الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

ماذا بعد كشف البنتاجون أدلة تورط إيران في مهاجمة ناقلة النفط في الخليج؟

الرئيس نيوز

كشف الجيش الأمريكي، أمس الجمعة، عن تفاصيل جديدة في تحقيقه في ما وصفه بـ"الهجوم المتعمد" الذي شنته إيران على ناقلة نفط مرتبطة بإسرائيل خلف مقتل شخصين في خليج عمان الأسبوع الماضي.
وتوصل تحقيق القيادة المركزية الأمريكية أن ناقلة المنتجات النفطية Mercer Street قد استهدفت بطائرتين بدون طيار في 29 يوليو، قبل عدة ساعات من اختراق طائرة بدون طيار ثالثة "محملة بمتفجرات عسكرية" لكابينة قبطان السفينة، مخلفة حفرة قطرها ستة أقدام وأسفر الهجوم عن مقتل النقيب الروماني وضابط أمن بريطاني.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الهجوم الثاني الفتاك "تطلب إعادة توجيه محسوبة ومتعمدة" للسفينة. وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، أن المسافة من الساحل الإيراني إلى مواقع الهجمات في نطاق هجوم إيراني أحادي الاتجاه موثق برصد طائرات بدون طيار".
تم نشر فريق من خبراء المتفجرات بالبحرية الأمريكية بطائرة هليكوبتر من على متن حاملة الطائرات يو إس إس رونالد ريجان. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إنه بمجرد وصولهم إلى الطائرة، استعادوا مكونات الطائرات بدون طيار، والتي تبين أنها "مطابقة  للطرازات الإيرانية التي تم العثور عليها سابقًا".
وتوصل المحققون الأمريكيون إلى أن الزعنفة الرأسية والأجزاء الداخلية تتطابق مع طائرات كاميكازي الإيرانية التي تم الاستيلاء عليها سابقًا. وأدلى المحققون البريطانيون والإسرائيليون برأي فني يطابق ما توصل إليه التحقيق بعد أن أتيح للخبراء البريطانيين الاطلاع على الأدلة في مقر الأسطول الأمريكي الخامس في المنامة.
وكشفت الاختبارات الكيميائية للمتفجرات في الموقع عن وجود مادة RDX، وهي مادة متفجرة من مادة النتريت تستخدم عادة للأغراض العسكرية. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن "إيران متورطة في هذا الهجوم".
يأتي الهجوم على السفينة في أعقاب سلسلة من عمليات الاستيلاء على السفن والهجمات التخريبية في منطقة الخليج في السنوات الأخيرة وسط توترات شديدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى. والسفينة هي الأحدث من بين خمس سفن على الأقل لها صلات بإسرائيل يعتقد أنها تعرضت للهجوم في العام الماضي.
من جانبها، نفذت إسرائيل عددًا من الهجمات التخريبية في السنوات الأخيرة ضد سفن شحن إيرانية، يقال إلى حد كبير أنها ناقلات تنقل النفط إلى سوريا.

ونفذت إسرائيل أيضًا مئات الضربات الجوية ضد أهداف يشتبه في أنها مرتبطة بإيران داخل سوريا، إلى حد كبير لمنع مجموعات الصواريخ الموجهة بدقة من الاقتراب من حدود إسرائيل. بدأت الولايات المتحدة في تقديم دعم استخباراتي للحملة الجوية الإسرائيلية في وقت مبكر من عام 2018.
ويسعى مسؤولو إدارة بايدن إلى استئناف المفاوضات المتوقفة مع المسؤولين الإيرانيين في فيينا بشأن سبل تقليص برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات. ونفت الحكومة الإيرانية ضلوعها في الحادث، على الرغم من الأدلة التي تتحدث عنها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل. وطالبت رومانيا – بحكم صلتها بالسفينة المعتدى عليها - الحكومة الإيرانية بإجابات مستشهدة بمعلومات قدمها حلفاؤها. وتعهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين "برد جماعي" على الهجوم.
اتخذ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتز نبرة أكثر تشددًا، حيث ألقى باللوم علنًا على رئيس عمليات الطائرات بدون طيار في الحرس الثوري الإيراني، سعيد آراجاني، مما أثار شبح الرد العسكري المحتمل.
وقال جانتز أمام سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى جانب وزير الخارجية يائير لابيد: "أكدت لأصدقائي الدوليين أن الوقت قد حان للعمل - فالكلمات ليست كافية". وتابع جانتز : "حان الوقت لأعمال دبلوماسية واقتصادية وحتى عسكرية - وإلا فإن الهجمات الإيرانية ستستمر". وبحث جانتز مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن حادثة السفينة ميرسر عبر الهاتف يوم الجمعة واتفق الجانبان على العمل مع الحلفاء والشركاء في إدانة العدوان الإيراني الذي يقوض حرية الملاحة، وتبادلوا وجهات النظر حول الخطوات التالية.