الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

سي إن إن: "الشام الجديد" يعكس إرادة عربية - أمريكية لاستعادة سيادة العراق

الرئيس نيوز

ذكر تحليل نشره موقع شبكة سي إن إن الأمريكية أن العراق كان تاريخيًا وما زال استراتيجيًا العقدة والحل لكثير من القضايا حتى خلال خضوع البلاد للغزو المباشر والاحتلال غير المباشر، وسلط التحليل الضوء على مباحثات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في واشنطن مع أركان إدارة بايدن وأعضاء الكونجرس.

وحتى إذا كان الشغل الشاغل لإدارة بايدن، ومن قبلها إدارة ترامب، كيفية تعزيز السلام مع إسرائيل، فسيجد المراقبون في يهود العراق ضالتهم المنشودة كمدخل لعلاقات إسرائيلية – عراقية معقولة وليست بالضرورة ممتازة.

أصبحت واشنطن تنظر اليوم إلى العراقيين في الوطن والمهجر من منظور تغلب عليه حقيقتان جيدتان: الشباب الأكثر حضورًا وتأثيرًا، وهم من فئة عمرية نشأت ما بعد إسقاط أو سقوط نظام صدام، بمعنى عهد تحول فيه قمع الدولة المركزية والحزب والقائد الأوحد الحاكم إلى فئات جديدة من الطيف السياسي ترفع بعضها رايات التحرير وترفع الأخرى لواء المقاومة.

أما الحقيقة الثانية، فتتمثل في الثقة المطلقة في لغة الأرقام، فثمة عشرات الأحزاب والفضائيات والمواقع الإعلامية نشأت مع بناء العراق الجديد، عراق ما بعد صدام، عراق حاول التحالف الدولي بقيادة أمريكا أن يبني - بمساعدة المعارضة العراقية - دولة قانون ومؤسسات، دولة مواطنة. 

عقدان والمهمة لم تنجز بعد

وعلى غرار قرار الرئيس جو بايدن بالانسحاب من أفغانستان قبل حلول الذكرى العشرين لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، جاءت محادثاته مع رئيس وزراء العراق، وهو في الوقت ذاته رجل المخابرات القوي، مصطفى الكاظمي، لتشير إلى خلاصة مشابهة: المهمة نجحت في إسقاط طالبان وطرد القاعدة في أفغانستان، تماما كما نجحت في إسقاط صدام والقضاء فيما بعد على داعش في العراق.

ولفتت سي إن إن إلى أن التغيير الكبير والأهم استراتيجيًا هو أن مهمة أمريكا لم تعد تغيير الأنظمة وبناء الأمم، تلك صارت مهمة الأفغان والعراقيين أنفسهم. لهذا فإن العنوان الأبرز لمحادثات الكاظمي كانت إنهاء الدور "القتالي" للقوات الأمريكية في العراق واقتصارها على دورين لا ثالث لهما: التدريب والمشورة.

نجح الرئيس بايدن مرة أخرى بإظهار تميز إدارته عن إدارتي أوباما الأولى والثانية. لعل أبرز ما حققه فيما يخص العراق هو وضعه جميع الساحات التي توغلت فيها إيران إقليميًا في مواجهة الرأي العام الإيراني والدولي في آن واحد.

وتمكنت أمريكا أخيراً من حل المعضلة باستخدام عنوان واسع وعام هو: "التدريب والمشورة"، وبذلك لم يعد ثمة احتلال يبرر المقاومة، مما يسهل اختراقا دبلوماسيًا إقليميًا يتمثل بانسحاب إيراني يتبع الأمريكي. وفي واشنطن، أسقط بايدن والكاظمي الورقة من أيدي نظام طهران وكل من يبرر الخروج عن القانون باسم "المقاومة".

وأشارت سي إن إن إلى أن الكاظمي في وضع لا يحسد عليه، فأمامه الاستحقاق الانتخابي بعد شهرين، وقبله وبعده مهام تستلزم جهود 20 سنة، بما في ذلك فوضى سلاح، وازدواجية الولاء، والفساد. ولكن التحدي الأكبر سيكون تعامله كرئيس وزراء وكرجل مخابرات سابق مع المليشيات عموما والحشد الشعبي خصوصًا.

ورجحت الشبكة أن السؤال الأهم: هل العراق دولة أم لا؟ هل تعود البوابة الشرقية كما كانت تعرف إبان الحرب العراقية الإيرانية كناية عن صدها لتصدير الثورة الخمينية؟

ويبدو أن مشروع "الشام الجديد" والقمة العراقية المصرية الأردنية في بغداد التي سبقت لقاءي العاهل الأردني عبد الله الثاني ابن الحسين والكاظمي مع بايدن في البيت الأبيض يؤشر بوضوح إلى إرادة وطنية وعربية وأمريكية لنجاح "عبور آمن" يسترد فيه العراق سيادته وأمنه ورفاهيته واستقلاله.