الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

أسماء الأسد..7 سنوات من الدم والحصار

الرئيس نيوز

شيماء جلال
«هل هي مع الحرب حقا؟ مع القتل؟.. من تؤيد؟.. عشرات الأطراف تتقاتل في سوريا، وهي صامتة!».. أسئلة كثيرة قد تدور في أذهاننا عند سماع اسم أسماء الأخرس، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، حتى نضع لها تصنيفا وقيمة، أن نختار لها جانبا ما الضحية مثلا أو الجاني، لكن كيف يحدث ذلك ورغم مرور 7 سنوات على الدمار في سوريا لا يستطيع أحد أن يحسم من القاتل ولماذا قتل.
اختارت لها بعض الصحف الأمريكية جانبا قالوا إنها مع زوجها الرئيس للنهاية، من خلال رسائل مسربة عبر الإيميل، أو من خلال رسائل أرسلت دون معرفة مصدرها، واختار جانب أن تكون خائنة هاربة من سوريا إلا أنها إلى الآن لم تفصح عن توجهها وإن ظهرت باقية في سوريا وتحضر بعض المناسبات.
تُعرف بوردة الصحراء، إذ عاشت مرارة الحرب الأهلية السورية منذ بدايتها حتى الآن، وظلت تحت حصار الحرب مثلها مثل باقي الشعب السوري الذي عاني من آلام الحرب، ظهرت منذ زواجها الأسد في عام 2000 بصورة سيدة المجتمع الراقية الحريصة على الأعمال الخيرية والمنفتحة على نمط الحياة الغربية التي عاشت فيها طوال حياتها، فهي ابنة طبيب القلب فواز الأخرس والدبلوماسية سحر عطري التي عملت سكرتير أول في سفارة سوريا في لندن، وهما من الطائفة المسلمة السنية ونشأوا في مدينة حمص السورية ثم انتقلوا للعيش في لندن. ولدت أسماء في لندن في عام 1975، عاشت في بيت عادي بمنطقة أكتون في مدينة لندن، ودرست في مدرسة كنيسة إنجلترا، وكانت طالبة عادية ودودة تعرف باسم إيما، وحصلت على شهادتها الجامعية في علوم الكمبيوتر من الكلية الملكية “كينجز كوليج”، ووصفها موقع “باري ماتش” بشعاع نور في بلد تسوده الظلمات لأنها كانت بمثابة قوة اجتماعية واقتصادية لسوريا قبل اندلاع الحرب ولكن تراجع نشاطها الاجتماعي منذ بداية الحرب.
وعاودت وردة الصحراء كما لقبتها مجلة “فوج” الفرنسية بنشاطها الاجتماعي من جديد خلال العاميين الماضيين، وقامت ببعض الأنشطة التي كان من بينها لقاءات لأهالي القتلى في صفوف الجيش السوري، ومنذ يومين حضرت أسماء ورشة عمل في فندق الشام برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة، حول نتائج مسح الجمعيات والمؤسسات الخاصة الفاعلة ضمن محافظة دمشق، حيث ضمن الورشة ممثلين عن جمعيات ومنظمات غير حكومية.
وقالت أسماء خلال حضورها: «لقاء اليوم يجب أن يكون نقطة البداية لعمل مشترك بين الجميع في الدولة والمنظمات غير الحكومية.. وكلّما تمكّنا من توحيد جهودنا أكثر، كلّما استطعنا الاستفادة من بعضنا البعض بشكل أكبر، وكلّما حقّقنا نجاحات أفضل».
وأضافت: «تكمن أهمية هذا اللقاء اليوم بين الدولة والمنظمات غير الحكومية، باعتباره بداية لعمل تكاملي يعزّز دور الجانبين نحو تحقيق المزيد من النجاح، والأهم هو توقيت هذا اللقاء الذي يأتي في وقت ننفض فيه غبار الحرب عن سوريا، لنعيد تنميتها وإعمارها سويا.
لا شك أن الحرب السورية غيرت من صورة السيدة الأولى لدى الكثير وخاصة من السوريين المعارضين للأسد، فالبعض يراها بصورة السيدة الاجتماعية والآخر بصورة المرأة العصرية العملية وأحيانا بصورة المرأة العربية وأحيانا أخرى بصورة المرأة الغربية.
ووصفها بعض المعارضين بـ “ماري أنطوانيت العرب”، لصمتها على الأحداث، ما يجعل لها صورتين صورة سيدة المجتمع الراقية الحريصة على الأعمال الخيرية والمنفتحة على نمط الحياة الغربية، وصورة أخرى لصمتها ضحايا القمع المنظم الذي لجأ إليه زوجها لمواجهة معارضيه.
قبل اندلاع الحرب ظلت أسماء في صورة المرأة المتفتحة أمام جميع العالم، وحصلت على الميدالية الذهبية من رئاسة الجمهورية الإيطالية تقديرا لدورها الإنساني في عام 2008، والدكتوراه الفخرية في علوم الآثار من جامعة لاسابينزا في روما.
ورغم حصول أسماء على هذه الميداليات تقديرا لدورها الإنساني إلا أنها لم تتدخل في إدانة أو شجب مظاهر العنف التي صاحبت سوريا في الفترة الأخيرة، وقررت الخروج عن صمتها، وعبرت عن دعمها لزوجها ولسياسته في إدارة الأزمة، ما جعل صحيفة الجارديان البريطانية تصفها بسيدة الجحيم الأولي ونشرت حوالي ثلاثة آلاف رسالة الكترونية بينها وبين وزوجها بشار الأسد.
وزعمت رسائل دعمها لزوجها خلال الحرب، وادعت الرسائل بأنها حريصة على التسوق عبر الإنترنت لشراء مجوهرات، ومقتنيات فاخرة، واستعانة بشركة بريطانية كبيرة من أجل تصميم حديقة أحد قصور الرئاسة بمبلغ تجاوز 176 ألف جنية إسترليني.
وأجرت أسماء الأسد حوارا مع قناة “روسيا 24” وأعربت فيها عن حزنها وألمها لضحايا الحرب، وقالت “أشعر بالألم والحزن عندما أرى الجرحى والأرامل وضحايا الصراع في بلدي وأحاول مساعدته.
وقد أثار حوار أسماء مشاعر الكثير من العرب والأجانب، وقال بروفيسور التاريخ في جامعة “ترينتي” الأمريكية ، ديفيد ليش ومؤلف كتاب “سوريا: سقوط بيت الأسد”: أن قرار ظهور أسماء أعلاميا دليلاً على ثقتهم بنصرهم في الصراع الدائر في البلاد، وجزء من حملة علاقات عامة ينفذها النظام لرسم صورة عن الاستقرار وسيطرته على مجريات الأمور في سوريا، وأعتقد أنهم يشعرون بالأمان تجاه المستقبل القريب بسبب الدعم الذي يتلقونه من النظامين الروسي والإيراني. ويبدو أن رأي دكتور لينش صحيحا لأن في الآونة الأخيرة حصلت انفراجه كبيرة في الحرب السورية واستطاع الأسد بمساعدة إيران وروسيا هزيمة تنظيم داعش مع تراجع المعارضة المعتدلة للأسد، وأدى ذلك لترتيبات لعقد حوار وطني بين المعارضة ونظام الأسد بقيادة سوريا ومن المقرر عقده في ديسمبر المقبل لحل الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات.