الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

تقدر ثروته بـ1.59 مليار جنيه إسترليني.. حياة الملياردير المصري محمد الفايد من الفقر إلى الثراء

الرئيس نيوز

أفردت صحيفة “دايلي ميل” البريطانية مساحة لرحلة حياة مالك متجر هارودز السابق محمد الفايد الذي توفي بالمملكة المتحدة بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 94 عامًا.

كان محمد الفايد في المرتبة 1493 كأغنى شخص في العالم – وتقدر قيمة ثروته بنحو 1.59 مليار جنيه إسترليني وحصل على شهرة واسعة في أوروبا بامتلاك متجر هارودز الفاخر في لندن لبعض الوقت، خلال الفترة من 1985 إلى عام 2010، ولا يزال يمتلك فندق باريس ريتز الذي اشتراه عام 1979، وشق طريقه من بين براثن الفقر إلى قمة المجتمع منذ طفولة بعيدة كل البعد عن الرفاهية في الإسكندرية المتلألئة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

كان الفايد، وهو ابن مفتش عادي بالمدارس المصرية، رجلا مصريًا عاديًا ذا بدايات مهنية متواضعة وقام في بداية حياته ببيع المشروبات الغازية، قبل أن يحول اهتمامه إلى بيع ماكينات الخياطة سنجر، ولكن عندما بدأ في بناء ملف مهني في مجال العقارات والشحن والتشييد تحول حظه، وأسس ثروة عائلته أولًا في الشرق الأوسط ثم في أوروبا وهذا لا يعني أن الفايد وعائلته تم الترحيب بهم بأذرع مفتوحة عندما وصلوا في نهاية المطاف إلى المملكة المتحدة - حيث تم رفض منح رجل الأعمال الجنسية البريطانية مرتين.

وقال صهر رجل الأعمال إن صلاة جنازة الفايد أقيمت في مسجد لندن المركزي في ريجنتس بارك وكتب أشرف حيدر على فيسبوك باللغة العربية: “ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه واسع الجنة”.

وبطريقة مميزة للعديد من رجال الأعمال العصاميين، سعى الفايد إلى كسب التأييد والشهرة من خلال كرة القدم وكان شراؤه لنادي فولهام، الذي كان حينها ناديًا مقفرًا إلى حد ما، في عام 1997، بمثابة مفاجأة ولكن بعد أربع سنوات، وبعد استثمار أكثر من 60 مليون جنيه إسترليني، نجح في دفع النادي إلى دوري الدرجة الأولى.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدراما في حياة السيد الفايد امتدت إلى ما هو أبعد بكثير من انخفاض الأرباح بمتجره الشهير في أعقبا 11 سبتمبر 2001، وظلت سنواته الأخيرة يخيم عليها عداء مرير بين اثنين من أبنائه الخمسة.

تزوج رجل الأعمال مرتين - الأولى من سميرة خاشقجي في عام 1954، ومنا أنجب ابنه الأكبر دودي الفايد - ومرة أخرى من عارضة الأزياء الفنلندية وعارضة الأزياء السابقة هيني واتين في عام 1985 وأنجب من زوجته الثانية أربعة من الأبناء: عمر، كاميلا، ياسمين وكريم واندلع النزاع بين رائد الأعمال في مجال التكنولوجيا والفضاء عمر وكاميلا البالغة من العمر 38 عامًا، مع ظهور سلسلة من الدعاوى والادعاءات المضادة في المحكمة العليا.

وكان عمر الفايد قد طالب بتعويض قدره 100 ألف جنيه إسترليني عن الاعتداء الذي زعم أن كاميلا الفايد وزوجها رجل الأعمال السوري محمد إسريب دبروه، وهي مزاعم تنفيها شقيقته من جانبها، قالت كاميلا للمحكمة إن تصرفات شقيقها غير المسؤولة تشكل إحراجًا للعائلة، وهي ادعاءات ترفضها واعتبارًا من عام 2022، حث القاضي الأشقاء على حل المشكلة بالطرق الودية. 

ولد محمد عبد المنعم فايد عام 1929، وهو الابن الأكبر لمفتش مدارس غير طموح توفيت زوجته بعد ولادة طفلها الخامس وعندما كان طفلا، كان يتجول في شوارع الإسكندرية المتربة لبيع الكوكا كولا وماكينات الخياطة سنجر وجاء خلاصه عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، في عام 1952، عندما التقى بعدنان خاشقجي، الابن الأكبر لوزير الصحة السعودي.

وكان خاشقجي، الذي يصغر الفايد بثلاث سنوات لا يزال في المدرسة، يؤسس أول مشروع تجاري له قبل دخوله الجامعة في كاليفورنيا ووافق الفايد على أن يصبح ممثل خاشقجي في المملكة العربية السعودية لاستيراد الأثاث وبعد عامين، وبعد زواجه من سميرة، الشقيقة الصغرى لخاشقجي، تبنته العائلة الثرية وبدأ في طمس ماضيه الفقير.

ومن خلال شراء وكالة شحن مزدهرة، كان الفايد يأمل في الانضمام إلى أقطاب الشحن اليونانيين ولكن طموحاته أحبطتها قيود مالية ثم توجه إلى هايتي ليصبح داخل دائرة إدارة هيئة الموانئ في البلاد والبحث عن النفط وكانت جائزته الأولى هي جواز السفر الدبلوماسي الهايتي، مما سهل سفره الدولي ولكن بعد ستة أشهر فقط، تعثرت مغامرته مع عدم العثور على النفط والفشل في تحديث الميناء، فتوجه إلى لندن في عام 1964.

وارتفعت أسهمه عندما التقى مهدي التاجر، مستشار حاكم دبي، قبيل اكتشاف النفط وعرض التفاوض بشأن القروض المصرفية لتمويل بناء أول ميناء في دبي وبعد أن اشترى السيد الفايد فندق ريتز في باريس عام 1979، توجه إلى تمويل إنتاج عدد من الأفلام وفي محاولته الثانية، حالفه الحظ مع فيلم "عربات النار - Chariots of Fire الحائز على جائزة الأوسكار في 14 مارس 1985، اشترى هارودز ومجموعة هاوس أوف فريزر مقابل 584 مليون جنيه إسترليني وتزوج الفايد بسعادة غامرة من عارضة الأزياء الفنلندية هيني واثين، وفي البداية، لم يهتم سكان لندن بمن يملك متجر هارودز، ولم يتفاجأوا عندما رافق الفايد الملكة في معرض وندسور السنوي للخيول.