الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

ريان من بطن الأرض إلى الريان.. القصة الكاملة

الرئيس نيوز



فرحة وأمل سرعان ما انقلبت إلى حزن ومأساة هزت العالم بأكمله، إثر صدور بيان للديوان الملكي المغربي يعلن فيه وفاة الطفل ريان أورام، بعد لحظات من انتشاله من البئر الذي ظل عالقاً فيها لمدة أيام في مدينة شفشاون شمالي المملكة.

فرغم الجهود التي بذلتها فرق الإنقاذ المغربية على مدار 5 أيام عصيبة، كانت الآمال معلقة على إخراج ريان من البئر وهو حي، إلا أن الأقدار شاءت أن يلبي ريان نداء السماء.


بداية القصة
بدأت القصة في صباح يوم الثلاثاء، عندما سقط الطفل ريان في بئر عميقة يبلغ عمقه نحو 32 متراً، في قرية أغران بإقليم شفشاون شمالي المغرب، وكانت هناك حاولات أولية لإخراج الطفل قام بها متطوعون، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل لضيق البئر.

وفي يوم الأربعاء، تدخلت السلطات المغربية في عملية الحفر، وجلبت وسائل تقنية ضخمة مثل جرافات واستعانت بكاميرات لرصد حالة الطفل العالق، وفي يوم الخميس أكدت عائلة ريان أن ابنها لا يزال على قيد الحياة، رغم مرور أكثر من 50 ساعة على بدء الحفر.

وفي نفس اليوم توقفت عملات الحفر والبحث إثر حدوث انهيار صخري، إلا أنها استؤنفت فيما بعد، وكثفت السلطات المغربية يوم الجمعة جهودها في عملية البحث، حيث بات رجال الإنقاذ على بعد أمتار قليلة من انتشال ريان.

حفريات معقدة
وتواصلت أشغال الحفر اليدوي يومي الجمعة والسبت لإنقاذ الطفل ريان، وكشف عضو لجنة تتبع إنقاذ الطفل عبد الهادي الثمراني، أن رجال الإنقاذ يواجهون صعوبات وعراقيل جمة بسبب صعوبة التضاريس وضيق المسافة، حيث يعمل المتخصصون في الإنقاذ على إزالة الصخور الراسبة وبقايا التراب.

وأوضح المسؤول الرسمي في تصريح لصحيفة هسبريس الإلكترونية، أن "الأشغال تتقدم لكن بكثير من الحذر لتفادي أي انهيار محتمل للأتربة"، مشيراً إلى أن عملية الحفر تتواصل بحضور مهندس وتقنيين طوبوغرافيين إلى غاية الوصول للطفل ريان، مبرزاً أن العمال نجحوا في حفر فجوة أفقية بين الحفرة والبئر لانتشال الطفل ريان.

وبدوره، قال المسؤول في عمالة شفشاون بأن "هناك أمل أن يخرج الطفل ريان على قيد الحياة"، مشدداً على أن تجهيز الفرق الطبية وسيارات إسعاف وطائرة هيلوكبتير كلها مؤشرات تدل على أن ريان مازال على قيد الحياة وأننا نسعى لإخراجه حياً".


البطل الصحراوي
وخلال اليومين الماضيين، برز اسم رجل مغربي يعرف بـ"عمي علي الصحراوي" في محاولة لإنقاذ الطفل ريان العالق في بئر منذ الثلاثاء الماضي.


ووفق وسائل إعلام محلية، شارك عمي علي الصحراوي في عملية الحفر الأفقي التي تكللت بنجاح دون أن يكترث للمخاطر المحدقة، كما حظي بإشادة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط إعجاب بحرصه على التنقل حتى شمال البلاد لأجل المساهمة في إنقاذ الطفل.

وقال معلقون إن "عمي علي الصحراوي لم يتخرج من جامعات ومعاهد كبرى، لكنه رجل ذو صيت كبير في تقنيات الحفر، وهذا الأمر شجع على الاستعانة به، من أجل إخراج ريان سالماً".

