< هل ستُنفذ السعودية ضربات جوية على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي؟
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

هل ستُنفذ السعودية ضربات جوية على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي؟

الرئيس نيوز

بدا أن الأمور تتجه نحو صدام عنيف بين السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، الذي يسيطر على الجنوب اليمني حاليًا ويسعى إلى توسيع مناطق نفوذه بالسيطرة على محافظة حضرموت، إذ شدد تحالف دعم الشرعية في اليمن، السبت، على أن التحركات العسكرية المخالفة لجهود خفض التصعيد، سيتم التعامل معها بهدف حماية المدنيين، فيما دعا وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، إلى خفض التصعيد وسحب قواته من حضرموت والمهرة، استجابة للوساطة السعودية الإماراتية.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، اللواء الركن تركي المالكي، إنه "استجابة للطلب المُقدم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة (حضرموت)، نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلّحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي"، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس".

وأضاف: "واستمرارًا للجهود الدؤوبة والمشتركة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في خفض التصعيد، وخروج قوات الانتقالي وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها".

أوضح المالكي، أن "قوات التحالف تؤكد أن أي تحركات عسكرية تخالف هذه الجهود سيتم التعامل المباشر معها في حينه، بهدف حماية أرواح المدنيين وإنجاح الجهود السعودية الإماراتية".

كما أكد استمرار موقف قيادة القوات المشتركة للتحالف الداعم والثابت للحكومة اليمنية الشرعية، مشيرًا إلى أنها "تهيب بالجميع تحمل المسؤولية الوطنية وضبط النفس والاستجابة لجهود الحلول السلمية لحفظ الأمن والاستقرار".

من جانبه، دعا وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، السبت، المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، إلى الاستجابة لجهود الوساطة السعودية الإماراتية، لإنهاء التصعيد وسحب القوات من المعسكرات في حضرموت والمهرة، في جنوب اليمن.

وأكد الأمير خالد بن سلمان، حسبما ورد في بيان على منصة "إكس"، أن "العديد من المكونات والقيادات الجنوبية أدركت التحديات الكبرى التي تواجه اليمن في الوقت الراهن"، وحثّ على "عدم إعطاء فرصة للمتربصين لتحقيق أهدافهم في اليمن والمنطقة"، مشددًا على أن "القضية الجنوبية ينبغي أن  يتم حلها من خلال التوافق والوفاء بالالتزامات وبناء الثقة بين أبناء اليمن جميعًا لا من خلال المغامرة".

أضاف وزير الدفاع السعودي، أن "الأحداث المؤسفة منذ بداية ديسمبر 2025 في محافظتي حضرموت والمهرة أدّت إلى شق الصف في مواجهة العدو"، وأن "المملكة تؤكد أن القضية الجنوبية ستظل حاضرة في أي حل سياسي شامل ولن تُنسى أو تُهمش".

والجمعة، نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن مصدر حكومي قوله، إن العليمي طلب من التحالف، مساندة الجيش في "فرض التهدئة وحماية جهود الوساطة السعودية الإماراتية"، و"اتخاذ كافة التدابير العسكرية لحماية المدنيين في حضرموت".

وأضافت أن العليمي، حثّ قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على تغليب المصلحة العامة، والامتناع عن التصعيد غير المبرر في المحافظات الشرقية لليمن.

وأفادت الوكالة، بأن العليمي ترأس، الجمعة، اجتماعًا طارئًا لمجلس الدفاع الوطني لمناقشة الأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة، على ضوء "الإجراءات الأحادية والتصعيد العسكري من جانب المجلس الانتقالي الجنوبي".

وذكرت "سبأ"، أن "المجلس أقر عددًا من الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية المدنيين، والمركز القانوني للدولة، وفرض هيبتها على كافة المستويات السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والإدارية".

