من العزلة إلى الجدل.. ظهور بارون ترامب يكشف ارتباطات مع مؤثرين معادين للنساء
بعد أسابيع من الغياب عن الأنظار، ظهر بارون ترامب الابن الأصغر للرئيس دونالد ترامب في مناسبة عامة، ليكشف عن علاقاته المثيرة للجدل مع مؤثرين رقميين متهمين بالكراهية ضد النساء، وعلى رأسهم إخوة تيت.
كشف تقرير نيويورك تايمز مؤخرا أن بارون، البالغ من العمر 19 عاما، تربطه علاقة وثيقة بجيمس والر، المعروف باسم “الأخ الثالث” لشقيقي اندرو وتريستان تيت، والناشط في ما يعرف بمنظومة “مانوسفير” الرقمية التي تروج لمفاهيم ذكورية متطرفة ومسيئة للنساء، وفقا لموقع سنوبس دوت كوم.
وفي فيديو تم تداوله أثناء عشاء عيد الميلاد في منتجع مار-أ-لاجو، منزل ترامب الفخم في بالم بيتش، يمكن رؤية بارون وهو يتحدث مع الحضور ويجلس إلى جانب والده، مشاركا لحظات من الضحك مع أفراد العائلة، بما في ذلك شقيقه دون جونيور وابن الأخير دونالد جون ترامب الثالث، وفقا لتقرير صحيفة دايلي بيست الأمريكية.
وشوهد بارون، ترامب الابن، أيضا وهو يتابع والده أثناء دخوله ساحة النادي الخارجي في مار-أ-لاجو، في مشهد يوحي بتواجده المنتظم ضمن الدائرة المقربة من والده.
وقد التقطت هذه اللقطات من قبل مؤثرين دوليين مثل الروسية فاليريا سوكولوفا والمغربية عبلة صوفي، اللتان شاركتا الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي معلنتين حضورهما في المناسبة.
هذه المناسبات العامة تشير إلى أن بارون لم يبتعد كليا عن الأنشطة الاجتماعية والسياسية، رغم سمعته الأخيرة المرتبطة بالشبكات الرقمية المثيرة للجدل ويشير تقرير دايلي بيست إلى أن جيمس والر قدم لبارون نصائح شخصية حول العلاقات والمواعدة، بينما أجريت مكالمة عبر تطبيق زووم مع تيت نفسه أثناء زيارة بارون لمحل خياطة والر، فيما يزعم والر أن التهم الموجهة إلى إخوة تيت في رومانيا بخصوص الاتجار الجنسي والاغتصاب مجرد اتهامات مسيسة.
هذه التصريحات تعكس الدور الكبير الذي تلعبه الشبكات الرقمية المتطرفة في توجيه سلوكيات الشباب، حتى أولئك المنتمين إلى دوائر سياسية نافذة مثل عائلة ترامب.
بالإضافة إلى ذلك، تثير هذه الصلات التساؤلات حول الدور المحتمل لبارون في دفع والده نحو مؤثرين رقميين من شبكة المانوسفير، مثل اندرو تيت وجو روجان، حيث ظهر ترامب الأب في بودكاست جو روغان خلال حملته الرئاسية لعام 2024.
ويعتقد محللون سياسيون أن تفاعل بارون مع هذه الشبكات يعكس موجة جديدة من التأثير الرقمي والاجتماعي على صناع القرار السياسي في الولايات المتحدة، خصوصا بين جيل الشباب داخل العائلات السياسية الكبرى.
وتعد قضية اندرو وتريستان تيت مثار جدل كبير في الولايات المتحدة، إذ يواجهان تحقيقات في رومانيا والمملكة المتحدة، تشمل شكاوى جنائية ومدنية، كما اتهم اندرو سابقا بتدريس دورات عن “التعامل مع النساء” عبر منصته Hustlers University، وتم حظره من تويتر عام 2017 بعد تصريحات مثيرة للجدل عن مسؤولية النساء عن التعرض للاغتصاب.
هذه الخلفية تجعل أي ارتباط مباشر أو غير مباشر ببارون ترامب عرضة لانتقادات حادة من منظمات حقوق المرأة والنشطاء الاجتماعيين.
كما كشف التقرير أن البيت الأبيض تدخل مباشرة لمنع مصادرة أجهزة تيت عند وصوله مع شقيقه إلى فلوريدا، في خطوة وصفت بأنها دعم غير مباشر لمؤثر مثير للجدل داخل الدائرة السياسية الأمريكية.
وتضيف المصادر أن بارون سبق أن لعب دورا في توجيه والده نحو مؤثرين رقميين من يمين الانترنت مثل تيت وروجان، الأمر الذي قد يؤثر على مواقف ترامب السياسية والاجتماعية، خصوصا فيما يتعلق بخطاب الشباب وتوجهاتهم الفكرية.
وتجدر الإشارة إلى أن بارون، الذي أكمل السنة الأولى من دراسته في جامعة نيويورك في الحرم الرئيسي في مانهاتن، ويكمل حاليا دراسته في حرم الجامعة في واشنطن، ظهر نادرا في مناسبات عامة منذ بدء دراسته، مع متابعة مستمرة من والدته ميلانيا.
ولكن هذا الغياب الطويل عن الأنظار لم يمنع الصحافة ومراقبي الشبكات الاجتماعية من تتبع كل ظهور لترامب الابن، مما يسلط الضوء على تأثير الصلات الرقمية والاجتماعية على عائلة ترامب والأدوار التي قد يلعبها الابن الأصغر في رسم ملامح الصورة السياسية والاجتماعية للعائلة.