الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

محمد راسم.. حكايات أبو الفن التشكيلي الجزائري

الفنان التشكيلي الجزائري
الفنان التشكيلي الجزائري "محمد راسم"

احتفل اليوم محرك البحث جوجل، بمرور مائة وخمسة وعشرون عامًا على ميلاد، أبو الفن التشكيلي الجزائري، ورائد فن المنمنمات، محمد راسم مؤسس الفن التسكيلي برؤية وطنية لم تستسلم للرؤية الفنية الفرنسية الاستعمارية.


(الفنان الكبير محمد راسم)

ولد راسم في حي القصبة العتيق، يوم 24 يونيه من العام 1896، لأسرة عريقة لمع اسمها في ضروب الفن التشكيلي من خلال لوحاتهم التي جعلوا منها سلاحًا فعالاً لإظهار الهوية الوطنية الجزائرية، المحاطة بسياج المستعمر الفرنسي القابع على قلب أرض الجزر الصغيرة منذ العام 1830.


(لوحة الأمير عبد القادر الجزائري لمحمد راسم)

اهتم راسم بفن المنمنمات منذ نعومة أظفاره عبر البيئة الفنية التي نما فيها متفوقًا على نفسه، حريصًا على إثراء هذا التراث الفني دون المساس بأصالته، مع الحفاظ على التقنيات الجمالية الخاصة بفن المنمنمات.


(لوحة لأحد زعماء المقاومة الجزائرية لمحمد راسم)

عُرف عن راسم تمسكه بالأصالة الإسلامية، في فن الزرقشة والمنمنمات واتسمت أعماله بالدقة والصبر والثبات، والإصرار على حماية الهوية الجزائرية من الهيمنة الاستعمارية من خلال القوة الناعمة والحس الجمالي في التعبير الصادق وحسن اختيار الألوان.


حصل الفنان الكبير على الجائزة الفنية الكبرى للجزائر، في العام 1933 إضافة إلى وسام المستشرقين، وعرض كافة أعماله الفنية في مختلف أرجاء المعمورة، وتم اقتناء العديد منها من طرف عدة متاحف ذات شهرة عالمية مؤكدة.


عمل محمد راسم لفترة طويلة مدرسًا، بمعهد الفنون الجميلة الوطني بالجزائر، وقام بجمع منمنماته في عدة مؤلفات منها: "الحياة الإسلامية في الماضي"، "محمد راسم الجزائري" مؤكدًا بقلمه الرشيق على مدى وطنيته الجزائرية وإسلامه الصحيح في رحاب الفن والرقي.


وضع راسم أسس مدرسة المنمنمات الجزائرية وأصبح أستاذها بلا منازع وأخرج العديد من التلاميذ والأجيال الحاملين لفنه، الذين تمكنوا بموهبتهم من الرقى إلى سلم الشهرة والمحافظة على فنه وإثرائه.

عقب استقلال الجزائر رسميًا من الاستعمار الفرنسي، في 5 يوليه من العام 1962، استطاع راسم بأن يبلور الهوية الوطنية الجزائرية عبر اللوحات الوطنية المطعمة بفن المنمنمات الإسلامية القاعدة الرئيسية في استعادة الروح الجزائرية المسلوبة لقرن ونصف قرن بين أنياب النمر الفرنسي.

توفي محمد راسم هو وزوجته في 30 مارس من العام 1975، عن عمر ناهز 79 عاما، فى ظروف غامضة ولم تتم معرفة أسبابها حتى الآن، ليسدل الستار عن حياة واحدًا من أهم وأكبر فنانى المنمنمات فى القرن العشرين.