بعد طوفان الأقصى.. توقعات الطوارئ والإغاثة الإنسانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا

في 7 أكتوبر 2023، حدث تصعيد في الأعمال العدائية في جميع أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية، ومع استمرار التصعيد واشتداد ضرواته من قبل جيش الاحتلال، فإن الوضع الإنساني العام في غزة ينزلق بسرعة إلى حالة من اليأس وفقًا لتقرير نشره موقع ريليف ويب المتخصص في الإغاثة الإنسانية، وأدت أعمال العنف إلى استشهاد أكثر من 18،523 شخصًا، وإصابة 41،316 شخصًا، في حين تضرر 2.23 مليون نسمة علاوة على تشريد ما يقدر بنحو 1.78 مليون شخص داخليًا. 
 

وأشار التقرير إلى أن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية والخدمات الأساسية، بما في ذلك المستشفيات، تؤدي إلى كارثة إنسانية ومنذ 11 أكتوبر، شهد قطاع غزة انقطاعا في الكهرباء، وأدى النقص الحالي في الوقود إلى إغلاق العديد من المستشفيات، مما أدى إلى الضغط على المرافق الطبية المتبقية، وأدى إلى زيادة في أعداد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم طبيا إلى البلدان المجاورة.

وتعد إمدادات الغذاء والماء غير موجودة عمليا في غزة، ولا يصل سوى جزء صغير مما هو مطلوب عبر الحدود مع مصر منذ بدأت الحرب ولا تزال المساعدات المقدمة إلى غزة غير كافية، في ظل وجود تحديات متعددة، بما في ذلك نقص الوقود لتلقي المساعدات على الجانب الغزاني، وانقطاع العديد من الاتصالات، والقيود الصارمة – يعد المرور الآمن ودون عوائق للجهات الفاعلة الإنسانية لجلب الدعم المنقذ للحياة إلى غزة أمرًا بالغ الأهمية.

وأدت الأعمال العدائية إلى نزوح داخلي واسع النطاق للسكان في غزة، حيث اضطر العديد من الأشخاص إلى البحث عن ملجأ في جنوب غزة بالقرب من الحدود المصرية. وباعتبارها المنظمة الوحيدة التي يمكنها الوصول إلى شمال سيناء، تقوم جمعية الهلال الأحمر المصري بتنسيق وإدارة جميع المساعدات الإنسانية الواردة إلى غزة. وبدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تقوم جمعية الهلال الأحمر المصري بإنشاء مراكز لوجستية في مواقع استراتيجية، بما في ذلك بالقرب من معبر رفح، لتقديم الدعم اللوجستي والإداري لاستقبال جميع الشحنات الدولية عبر مصر إلى: 
وزارة الصحة الفلسطينية
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة.

وتقدم جمعية الهلال الأحمر المصري أيضًا المساعدة الإنسانية للأشخاص الذين تم إجلاؤهم طبيًا ولمرافقيهم وقد أدى التصعيد الأخير في الأعمال العدائية إلى زيادة ملحوظة في التوترات 

أزمات لبنان وسوريا
على طول الحدود الجنوبية للبنان وأدى إلى تزايد الاحتياجات الإنسانية. منذ 9 أكتوبر، أدى التصعيد إلى تدمير البنية التحتية، وإصابة 92 شخصًا، وإصابة 387 شخصًا، ونزوح أكثر من 58،835 شخصًا من جنوب لبنان بسبب الأعمال العدائية المستمرة ويواصل الصليب الأحمر اللبناني جهوده في التأهب والدعم. للمتضررين في لبنان.

وتواجه سوريا بالفعل أكثر من 12 عامًا من الأزمة الممتدة، بما في ذلك الآثار الناجمة عن تغير المناخ وزلزال فبراير 2023 وتستنفد هذه الأحداث قدرات المجتمعات على التكيف ومنذ 22 أكتوبر، وتزايدت الأعمال العدائية في سوريا، خاصة في ريف دمشق وحلب وحمص، بما في ذلك المطارات المدنية. يواصل الهلال الأحمر العربي السوري جهود التأهب ليتمكن من زيادة دعمه للسكان المتضررين.

الضفة الغربية
في حين أن الوضع الأمني في الأردن لا يزال مستقرا نسبيا، فإن الوضع في الضفة الغربية يتدهور، ويصبح متقلبا على نحو متزايد. وهذا يشكل تحديات فيما يتعلق بالحصول على الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية. وبدأ الأردن أيضًا في استقبال الأشخاص الذين تم إجلاؤهم طبيًا من غزة للحصول على علاج طبي متخصص في مرافق الرعاية الصحية الأردنية. وعلى هذا النحو، تعمل جمعية الهلال الأحمر الأردني على تعزيز قدرتها على الاستعداد والاستعداد لتقديم الدعم للأشخاص المحتمل إجلاؤهم طبيًا وعائلاتهم من الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومع استمرار تطور الوضع في جميع أنحاء المنطقة، يواصل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر رفع مستوى الاستعداد والاستجابة في البلدان المجاورة بالتكامل مع استجابة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

مراجعة نداء الطوارئ
في 18 أكتوبر، أطلق الاتحاد الدولي نداء الطوارئ - لضمان التكامل مع عملية ونداء جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني - لدعم تنسيق وتوسيع نطاق استعداده للاستجابة في البلدان المجاورة بالإضافة إلى دعم توسيع نطاق المساعدة الإنسانية للأراضي الفلسطينية المحتلة.

في ضوء التصعيد المستمر وتفاقم الأزمة الإنسانية، تمت زيادة نداء الطوارئ على مستوى الاتحاد إلى طلب تمويل إجمالي قدره 100 مليون فرنك سويسري، بدلًا من 30 مليون فرنك سويسري، مع التركيز في المقام الأول على توسيع نطاق دعم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر للعملية اللوجستية في مصر، نظرا للدور الرئيسي الذي تلعبه في ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين في غزة  ومن المحتمل أن تلعب دورًا حاسمًا في برامج التعافي وإعادة التأهيل المستقبلية في غزة، رهنًا بتطور الوضع وبالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
واعتبارًا من 8 ديسمبر، استقبلت جمعية الهلال الأحمر المصري 251 طائرة من 35 دولة وأرسلت 2967 شاحنة و4 سفن تحمل ما مجموعه 45،201 طنًا من المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية والمستلزمات الطبية إلى غزة.

كما قامت هيئة الهلال الأحمر المصري بتوسيع مراكز عملياتها في مقرها الرئيسي وفرعيها في شمال سيناء والإسماعيلية، بالإضافة إلى إنشاء مركز عمليات يعمل على مدار 24 ساعة في العريش. وباعتبارها المنظمة الوحيدة القادرة على استقبال رحلات الشحن عبر مطار العريش العسكري، وباعتبارها المنظمة المحلية الوحيدة التي يمكنها الوصول إلى شمال سيناء، يقوم موظفو ومتطوعو الهلال الأحمر المصري المدربون بتقديم المساعدات الإنسانية والمساعدات وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية في مطار العريش العسكري ومعبر رفح الحدودي مع غزة.