وأشارت إلى أن الاجتماع ناقش الأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة، على ضوء "الإجراءات الأحادية والتصعيد العسكري من جانب المجلس الانتقالي الجنوبي، وتداعياته الخطيرة على الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة".

ووفق "سبأ"، اطلع المجلس على تقارير بشأن المستجدات في المحافظات الشرقية، و"الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين" التي رافقت التحركات العسكرية للمجلس الانتقالي في محافظتي حضرموت والمهرة، وصولًا إلى هجمات الساعات الأخيرة في وادي نحب بمحافظة حضرموت في "مخالفة صريحة" لجهود الوساطة التي تقودها المملكة، ودولة الإمارات بهدف "خفض التصعيد، وإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها".

واعتبر المجلس، أن هذا التصعيد المستمر منذ مطلع الشهر الجاري، يعد "خرقًا صريحًا" لمرجعيات المرحلة الانتقالية بما في ذلك إعلان نقل السلطة، واتفاق الرياض، و"تمردًا على مؤسسات الدولة الشرعية، وتقويضًا لجهود الوساطة التي يقودها الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة"، وفق الوكالة اليمنية.

وأكد المجلس الدعم الكامل لجهود الوساطة التي تقودها السعودية، من أجل التهدئة وخفض التصعيد، وشروع المجلس الانتقالي في تنفيذ الترتيبات اللازمة لإعادة قواته إلى مواقعها السابقة خارج محافظتي حضرموت والمهرة، وتسليم المعسكرات فيها لقوات درع الوطن والسلطة المحلية، وفق إجراءات منظمة تحت إشراف قوات التحالف.

وأشاد المجلس بجهود قيادة السلطتين المحلية في محافظتي حضرموت والمهرة، و"مواقفهم المشرفة في إعلاء مصلحة المحافظتين، وأمنها واستقرارها".

وأعربت الولايات المتحدة، على لسان وزير الخارجية، ماركو روبيو، الجمعة، عن قلقها إزاء الأحداث الأخيرة في جنوب شرق اليمن، داعيًا إلى "ضبط النفس ومواصلة الجهود الدبلوماسية بهدف التوصل إلى حل دائم".

قال وزير الخارجية الأميركي إن بلاده تشعر بالقلق إزاء الأحداث الأخيرة في جنوب شرق اليمن، داعيًا إلى "مواصلة الجهود الدبلوماسية بهدف التوصل إلى حل دائم".

وأضاف روبيو على منصة "إكس"، أن واشنطن "ممتنة للقيادة الدبلوماسية لشركائنا: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "تظل داعمة لجميع الجهود الرامية إلى تعزيز مصالحنا الأمنية المشتركة".

والخميس، قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن التحركات العسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي (حضرموت، والمهرة) اليمنيتين، "تمت بشكل أحادي دون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع قيادة التحالف"، معتبرة أن ذلك "أدّى إلى التصعيد غير المبرر الذي أضر بمصالح الشعب اليمني بمختلف فئاته والقضية الجنوبية وجهود التحالف".

أضافت الوزارة في بيان، أن "المملكة آثرت طيلة الفترة الماضية التركيز على وحدة الصف، وبذل كافة الجهود للوصول إلى حلول سلمية لمعالجة الأوضاع في المحافظتين".

وأشارت إلى أن "المملكة عملت مع دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية لاحتواء الموقف، وجرى إرسال فريق عسكري مشترك من  السعودية والإمارات لوضع الترتيبات اللازمة مع المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، بما يكفل عودة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مواقعها السابقة خارج المحافظتين وتسليم المعسكرات فيها لقوات درع الوطن والسلطة المحلية وفق إجراءات منظمة تحت إشراف قوات التحالف".

وتابعت: "ولا زالت هذه الجهود متواصلة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، وما زالت المملكة تعوّل على تغليب المصلحة العامة بأن يبادر المجلس الانتقالي بإنهاء التصعيد وخروج قواته بسلاسة وبشكل عاجل من المحافظتين".