذول فعلياً من القيادة السياسية ووزارة الخارجية والتي أوضحت أن مصر مع حق أثيوبيا في التنمية بل عرضت مساعدتها على ذلك ولكن ليس على حساب موت شعبي مصر والسودان، ولكن مع الأسف إعلامنا كان صوته عالياً وماأكثر أصحاب الصوت العالي عندنا دون أدنى تأثير على الرأي العام العالمي.

وفي هذا الصدد أنقل هنا فقرة من مقال للأستاذ الدكتور هشام عطية أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة أرى أن سيادته وضع يده على موطن الخلل وكتب العلاج حيث قال:

"فيما يخص انتشار وتأثير الإعلام المصري بشأن أزمة "سد النهضة" وتطوراتها سنجد أنه رغم أهمية هذا الخطاب الإعلامي وتركيزه على مفاهيم مؤكدة على الحق المصري ووحدة الصف، وما يقدمه من دعمٍ واضح ومطلوب لمؤسسات الدولة في إدارتها للأزمة، فإن هناك احتياجًا لخطاب إعلامي موازٍ ومكمل يتجه نحو الخارج وفي نطاق تفاعل أزمة "سد النهضة" إقليميًا ودوليًا، والمسألة هنا تخص صناعة وتخطيط مسارات وتوجهات استراتيجية إعلامية في المجال الخارجي تكون متكاملة مع خطاب الداخل لكنها أوسع مدى، وأكثر تخصيصًا، تصنع مسارات متوازية؛ لتؤكد على وصول صوت مصر الرسمي والشعبي معًا مضفرًا في وحدة إلى حيث تريد خارج حدودها، خطاب متنوع في وسائله وتوظيفاته للشروح والوسائط والفاعليات الإقناعية، ويستعين بالرموز والتمثيلات التاريخية والمعاصرة، ويستحضر شخصيات دولية ذات ثقل سياسي وثقافي وفني ورياضي، له أفق وهدف واضح؛ ليصل إلى المحيط الأفريقي والإقليمي والدولي، بما يصنع تعريفًا ونقاشًا يدعم قبول الموقف المصري كما يشكل مصدات للدعاية المعادية ومزاعمها في تلك الساحات".

بالطبع أؤيد كل كلما كتبها أستاذ من قامات الإعلام في مصر ولكن كيف نكون مؤثرين. تركيا أنشأت قنوات TRT  العربية لمخاطبة الرأي العام العربي،وسبقتها في هذا الأمر الدول الأوربية التي أنشأت قنوات لمخاطبة الرأي العام العربي تضع السم في العسل ومنها قنوات BBC و France 24 و DW الألمانية و EuroNews وفي أمريكا CNN عربي بالإضافة إلى إيران...فأين نحن من هؤلاء الذين غزوا العالم بأفكارهم وثقافتهم وسياساتهم.

لماذا لانفكر في إنشاء قناة تبث باللغة التركية وأخرى تبث بالفارسية ولدينا خريجين من كليات الآداب واللغات والترجمة في هاتين اللغتين.

أما قناة النيل الدولية بالتلفزيون المصري فهي غير مرئية سوى في مصر ومطلوب وهنا أتوجه برجائي للمرة الثانية للأستاذ حسين زين والأستاذة أميرة سالم بدعم القناة لوجستياً وتطوير بنيتها التحتية التي تقادمت، وعلى أن تكون هناك قناتين واحدة بالإنجليزية وأخرى بالفرنسية.. مصر ياسادة كبيرة وتستحق.