السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"ثورة على الموائد".. بلومبرج تبرز تغير عادات الطعام والخروج في السعودية

الرئيس نيوز

أصبحت المطاعم السعودية التي تقدم السوشي والموكتيل والموتشي وحتى طبق بابكا الشوكولاتة أكثر شيوعًا في العاصمة السعودية الرياض، إلا أن معظم الناس لا يعرفون أن بابكا جزء من المطبخ اليهودي التقليدي، وحتى لو عرفوا، فلن يهتم الكثيرون بذلك.

ومن المعتاد الآن في 2021 رؤية موظفي المطاعم مشغولين بتوزيع البالونات الزرقاء والخضراء في أركان المطاعم، وتلميع الكؤوس، وإضاءة الشموع وتشغيل الموسيقى.

وإذا كانت هذه المظاهر في دبي أو لندن أو سنغافورة، فإنها لن تثير الدهشة، لكن أن يرى ذلك في الرياض، فهذا ما لفت انتباه وكالة بلومبرج الأمريكية التي أعرب تقرير لها عن الدهشة إزاء هذه التغييرات في الرياض التي تعرف تقليديًا بأنها الأكثر تحفظًا من بين المدن الكبرى في العالم العربي.

فقبل بضع سنوات، كان من غير المتصور أن يفتح مشاهير الطهاة الأمريكيين مطاعم في الرياض، أما اليوم فهناك من الطهاة من يستعدون لافتتاح مطعمهم الثاني في غضون أقل من عام.

وقال الطاهي بيرك، 59 عامًا: "أن تكون جزءًا من شيء فريد وجديد هو أكثر إثارة للاهتمام من أن تكون في مدينة أنيقة مثل دبي". 

وعندما فتح مطعمه أبوابه بحفل كبير على أنغام الدي جي وعازف الإيقاع، خصص بورك يومين لحفلات العشاء المكونة من خمسة أطباق وقال إن المناخ العام في الرياض يمنحه القدرة على النمو دون منافسة دولية كبيرة.

وقالت وكالة بلومبرج إن الأمر يتعلق بالثورة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية. وقد تم توثيق التحول الذي شهدته المملكة العربية السعودية وفقًا لتصورات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جيدًا، ولكن الثورة الاجتماعية التي لا تخطؤها عين المراقبين تتجسد في أبرز مظاهرها في دعوات الترويج للخروج وحضور الحفلات الموسيقية والأفلام والسماح بالاختلاط بين الجنسين وهذا ما لم تعهده السعودية من قبل.

كانت المدينة معتادة على المأكولات اللبنانية والإيطالية في بعض الأحيان تكملها "الشمبانيا السعودية" أي المياه الغازية وعصير التفاح. 

وهي الآن مجموعة من الموكتيلات الملونة واللحوم المستوردة والكعك المرصع بالرمان وأنواع القهوة المميزة. 

في مقهى في أقصى الشمال، كانت عفراء، البالغة من العمر 28 عامًا والتي تعمل في خدمة العملاء، حريصة على تجربة بابكا الشوكولاتة الأولى، وهي عبارة عن شوكولاتة مزينة بمزيج من الزعتر المجفف والسمسم التي أوصت بها صديقة لها مع قهوتها البيضاء.

وقالت: "هناك الكثير من الخيارات هذه الأيام نحن في حيرة إلى أين نذهب".

مطعم بيرك الثاني هو أحدث إضافة إلى مجموعة متنوعة من المطاعم في ذا زون، وهو ممر كبير قبالة طريق سريع مزدحم بالرياض تزينه نافورة راقصة. تشمل قائمة الأطباق الأخطبوط الصغير وبرانزينو البحر الأبيض المتوسط وقطع لحم الضأن.

يعد هذا التوسع في الأذواق أمرًا حاسمًا لبناء صناعة الترفيه في المملكة في دولة تقل أعمار 70٪ من سكانها عن 40 عامًا. وكان هذا التوسع شبه معدوم عندما أطلق الأمير محمد، 35 عامًا، خطته لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط في عام 2016 وتهدف "رؤية 2030" إلى زيادة إنفاق الأسرة على الأنشطة الثقافية والترفيهية إلى 6٪ بحلول ذلك العام من 2.9٪ عند الكشف عن المشروع.

وقال أليكسس ماركوس، الذي يقود قسم استشارات خدمات الطعام في شركة JLL، إن العلامات التجارية المحلية للقهوة وكذلك منافذ البيع السريعة غير الرسمية تساعد في إحداث التغيير. 

إن أكثر من 90٪ من سكان الرياض البالغ عددهم 7.8 مليون نسمة يأكلون بالخارج مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وفقًا لبحث أجرته الشركة المتخصصة في إدارة العقارات والاستثمار، تبين أن متوسط الإنفاق الشهري على تناول الطعام بالخارج في مطعم أو طلب التوصيل في الوقت الحالي هو 1,330 ريال سعودي (ما يعادل 355 دولارًا أمريكيًا).

الأمر لا يتعلق بمجرد طعام جديد، بل من يقدمه. تعمل النساء الآن كمضيفات ونادلات وباريستا، وهو تغيير كبير عن الأيام التي طُلب فيها من المطاعم أن تعلق لافتة تقول إنه لا يُسمح للنساء بالدخول بدون محرم".

وقالت نورا، وهي نادلة سعودية تبلغ من العمر 29 عامًا تنهي دراستها في علم النفس، "أحب العمل في هذه الصناعة". مرتدية قميصًا أبيض ومئزرًا أزرق فوق بنطال ضيق أسود، وشعرها الأسود مشدودًا في شكل كعكة، اعترفت بأنها سمعت بضع ملاحظات سلبية من رواد المطعم الذين لا يوافقون على ملابسها ووظيفتها. قال أحدهم: "الله يوفقك".

في الواقع، كان التنوع إلى الرياض يعني أيضًا الحد من قوة المطاوعة، هيئة الأمر بالمعوف أو الشرطة الدينية الذين جعلوا تناول الطعام في الخارج تجربة مرهقة. 

وفي الماضي، قام المطاوعة بمداهمة المطاعم لضمان حماية الطاولات الفردية من اختلاط  الجنسين وتم حظر الموسيقى، ولم يتم تقديم أي طعام أثناء أوقات الصلاة خمس مرات في اليوم، وتم القبض على أي رجل وامرأة يجلسان معًا إذا تبين أنهما غير متزوجين. 

ولفتت بلومبرج إلى أن معظم السعوديين الذين تمت مقابلتهم في هذا المقال كانوا مترددين في الإفصاح عن أسمائهم الكاملة، حتى لو تحدثوا لدعم التغييرات.

وقالت ليلى، موظفة استقبال تبلغ من العمر 26 عامًا: "كنا نلتهم طعامنا ونغادر، وتناول الطعام في الخارج لم يكن ممتعا". قالت إن الأمر مختلف الآن.