تقييم عسكري: صواريخ كروز الأمريكية تخطئ أهدافها في نيجيريا
ذكرت مجلة ديفنس بلوج المتخصصة في شؤون الدفاع أن ما لا يقل عن ثلاثة صواريخ أمريكية من طراز توماهوك أخفقت في إصابة أهدافها خلال ضربة ضد مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في نيجيريا، حيث عثر على حطام ورؤوس حربية غير منفجرة قرب مناطق مدنية في ولاية كوارا.
وأكدت السلطات النيجيرية أن الضربات نفذت بالتعاون مع الولايات المتحدة، فيما أشار محللون إلى أن آليات الأمان في الصواريخ ربما منعت انفجارها بعد انحرافها عن مسارها المبرمج.
تفاصيل الحادثة
وأشار تقرير لمجلة Militarnyi، إلى أن عدة صواريخ أمريكية أخفقت في الوصول إلى أهدافها المحددة، واكتشف السكان المحليون بقايا ورؤوس حربية غير منفجرة صباح اليوم التالي للهجوم.
ونشر الباحث تريفور بول من مجموعة التحقيق الصحفي "بلنج كات" صورا تكشف أجزاء متطابقة مع صواريخ توماهوك، بما في ذلك مكونات رؤوس حربية سليمة.
وجاءت الضربة بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصفها بأنها "ضربة قوية وقاتلة" ضد أهداف للتنظيم. إلا أن تقارير محلية أوضحت أن الهجوم طال أيضًا منطقة أوفا في ولاية كوارا، ما أثار تساؤلات حول دقة الاستهداف وأداء الصواريخ.
وأكد تاج الدين العبي، المساعد السابق لحاكم ولاية كوارا في الشؤون الأمنية، وقوع الانفجارات لهيئة الإذاعة البريطانية، مشيرًا إلى أن السكان سمعوا ثلاثة انفجارات حوالي الساعة التاسعة مساءً يوم 25 ديسمبر.
وأضاف أن الصواريخ ألحقت أضرارًا بعدة مبانٍ دون تسجيل وفيات، وإن كان بعض الأشخاص قد أصيبوا. كما ذكر أن خمسة مبانٍ على الأقل دمرت في مواقع مختلفة، وأن أحد الفنادق الشهيرة في أوفا شهد سقوط جسم بدا وكأنه قنبلة.
وكانت وزارة الخارجية النيجيرية قد أكدت وقوع الضربات، مشيرة إلى أنها نفذت بالتعاون مع الولايات المتحدة، وأنها استهدفت مواقع إرهابية في نيجيريا إلى جانب غارات جوية في شمال غرب البلاد.
الجوانب التقنية
كشفت الصور الموثقة وجود رؤوس حربية من طراز WDU-36/B بوزن يقارب 310 كيلوجرامًا، إضافة إلى أجزاء من أجنحة الصواريخ.
وأوضحت المجلة أن وجود ذخائر غير منفجرة يشير إلى خلل تقني وليس إلى تدمير ذاتي متعمد.
ووفقًا للمجلة، فإن صواريخ توماهوك مزودة بآلية تمنع انفجار الرأس الحربي إذا انحرف الصاروخ عن مساره المبرمج، وذلك لتقليل الأضرار غير المقصودة، لكنها قد تترك ذخائر غير منفجرة على الأرض.
التقييم العسكري
تستخدم صواريخ توماهوك على نطاق واسع من قبل الجيش الأمريكي لتنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى، وتطلق عادةً من منصات بحرية.
وهي مصممة لتتبع مسارات مبرمجة مسبقًا وضرب أهداف ثابتة بدقة عالية. ومع أن حالات الإخفاق نادرة، إلا أنها ليست غير مسبوقة، خصوصًا في بيئات عملياتية معقدة.
وتعكس الضربة في نيجيريا استمرار واشنطن في استخدام الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى ضد فروع تنظيم داعش خارج الشرق الأوسط، لكنها في الوقت نفسه تبرز التحديات التقنية والعملياتية المرتبطة باستخدام هذه الأنظمة في بيئات غير مألوفة.