الأحد 05 مايو 2024 الموافق 26 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

القمة «العربية - الصينية» بالسعودية تغضب إيران والولايات المتحدة

القمة العربية الصينية
القمة العربية الصينية في السعودية

استدعت إيران السفير الصيني بعد أن أصدرت بكين بيانًا مشتركًا مع الدول العربية يتناول، من بين أمور أخرى، الجزر الإماراتية الثلاث المتنازع عليها.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينج قد زار المملكة العربية السعودية يوم الجمعة، حيث التقى بقادة دول مجلس التعاون الخليجي وأصدرا بيانا مشتركا تضمن عدة فقرات تناولت بشكل مباشر الشؤون الإيرانية وبرنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية.

وكانت القضية التي دفعت طهران إلى الاستدعاء النادر للسفير الصيني هي ملكية جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى - ثلاث جزر في مضيق هرمز تحكمها إيران منذ عام 1971 وتطالب بها الإمارات العربية المتحدة كجزء من أراضيها وأرسل شاه إيران آنذاك البحرية الملكية إلى الجزر الثلاث في عام 1971 بعد أن سحب البريطانيون قواتهم المسلحة من المناطق التي أصبحت اليوم الإمارات العربية المتحدة ومنذ ذلك الحين، تؤكد الإمارات على أن الجزر ملك لها، بدعم من دول عربية أخرى وترفض إيران هذا.

وبالتوقيع على البيان الذي دعا إلى "مفاوضات ثنائية وفق قواعد القانون الدولي، وحل هذه القضية وفق الشرعية الدولية"، قوضت الصين بشكل فعال موقف طهران بأنها لن تقبل أي محادثات بشأن الجزر، وعلى عكس لغتها الخاصة بالدول الغربية، لم تعلن وزارة الخارجية الإيرانية عن "استدعاء" السفير الصيني "للاحتجاج" أو "التنديد" بالخطوة، بل قالت إن السفير "قام بزيارة" وزارة الخارجية، تم خلالها تم التعبير عن "استياء شديد" من طهران.

كما قال وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، في تغريدة على تويتر، إن الجزر "أجزاء لا تنفصل عن أرض إيران الخالصة"، وإن طهران لن تتردد في دعم سلامة أراضيها، وتعرضت تغريدة الوزير الإيراني لانتقادات عبر الإنترنت لأنه لم يذكر اسم الصين، وأيضًا لأنه غرد بالفارسية فقط بينما كان قد غرد سابقًا بالفارسية والصينية لدعم وحدة أراضي الصين.

وقعت الصين وإيران اتفاقية تعاون مدتها 25 عامًا العام الماضي، والتي قال وزير الخارجية الإيراني في وقت سابق من هذا العام "إنها دخلت مرحلة التنفيذ"، لكن لم يتم الإعلان عن أي عقود كبيرة كجزء من الصفقة حتى الآن. 

وشدد البيان الصيني على ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، كما دعا طهران إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد أسابيع من زيادة إيران لتخصيب اليورانيوم استجابة لقرار قدمه الغرب في مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من جانبه، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي أن تقديم إيران إجابات للوكالة بشأن الجزيئات النووية من صنع الإنسان والتي تم العثور عليها في عدة مواقع لم يكن اختياريا، بل "التزام".

وشددت الصين ودول مجلس التعاون الخليجي على الحوار بشأن ما وصفته بـ "أنشطة إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار" و"دعم الجماعات الإرهابية والطائفية والمنظمات المسلحة غير الشرعية"، بالإضافة إلى انتشارها للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وأعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كناني في بيان عن "استغرابه" من إدراج البنود المتعلقة بإيران ودافع عن أنشطة إيران، ورد محمد جمشيدي، نائب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية مخاطبًا السلطات الصينية مباشرة في تغريدة كتبها بالفارسية فقط، مدعيًا أن إيران هي التي قاتلت الإرهابيين حتى يتحقق الاستقرار والأمن". 

وعلى الجبهة الأمريكية، سلطت صحيفة واشنطن الضوء على تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج باستيراد المزيد من النفط والغاز الطبيعي من دول الخليج العربية الغنية بالطاقة مع عدم التدخل في شؤونها، ويسعى على الأرجح إلى ترسيخ التأثير الصيني في المنطقة تزامنًا مع تضاؤل التأثير الأمريكي وانصراف اهتمام واشنطن عن المنطقة، كما حث شي الدول العربية على إجراء مبيعات الطاقة باليوان الصيني، مما يحتمل أن يفصل الدولار الأمريكي عن المعاملات في منطقة لا تزال فيها الولايات المتحدة تضع آلاف الجنود عبر شبكة من القواعد المحلية للتحوط ضد إيران.

قد يروق نهج عدم التدخل الصيني لقادة مثل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يقف على أهبة الاستعداد لحكم المملكة الغنية بالنفط لعقود قادمة، وخلال زيارة شي إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، رحب الأمير شخصيًا بالرئيس الصيني في اجتماع لمجلس التعاون الخليجي، وبعد ذلك في قمة أوسع لقادة الشرق الأوسط وقال شي: "بالوقوف على مفترق طرق التاريخ، يجب أن نجدد تقاليد الصداقة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي".

وتأتي زيارة شي في الوقت الذي تعتمد فيه الصين على دول الخليج العربية، وخاصة السعودية، في تدبير واردات النفط الخام بمليارات الدولارات لدعم اقتصاد بلاده في الوقت الذي تحاول فيه التخفيف ببطء من سياستها الصارمة لمكافحة فيروس كورونا وواجه شي احتجاجات في الداخل قبل وصوله مباشرة إلى الرياض، والتي تمثل التحدي الأكبر لحكمه بعد أن حصل على فترة ولاية ثالثة مدتها خمس سنوات كزعيم للحزب الشيوعي وقال الأمير محمد بن سلمان إن المملكة تعتقد أن مصادر الطاقة الهيدروكربونية ستبقى موردا مهما لتلبية احتياجات العالم خلال العقود المقبلة.

تم تداول خام برنت يوم الجمعة بالقرب من 76 دولارًا للبرميل - انخفاضًا من أعلى مستوياته عند 122 دولارًا في يونيو. يمكن أن تشهد الأسعار المرتفعة أحلام الأمير في مدينة نيوم المستقبلية بتكلفة 500 مليار دولار على البحر الأحمر لإصلاح الاقتصاد السعودي تتحقق ولكن ارتفاع التكاليف في الضخ قبل أشهر قد أبعد إدارة الرئيس جو بايدن عن الرياض - وهو أمر من المحتمل أن الأمير وضعه في الاعتبار خلال زيارة شي.

وأشاد شي بدول مجلس التعاون الخليجي - البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لأنها "سعت بنشاط إلى حلول سياسية للنقاط الساخنة الإقليمية" ودعت روادها إلى محطة الفضاء الصينية الجديدة تيانجونج.

كما قال شي أيضا إن الصين تخطط لبناء مركز تجريبي مشترك للأمن النووي بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، والذي سيدرب 300 فرد على السلامة والتكنولوجيا النووية وتمتلك الإمارات بالفعل محطة براكة للطاقة النووية، التي تم بناؤها مع كوريا الجنوبية بموجب اتفاق صارم على عدم تخصيب اليورانيوم - وهو طريق محتمل لإنتاج سلاح نووي.