< بعد مهلة وإنذار الرياض.. هل تلعب مصر دور الوساطة لنزع فتيل الأزمة بين السعودية والإمارات؟
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

بعد مهلة وإنذار الرياض.. هل تلعب مصر دور الوساطة لنزع فتيل الأزمة بين السعودية والإمارات؟

الرئيس نيوز

يبدو أن الأمور في جنوب اليمن لا تتجه نحو الهدوء، فعلى الرغم من المهلة السعودية التي أعقبها تحذير بأن ما يجري خط أحمر يمس أمن المملكة، ولا يمكن السكوت عليه، قالت مصادر في المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الثلاثاء، إن ما تم في المكلا هو عدوان سعودي منفرد.

وأضافت المصادر في المجلس الانتقالي الجنوبي أنه بعد الهجوم السعودي على المكلا أصبح تحالف دعم الشرعية باليمن من الماضي.

كما نفى مصدر في مجلس القيادة الرئاسي، صدور قرار بالإجماع يطلب مغادرة القوات الإماراتية من اليمن. وأكد المصدر ذاته أن "القرارات في المجلس تصدر بالإجماع وخاصة في الأمور السيادية".

وجاء الإعلان بعدما أعلنت السعودية، الثلاثاء، أنها نفذت عملية عسكرية محدودة قالت إنها استهدفت أسلحة وعربات قتالية بميناء المكلا في محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن.

وفي السياق، قال الباحث في الشؤون العربية، محمد خيال، إنه "في أعقاب انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي على مجلس القيادة الرئاسي في اليمن والسيطرة على محافظتي المهرة وحضرموت التي تمثل أهمية خاصة تمس الأمن القومي السعودي بشكل مباشر حيث حدود مشتركة تمتد بطول ٨٠٠ كيلو متر.. كان التأكيد على أن السعودية لم تقف مكتوفة الأيدي وأنها ستنخرط بشكل أكثر حدة ووضوح حال فشلت جهود إثناء المجلس الجنوبي عن مخططاته وإعادة الوضع لما كان عليه قبل ٣ ديسمبر أي قبل إعلان المجلس عن ما اسماه عملية "المستقبل الواعد" الرامية لانفصال الجنوب".

وأضاف خيال في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: "قبل التدخل السعودي الأكثر وضوحا اليوم بقصف سفينتين إمارتيتين قادمتين من ميناء الفجيرة بالإمارات كانتا تحملان دعما عسكريا لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، قصف الطيران السعودي دون إعلان رسمي يوم الجمعة الماضي تجمعات لقوات النخبة التابعة المجلس في وادي حضرموت ووقتها تم الاكتفاء بالقول "طيران مجهول".

وتابع: "كانت هناك رسائل تحذيرية سعودية غير مباشرة تحذر الإمارات بالعبث في الملف اليمني وتحديدا قرب الحدود السعودية.. رسائل التحذير هذه كانت عبر ملف الصراع السوداني. ويمكن القول الآن إن بيان الخطوط الحمراء المصري في السودان والذي حذر من نفس السيناريو الهادف للتقسيم من خلال ممثل الإمارات في الصراع هناك مليشيا الدعم السريع.. كان هذا البيان وهذا التصعيد المصري المفاجئ بتنسيق مصري - سعودي كامل".

وأضاف: "مؤخرا أيضا يمكن القول إن هناك قرار من القوى العربية التاريخية أو الكبرى لمواجهة محاولات الخلخلة وتغيير الخرائط التي تدعمها الإمارات في عدد من الدول العربية ومنها ليبيا أيضا. وفي إطار المعلومات وبدون ذكر تفاصيل فإن مصر تحديدا كان لها تحرك خلال الأيام القليلة الماضية للحد من تحركات إماراتية في ليبيا وتحديدا شرق ليبيا.. وبعثت برسائل بعلم الوصول لأطرافها.. طبعا للتوضيح بس مصر ملهاش أي علاقة نهائي بموضوع محمد الحداد رئيس الأركان في قوات غرب ليبيا.. واللي في تقديري الشخصي أن هذا الموضوع لا يمكن فصله عن ما حدث من تطورات الأسبوع الماضي (تحركات الانفصالي الجنوبي في اليمن - الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال) وهي الأفعال المنسقة والمتفق عليها بين الإمارات وطرف آخر غير عربي في الإقليم".

وتابع الباحث محمد خيال: "أعتقد أن الأمر لن يقف عند حد وساطة هنا أو هناك لوقف التصعيد بين السعودية والإمارات على الأقل في اليمن.. الصراع بات واضحا على نفوذ وزعامة سواء فيما يتعلق بالقرار الخليجي او بالتأثير في الإقليم وتقديم كل طرف نفسه للشريك الأمريكي باعتباره صاحب التأثير الأكبر. السعودية باتت تدرك منذ فترة خطورة تحركات الإمارات وتعلم جيدا أنها صراع نفوذ أكثر منها مصالح اقتصادية.. في وقت يتطلع فيه الأمير محمد بن سلمان لفرض المملكة ونفسه كزعيم إقليمي".

وأكد خيال: "من يعادي الجميع يخسر كل شيء.. منذ سنوات قريبة مضت خرج عدد من المسئولين الإيرانيين  بينهم حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق وإسماعيل قاني قائد فيلق القدس الحالي حينما كان  نائبا بل والجنرال حسين سلامي قائد الحرس الثوري الراحل، في زهو وتباهي يتفاخرون بأنهم  يتحكمون أو يسيطرون على ٤ عواصم عربية فما كانت النتيجة؟!!"

واستكمل: "اليوم الإمارات تعيد ذلك دون إعلان.. تتحالف مع حفتر في ليبيا، والدعم السريع في السودان، وعيدروس الزبيدي في اليمن، وعرو في الصومال".

ويرجح مراقبون نشاط دبلوماسي مصري للوساطة قد يصل إلى شخص الرئيس عبدالفتاح السيسي، في إجراء مكالمات هاتفية أو زيارات سريعة، في محاولة للتهدئة وإعادة الأمور إلى ما كنت عليه.