الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«صفقة كبيرة».. تفاصيل تحالف الإطاحة بنتنياهو من الحكومة

الرئيس نيوز

قبل أقل من 30 دقيقة من الموعد النهائي الذي حل في منتصف الليل، أعلن زعيم حزب المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد مساء الأربعاء أنه توصل مع زميله السياسي نفتالي بينيت - المليونير التكنولوجي الذي يقود أحد أحزاب الأقلية اليمينية المتطرفة في إسرائيل - إلى اتفاق على تشكيل ائتلاف حاكم يمكن أن يطيح برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

إنها صفقة كبيرة، نتنياهو المثير للجدل، زعيم حزب الليكود اليميني، هو أطول رئيس وزراء في إسرائيل في الخدمة وهو في عامه الثاني عشر في السلطة على الرغم من مواجهة العديد من تهم الفساد، وهو ما ينفيه. ولم يجتمع هذا التحالف الجديد بين خصوم نتنياهو السياسيين إلا بعد أربع انتخابات غير حاسمة في أقل من عامين، وفقًا لشبكة CNBC الإخبارية الأمريكية.

ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مصير الإطاحة به بعد موافقة الائتلاف على تشكيل حكومة جديدة، ويستند ترتيب لبيد وبينيت إلى الاتفاق على أن يصبح بينيت، الذي يقود حزب يمينا الحكومة المزمعة، رئيسًا للوزراء، مع تولي لابيد الوسطي منصب وزير الخارجية، حتى عام 2023. في تلك المرحلة، سيتولى لبيد رئاسة الوزراء.

لكن الأمر لم ينته بعد - لا يزال أمام نتنياهو بعض الوقت للرد، حيث من غير المتوقع أن يصادق الكنيست على تشكيل الحكومة الجديدة إلى بعد 12 يومًا. أما التحالف الهش بين لبيد وبينيت، والأحزاب التي كان عليهما تأمين دعمها لتحقيق الرقم السحري لأغلبية 61 مقعدًا في البرلمان الإسرائيلي، أو الكنيست، فتظل عوامل محيرة للعديد من المراقبين. تمثل الأحزاب التي تشكل الحكومة المستقبلية المحتملة لإسرائيل مجموعة واسعة من الأيديولوجيات السياسية المختلفة: اليمين واليسار والوسط - وللمرة الأولى، الأحزاب العربية والإسلامية أيضًا.

قيود "كبيرة" على السلطة

يوصف لبيد، المذيع التلفزيوني السابق ووزير المالية البالغ من العمر 57 عامًا، بأنه ينتمي إلى يسار الوسط سياسيًا. ويؤيد حل الدولتين مع الفلسطينيين والتمسك بالقيم العلمانية للدولة. في غضون ذلك، يعتبر بينيت وحزبه اليميني يمينا من أنصار التيار القومي المتطرف ويدعمون توسيع المستوطنات الإسرائيلية اليهودية في أراضي الضفة الغربية المحتلة، وهو الأمر الذي أثار مرارًا وتكرارًا الصراع والإدانات الدولية.

من المرجح أن يدفع الحزب الإسلامي العربي، راعم، الشريك غير المحتمل في التحالف، من أجل المزيد من التمويل وتحسين معاملة المجتمعات العربية الإسرائيلية. وأحد الأشياء المشتركة بينهم جميعًا هو الرغبة في الإطاحة بنتنياهو. كان بينيت في الواقع ربيبًا لنتنياهو من حيث توجهاته السياسية، وشغل سابقا منصب وزير دفاعه.

ولكن حتى لو أصبح نفسه رئيسًا للوزراء ، فسيكون بينيت محدودًا بدرجة أكبر فيما يمكنه فعله، نظرًا لأن سلطته تعتمد على دعم العديد من الأحزاب الأخرى ذات الأيديولوجيات المختلفة بشكل كبير عن نتنياهو.

قد يبدو بينيت مشابهًا لإيديولوجية نتنياهو، أو حتى أكثر تشددًا إلى حد ما في بعض القضايا، ولكن القيود على حكومته ستكون أكبر بكثير من تلك التي واجهها نتنياهو، وفقًا لـ"عوفير زالزبيرج"، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد هربرت سي كيلمان. 

وقال زالزبيرج: "أي قرار كبير سيحتاج إلى موافقة لبيد الذي سيشترط امتلاك حق النقض، وفي حين يدعم لابيد علنًا حل الدولتين، ويعارض علنًا أي شكل من أشكال الضم والتوسع في الاستيطان، فإن حزب لبيد هو أيضًا أكبر بكثير من حزب بينيت وهناك أحزاب أخرى ذات ميول يسارية في الائتلاف.. لذا فإن أيديولوجية بينيت ستواجه قيودًا كبيرة من جانب التحالف".

موقف مختلفة تجاه واشنطن؟

في نفس الوقت، يعد لبيد براجماتيًا. وقال جدعون رهط، زميل معهد الديمقراطية الإسرائيلي وعضو هيئة التدريس في الجامعة العبرية "إن لبيد ليس يساريًا، وليس يمينيًا، إنه براجماتي، فإذا كانت هناك تسوية ترضي أمن إسرائيل، فسوف يدعمها".

وقال رهط إن كلاهما يفضل السياسات الاقتصادية الليبرالية وإصلاح القضاء. لكن "بينيت أكثر تشددًا فيما يتعلق بالأمن ... أما فيما يتعلق بالفلسطينيين، فمن الواضح أن بينيت يميني وأن لبيد براجماتي".

الأهم من ذلك أن كلاهما حريصان على تحسين علاقة إسرائيل بالحزب الديمقراطي الأمريكي وإدارة بايدن، وانتقدا جهارًا اعتماد نتنياهو الشديد على الحزب الجمهوري - وتحديداً جناح دونالد ترامب - للحصول على الدعم. وقال زالزبيرج: "التحالف الناشئ، على عكس نتنياهو، مهتم أكثر بتعزيز دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإسرائيل في الولايات المتحدة، وسيفتح التحالف قنوات عديدة لمزيد من العلاقات التعاونية مع إدارة بايدن ومن المرجح أن يجد على الأقل طرقًا لتحسين نوعية حياة الفلسطينيين، ويجب أن يتم ذلك بطرق يمكن رؤيتها لتحقيق مكاسب يرغب التحالف في الحصول عليها بشدة أولها القبول وإظهار حسن النية في واشنطن".