فرحة فحزن
وعلى مدار الأيام الماضية، حاول المنقذون إيصال المياه والطعام إلى الطفل، الذي بدا على قيد الحياة حتى الساعات الأخيرة، لكنه غير عاجز عن الحركة.

وكانت اللحظة الحرجة، مساء أمس السبت، حيث تمكنت فرق الإنقاذ وعلى رأسها طبيب متخصص في الإنعاش من إخراج ريان من البئر، ورغم انتعاش الآمال بهذا التطور، إلا أن السلطات أكدت في بيان رسمي وفاة الطفل قبل أن يصله المنقذون.

ولدى إخراج ريان من البئر، لم يصدر تعليق عن حالته الصحية، حتى أن العملية قوبلت في البدء بتهليل الجموع المحتشدة حول البئر، وأصدر الديوان الملكي تعزية باسم الملك محمد السادس لوالدي الطفل.

تعزية ومواساة
وعلى إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان أورام، أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس، اتصالاً هاتفياً مع والدي الفقيد خالد أورام، ووسيمة خرشيش، معرباً عن أحز تعازيه وأصدق مواساته لكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم.

وأكد العاهل المغربي بأنه كان يتابع عن كثب تطورات هذا الحادث المأساوي، حيث أصدر تعليماته السامية لكل السلطات المعنية، قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبذل أقصى الجهود لإنقاذ حياة الفقيد، كما عبر عن تقديره للجهود الدؤوبة التي بذلتها مختلف السلطات والقوات العمومية والفعاليات الجمعوية، والتضامن القوي والتعاطف الواسع الذي حظيت به أسرة الفقيد، من مختلف الفئات والأسر المغربية.

وبدوره، أعرب رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش، عبر حسابه الرسمي في موقع "فيس بوك، عن شعوره بالأسى والحزن لخبر وفاة الطفل ريان بعد أيام من المعاناة، والأمل في الوصول إليه حياً.

وقال "بهذه المناسبة الحزينة، أتقدم باسمي ونيابة عن جميع أعضاء الحكومة، بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى والدي الطفل ريان"، مضيفاً "أتوجه بالشكر للعاهل المغربي على الرعاية الخاصة التي أولاها لعملية إنقاذ الطفل ريان".

ولفت أخنوش إلى أن مختلف المصالح محلياً ووطنياً، بذلت مجهودات استثنائية وجبارة لإنقاذ الطفل ريان، موضحاً أن عمليات الحفر استمرت 5 أيام، وسخرت لها جميع الإمكانيات الضرورية، لكن مشيئة الله كانت أكبر من الجميع.

جنازة مهيبة
ذكرت مصادر إعلامية أن جثة الطفل ريان ترقد في المستشفى العسكري بالعاصمة المغربية الرباط، لتحديد سبب وفاة الطفل.

ومن المتوقع أن تبدأ اليوم الأحد، الاستعدادات في المغرب لتشييع جثمان الطفل ريان في جنازة شعبية مهيبة، في حين لم تصدر السلطات الرسمية أي تفاصيل عن موعد أو مكان إقامة الجنازة.


وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتفاعل على إعلان وفاة الطفل ريان، الذي سقط في بئر واستمرت محاولات انتشاله حتى تكللت بالنجاح، قبل إعلان وفاته بعد إنقاذه بوقت قصير.


كما أعربت الدول والمنظمات العالمية والأندية الرياضية، عن أشد حزنها على وقع وفاة الطفل ريان، وأكدت تضامنها ومواساتها لأسرة الفقيد.


ونشرت العديد من الحسابات تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي تنعي فيها الطفل ريان، وتدعو لذويه أن يلهمهم الصبر والسلوان، مشيرين إلى أنها حادثة أليمة أفجعت الأمة العربية كلها.