الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

السلطان عبدالحميد الثاني جد أردوغان.. كيف باع ليبيا إلى المحتل الإيطالي؟

الرئيس نيوز

التاريخ يعيد نفسه، ولطالما تجد أمتنا العربية في جمل مفيدة في كل قصصه المأساوية. فالحقيقة الثابتة على مر العصور والعقود وحتى يومنا هذا أننا أمة ابتولينا بالمحتل الأجنبي، لذلك كتب علينا المقاومة دفعًا للظلم وحفظًا للعرض والكرامة؛ ليسطر التاريخ فصولًا من البطولات العربية التي لا نظير لها.
ليبيا بقعة غالية من منطقتنا العربية، تاريخها النضالي مشرق برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. ليبيا كانت ضحية للتآمر الدولي منذ أن وقع الباب العالي (السلطان عبدالحميد الثاني)، العام 1912 معاهدة "أوشي" التي تم بموجبها تم تسليم ليبيا إلى المحتل الإيطالي، وبعد سدادها فاتورة كبيرة من التضحية والفداء، نالت استقلالها.
بلد عمر المختار كانت على موعد مع التآمر مجددًا خلال العام 2011، واللافت أن العثمانيين الجدد كانوا هم أيضًا كلمة السر، إذ وافقت تركيا على تدخل حلف الناتو في ليبيا لإسقاط حكم معمر القذافي. ومنذ ذلك الوقت وتنتشر الفوضى ذلك البلد، ويعبث بمقدراتها الجماعات الإرهابية التي تتلقى تعليماتها بأوامر مباشرة من النظام الحاكم في أنقرة.
عانت ليبيا منذ العام 1551 الظلم وسفك الدماء على يد الولاة العثمانيين، قبل أن يسلمها الخليفة العثمانلي فريسة سهلة لمحتل جديد في القرن العشرين، فما إن قصف الأسطول الإيطالى ليبيا بدايات العام 1911، حتى لاذ العثمانيون بالفرار، لتقف القبائل الليبية بقيادة السنوسيين وحيدة، في وجه المحتل المدجج بأسلحة عصرية، فيما طعنهم الأتراك في الظهر بتوقيع الصلح في العام التالى مع روما، وبموجبه انسحبوا نهائيًا من كل المناطق الليبية، وتركوا أهلها لمصيرهم.

تسليم ليبيا للمحتل الإيطالي
البداية كانت مع محاولات متكررة للمحتل الإيطالي للسيطرة على إقليمي طرابلس وبرقة الذين كانت تحكمهما الدولة العثمانية، وكل هذه المحاولات لم تكلل بالنجاح إلا في ثلاثينيات القرن الماضي عندما سيطرت مملكة إيطاليا على المنطقة.
كان العام 1911 وتحديدًا في 3 أكتوبر حينما بدأ الغزو الإيطالي لليبيا بدعوى أن الإيطاليين جاؤا لتحرير الليبيين من الحكم العثماني، وعلى الرغم من ويلات الحكم العثمانلي إلا أن الليبيين رفضوا أن يكون خلاصهم من آل عثمان على يد قوى غازية أخرى؛ فبدأ الليبيون المقاومة العنيفة للغزو، إلا أن الغدر العثمانلي تجلى في تخلى العثمانيين عن الليبيين وتسليم تلك الدولة إلى المحتل الإيطالي.
في 15 أكتوبر 1912 وقع آل عثمان مع المحتل الإيطالي اتفاق تعترف بموجبها الآستانة بامتلاك إيطاليا لليبيا فيما عرفت بمعاهدة أوشي (من ضواحي لوزان)، وقد نصت على أنّه خلال (3) ثلاثة أيّـام يلتزم السّلطان التّركي بمنح الاستقلال الذّاتي لطرابلس وبرقة تمهيدًا لضمهم إلى المحتل الإيطالي.

فرمان الخزي
ترصد بعض الوثائق، بعض من مقتطفات الفرمان السلطاني، الصادر في 16 أكتوبر 1912، الموجه إلى أهالي طرابلس، والموقع باسم السلطان عبدالحميد الثاني جاء فيه:
"إن حكومتنا العالية عاجزة عن تأمين الحماية، إلا أنّها مهتمة بازدهاركم في الحاضر والمستقبل، ورغبة منها في تجنّب مواصلة الحرب التي تحمل الهلاك لكم ولأسركم والخطر على الدّولة، وحرصا منها على السّلام والرّفاهية في بلادكم، فإنّني أعطيكم الاستقلال الكامل والشّامل، وستحكم بلادكم وفقا لقوانين جديدة ومن طرف هيئة خاصّـة".
في أعقاب صدور ذلك الفرمان بيومٍ واحد، وتحديدًا في 17 أكتوبر 1912، وقع فيكتور عمانويل الثالث ملك إيطاليا منشورا إلى سكان طرابلس وبرقة بأن طرابلس وبرقة أصبحتا خاضعتين خضوعا مطلقا للسيادة الإيطالية".