الرياض تسعى لكبح جماح المجلس الانتقالي الجنوبي وسط تصاعد التوترات في اليمن
تشهد الساحة اليمنية تطورات متسارعة مع إعلان المملكة العربية السعودية عن خطوات جديدة تهدف إلى احتواء تصعيد المجلس الانتقالي الجنوبي (STC) في محافظتي حضرموت والمهرة. ففي بيان رسمي، أكدت الرياض أنها ستعمل على حماية المدنيين في شرق اليمن، محذرة من أن أي تحركات عسكرية أحادية الجانب من شأنها تقويض جهود التهدئة وإشعال مزيد من التوتر بين الفصائل المناهضة للحوثيين، وفقا لصحيفة آراب ويكلي اللندنية.
وأوضح المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية أن التحالف لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي خطوات من شأنها تهديد الاستقرار، مشيرا إلى أن الرئيس اليمني رشاد العليمي طلب تدخلا عاجلا لحماية المدنيين من تداعيات التصعيد.
وفي هذا السياق، شدد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان على ضرورة أن يسلم المجلس الانتقالي مواقعه في حضرموت والمهرة إلى السلطات المحلية، داعيا إلى وحدة الصف وتغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الفئوية.
وكتب الأمير خالد بن سلمان في منشور عبر منصة "إكس" أن الوقت قد حان للمجلس الانتقالي كي يضع العقل والحكمة والمصلحة العامة في المقدمة، وأن يستجيب لجهود الوساطة السعودية-الإماراتية الرامية إلى إنهاء التصعيد. وأضاف أن قضية الجنوب بالغة الأهمية ولا يمكن حلها إلا عبر التوافق وبناء الثقة بين أبناء اليمن، مؤكدا أن استمرار الانقسام يهدد مستقبل البلاد ووحدتها.
وكانت السعودية قد أوضحت أنها تنسق بشكل وثيق مع الإمارات لاحتواء الأزمة ومنع تفكك الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والتي تخوض أصلا معارك شرسة ضد الحوثيين المدعومين من إيران في شمال البلاد.
الرياض أدانت تحركات المجلس الانتقالي الأخيرة ووصفتها بأنها أحادية الجانب، محذرة من أنها قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في منطقة استراتيجية نظرا لمساحتها الواسعة ومواردها النفطية وموقعها الجغرافي الحيوي المطل على بحر العرب.
ويعكس هذا التصعيد هشاشة الوضع اليمني وتعقيداته، حيث تتداخل الحسابات الإقليمية مع الانقسامات الداخلية، ما يجعل أي خطوة غير محسوبة قادرة على إشعال مواجهة جديدة. وبينما تؤكد السعودية أن هدفها هو الحفاظ على وحدة الصف ضد الحوثيين، يرى مراقبون أن استمرار الخلافات بين الفصائل المناهضة لهم قد يضعف الجبهة المشتركة ويمنح الحوثيين فرصة لتعزيز مواقعهم.
وتمثل الأزمة في حضرموت والمهرة اختبارا جديدا لقدرة التحالف العربي على ضبط إيقاع الفصائل المتحالفة معه، وضمان أن تبقى المعركة الأساسية موجهة ضد الحوثيين، لا أن تتحول إلى صراع داخلي يهدد وحدة اليمن ومستقبله.