الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

اتفاق (مصري-يوناني) بشأن شرق المتوسط.. أنقرة تدفع تكلفة سياستها

الرئيس نيوز

نقلت صحيفة كاثمريني اليونانية عن مسؤولين بارزين قولهم إن قادة اليونان ومصر أعلنوا في القاهرة، أول أمس، إنهما عازمان على تعزيز التعاون بين البلدين في قطاعات الطاقة والأمن.

وسلطت الصحيفة الضوء على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب اجتماعه برئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس والتي أكد فيها: "خلال السنوات الأخيرة، تعمق التعاون على المستويين الاقتصادي والعسكري، سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، إلى جانب قبرص".

وأضاف السيسي: "لقد درسنا مع السيد ميتسوتاكيس جوانب علاقتنا، من التبادلات الاقتصادية إلى التعاون في مجال السياحة. تبادلنا وجهات النظر حول التطورات الإقليمية. وشددتُ على ضرورة احترام القانون الدولي ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى في المنطقة الأوسع. وشددتُ على ضرورة تعزيز آلية التعاون الثلاثية بين اليونان وقبرص ومصر”، وأشار السيسي أيضًا إلى العلاقات العميقة بين مصر واليونان على مدار آلاف السنين.

من جانبه، أشار ميتسوتاكيس في تصريحاته عقب المحادثات إلى اتفاقية البيئة والطاقة الجديدة التي وقعها البلدان، واصفًا إياها بأنها خطوة تساعد على ازدهار البلدين. وفي حديثه عن ربط شبكتي الكهرباء المصرية واليونانية عبر كابل بحري، أشار ميتسوتاكيس إلى أنه سينقل إلى اليونان وأوروبا الطاقة الكهربائية المنتجة حصريًا من مصادر الطاقة المتجددة. وقال "المذكرة ذات الصلة جاهزة بشكل أساسي".

وأكد رئيس الوزراء اليوناني: "هدفنا المشترك هو تجنب مغامرات جديدة في منطقتنا... وكان ترسيم الحدود البحرية للمناطق المجاورة لنا مثال بارز، وسابقة مهمة للسلام والاستقرار في المنطقة الأوسع، وأضاف ميتسوتاكيس: "أتطلع إلى ترسيم كامل قريبًا".

قال مسؤولون يونانيون إن اجتماع السيسي- ميتسوتاكيس كان مناسبة لإعادة التأكيد على النهج المشترك للبلدين تجاه مجموعة من القضايا، والطابع الاستراتيجي للعلاقات الثنائية، والرغبة لدى الجانبين في تعميق التعاون.

كما ناقش الجانبان التطورات في ليبيا، وأعلنا التأييد التام السلام والعودة إلى الوضع الطبيعي في ليبيا، والشرط المسبق الأساسي هو رحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة، وأخيراً، إجراء انتخابات قبل نهاية العام، وقال ميتسوتاكيس: "إن السيد السيسي يشاركنا استيائنا العميق من عدم مشاركة اليونان في" عملية برلين "في غضون أيام قليلة.

ويتضمن برنامج ميتسوتاكيس لقاءات مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وأعضاء الجالية اليونانية في القاهرة والإسكندرية وكذلك مع بابا وبطريرك الإسكندرية البابا تواضروس الثاني.

وعلقت صحيفة أحوال التكية على تطابق المواقف المصرية اليونانية قائلةً إنه يضع حدًا لاستعراض العضلات الذي تمارسه تركيا من شمال غرب العراق إلى طرابلس على الساحل الأفريقي الليبي، كما يضع حدًا لانتقال رجب طيب أردوغان من الطموح إلى الهيمنة الإقليمية في الشرق الأوسط قبل عامين فقط إلى البحث حاليًا عن طرق لإصلاح العلاقات مع الجهات الفاعلة الإقليمية، وكتب بوراك بكديل، الصحفي المقيم في أنقرة، عن التغييرات الأخيرة في السياسة الخارجية التركية في الشرق الأوسط وشرق المتوسط.

مع ذلك، كان هناك إحراج دبلوماسي تركي آخر نتج عن تعظيم الذات الذي استغرق فيه أردوغان باعتبار انتمائه للعثمانيين الجدد بحثًا عن دور لأنقرة في استكشاف الهيدروكربونات بشرق المتوسط ومحاولة أردوغان بناء نظام صديق لتركيا في ليبيا.

لكن بعد 10 سنوات من التجربة والخطأ وفشل تلو الآخر، يحاول أردوغان، الذي يشعر الآن بإحراج شديد على الصعيدين الدولي والمحلي، إيجاد طريقة للخروج من الفوضى التي جرته إليها أوهام العظمة.