الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قاعدة 3 يوليو.. مصر ترسل إشارات عسكرية حازمة لتركيا رغم المحادثات

الرئيس نيوز

على الرغم من المحادثات الهادئة بين القاهرة وأنقرة، رجح لازار بيرمان في تحليل نشرته صحيقفة "تايمز أوف إسرائيل" أن افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية والمناورات العسكرية في يوم الافتتاح ترسل إشارة قوية بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس لديه استعداد للانفتاح على مبادرات أردوغان ومساعيه للتقارب مع القاهرة.

وكشف التحليل عن أن مصر بعثت رسالة حازمة إلى تركيا هذا الأسبوع بشأن محاولات فرض النفوذ التركي، واستعرضت مصر بما يكفي قوتها العسكرية حتى في الوقت الذي تنخرط فيه في خطوات تهدف إلى تهدئة التوترات بين البلدين. 

ورجح التحليل أن رسالة مصر جاءت في وقت دقيق بعد أن تمسكت مصر بموقفها من عبث تركيا في ملف ليبيا خلال الفترة من 2014 وحتى 2020، وتكتسب رسالة مصر أهمية مضاعفة حيث تستضيف القاهرة منتدى الغاز الإقليمي المصمم لمواجهة التحركات التركية وأي محاولات مشابهة للهيمنة في شرق البحر المتوسط.

على مدار عقد من الزمان، انخرطت تركيا في منافسة مريرة مع مصر بدأت عندما دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تنظيم الإخوان منذ 2013. ونتيجة لإساءات أردوغان المتكررة للقاهرة، طردت مصر سفير تركيا في القاهرة واستدعت سفيرها من أنقرة. 

وفي البحر الأبيض المتوسط، انضمت مصر إلى اليونان وقبرص، اللتين تتهمان تركيا بالتنقيب غير القانوني عن الغاز الطبيعي في مناطقهما الاقتصادية الخالصة وتأسس منتدى غاز شرق المتوسط، ومقره في القاهرة، وأجرت القاهرة ونيقوسيا وأثينا مناورات عسكرية مشتركة.

وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت الماضي، قاعدة بحرية استراتيجية على البحر الأبيض المتوسط "لتأمين خطوط الملاحة"، بحسب الرئاسة. 

وتقع القاعدة على بعد حوالي 255 كيلومترًا (160 ميلًا) غرب الإسكندرية، باتجاه الحدود مع ليبيا على بعد مرمى حجر من تدخل تركيا العسكري في ليبيا. 

ولم يكن من قبيل الصدفة حضور ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفل افتتاح القاعدة البحرية المصرية. 

وقال السيسي في بيان "إنها أحدث قاعدة عسكرية مصرية على البحر المتوسط وستركز على تأمين الجبهة الشمالية والغربية للبلاد". 

ويتزامن الافتتاح مع الذكرى الثامنة للإطاحة بحكم الإخوان الذي استمر سنة واحدة في مصر.

وفي سبتمبر 2020، رفعت أنقرة الرهان على مزاعمها بالأحقية في ثروات شرق المتوسط من الغاز بإرسال سفينة ترافقها سفن حربية لمسح النفط والغاز في المياه التي تؤكد اليونان أحقيتها بها.

وبحسب رويترز، اصطدمت سفن حربية يونانية وتركية في وقت ما. ورداً على ذلك، وقعت مصر واليونان اتفاقية حدودية بحرية ترفضها تركيا.

في عام 2020، تم إطلاق منتدى غاز شرق المتوسط رسميًا، والذي يضم منافسين لتركيا مثل اليونان وقبرص وفرنسا. 

المناورة قادر 2021

تهدف التدريبات العسكرية المصرية هذا الأسبوع إلى إرسال تحذير بشأن استعداد مصر للدفاع عن مصالحها في البحر. 

وأصدرت وزارة الدفاع المصرية، الأحد الماضي، مقطع فيديو لتدريب قادر 2021، الذي جرى في قاعدة 3 يوليو. 

وأكد الفيديو أن القاعدة تساعد مصر في حماية مواردها الطبيعية في مياهها الإقليمية، وهي رسالة واضحة لأردوغان. 

وكانت الرسالة إلى تركيا هي أن مصر لديها جيش قوي ومتقدم يدافع عن مياهها ورؤيتها في أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة. 

تركيا بحاجة إلى أصدقاء

بعد 10 سنوات من العداء الذي أعلنه أردوغان بخطابه المتشدد ضد القاهة، دفعت التحولات العالمية والإقليمية أنقرة إلى الوراء. 

وأصبحت تركيا معزولة عن أوروبا والعديد من الدول العربية، وهي تواجه بيتًا أبيض غير ودود ورئيس أمريكي يكره أردوغان شخصيًا، بينما يستمر اقتصادها في التدهور في أعقاب جائحة كورونا.

ومن ثم؛ تغيرت لهجة تركيا وسياساتها في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك مباردتها الخاصة بالانفتاح على مصر. 

أجرى الجانبان محادثات استخباراتية ودبلوماسية هادئة، وقال أردوغان في مارس إنه يأمل أن تصبح عملية المصالحة مع مصر أقوى بكثير، وأن مصر وتركيا حليفان طبيعيان.

في الوقت نفسه، طلبت أنقرة من القنوات التلفزيونية المصرية المعارضة في تركيا تخفيف حدة انتقاداتها للسيسي وللحكومة المصرية في إشارة إلى أنها حريصة على المصالحة ومؤخرًا منعت بعض الشخصيات المحسوبة على الإخوان من الإساءة لمصر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

من جهتها، اتسم موقف مصر بالكثير من الحذر. واعترف وزير الخارجية سامح شكري بالمحادثات لكنه شدد على أن التقدم يعتمد على "تغيير حقيقي وملموس في السياسة التركية". 

وحذر من أن "الكلمات لا تكفي، يجب أن تقترن بالأفعال". ووفقًا للتحليل، لا تزال مصر غير مستعدة لقبول مبادرات تركيا، وبدلاً من ذلك جاء ردها باستعراض القوة العسكرية.

وسلط موقع Navy Recognition المهتم بشؤون القوات البحرية عالميًا الضوء على تنفيذ الهجوم البرمائي التكتيكي من طائرتين من طراز ميسترال LHDs واستهداف السفن البحرية المعادية بصواريخ Harpoon & Exocet المضادة للسفن من غواصة Type-209/1400، بالإضافة إلى مواجهة التهديدات الجوية بإطلاق صواريخ MICA-VL أرض-جو من طرادات Gowind وصواريخ RIM-116 RAM.

وأثناء التمرين، ظهرت الطائرات الحربية الروسية كاموف Ka-52 (النسخة الأرضية) لأول مرة داخل حظائر ميسترال ذات الدوارات المطوية في إشارة إلى أنها تم تعديلها بناءً على طلب مصري لتكون قادرة على العمل على ميسترال. 

وتعد قاعدة 3 يوليو البحرية الجديدة واحدة من ثلاث قواعد بحرية جديدة شيدتها مصر بالكامل مؤخرًا، وتقع القواعد الجديدة في ثلاثة اتجاهات استراتيجية مختلفة.