أول رد فعل من الاتحاد الأوروبي بعد اعتراف إسرائيل بـ«صوماليلاند»
دعا الاتحاد الأوروبي، أمس السبت، إلى احترام وحدة وسيادة الصومال بعد أن أصبحت إسرائيل أول دولة تعترف رسميًا بإقليم صوماليلاند كدولة مستقلة، وقوبلت الخطوة الإسرائيلية بإدانات واسعة من دول أفريقية وشرق أوسطية، إذ شدد جميع منتقدي القرار الإسرائيلي على أن حدود الصومال لا يمكن تغييرها بشكل أحادي، وفقًا لموقع ميديا لاين الأمريكي.
وأكد المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، أن الاتحاد "يجدد أهمية احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية"، مضيفًا أن ذلك "أساسي لتحقيق السلام والاستقرار في القرن الأفريقي"، وداعيًا إلى حوار جاد بين صوماليلاند والحكومة الفيدرالية لتسوية الخلافات المستمرة منذ عقود، وفقًا لموقع دويتش فيله الألماني.
رد فعل الصومال
وفي مقديشو، ردت الحكومة الصومالية بغضب على إعلان إسرائيل، ووصفت الخطوة بأنها اعتداء غير قانوني ومتعمد على سيادتها. الرئيس حسن شيخ محمود اتهم إسرائيل بانتهاك الأعراف الدولية، مؤكدًا أن صوماليلاند جزء لا يتجزأ من الصومال.
وأعلن المسؤولون أنهم سيتخذون إجراءات دبلوماسية وقانونية لمواجهة ما وصفوه بمحاولة "شرعنة الانفصال".
موجة رفض دولي
أدانت مصر وتركيا وجيبوتي ودول مجلس التعاون الخليجي الاعتراف الإسرائيلي، محذرة من أنه يهدد استقرار القرن الأفريقي وممر البحر الأحمر، كما بادر الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيجاد بتجديد موقفهما الرافض لأي تغيير أحادي في حدود الصومال، مؤكدين أن الحدود معترف بها دوليًا، أما نيجيريا وعدة دول أخرى بالشرق الأوسط، فقد دعت إلى الامتناع عن الاعتراف بالأقاليم الانفصالية.
وأصدرت منظمة التعاون الإسلامي وأكثر من 20 دولة بيانًا مشتركًا يحذر من "عواقب خطيرة" على الأمن الإقليمي والدولي، أما الولايات المتحدة، فقد أكدت استمرار اعترافها بوحدة أراضي الصومال، بما في ذلك إقليم صوماليلاند.
لماذا الآن؟
بررت تل أبيب خطوتها بأنها جزء من توسيع شبكة الشراكات المستوحاة من اتفاقات أبراهام، التي فتحت قنوات دبلوماسية واقتصادية مع دول عربية وإسلامية منذ 2020.
لكن رغم عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع هذا العام، لم تنضم أي دول عربية جديدة إلى الاتفاقات، بسبب تعقيدات الحرب في غزة.
في هذا السياق، تأمل صوماليلاند، التي تعمل كدولة بحكم الأمر الواقع منذ 1991 بوجود مؤسساتها وعملتها وقواتها الأمنية، أن يكسر الاعتراف الإسرائيلي عزلتها الدبلوماسية ويدفع دولًا أخرى إلى السير على خطى تل أبيب.
الدلالات السياسية والأمنية والدبلوماسية للموقف الدولي
سياسيًا، يرى الاتحاد الأوروبي والدول الإسلامية والأفريقية أن الاعتراف يهدد النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول.
وأمنيًا؛ تركز التحذيرات على أن الخطوة قد تشجع حركات انفصالية أخرى وتزيد من هشاشة القرن الأفريقي.
ودبلوماسيًا، تجد إسرائيل نفسها في مواجهة مباشرة مع الاتحاد الأفريقي ومع غالبية الدول العربية والإسلامية، بينما تسعى صوماليلاند إلى كسر عزلتها.