< خبير يحذر من «التهجير الصامت» بعيدًا عن أعين الكاميرات |فيديو
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

خبير يحذر من «التهجير الصامت» بعيدًا عن أعين الكاميرات |فيديو

التهجير الصامت
التهجير الصامت

أكد الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، أن المبعوث الأمريكي أبلغ الوسطاء وحركة حماس بالبدء في تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار خلال أسابيع، مع بداية العام المقبل، منوهًا إلى أن هذا الإعلان يمثل تطورًا مهمًا في مسار الأزمة، لكنه مرتبط بشكل أساسي بوجود إرادة أمريكية حقيقية تمارس ضغطًا مباشرًا على إسرائيل لضمان تنفيذ الاتفاق.

المرحلة الأولى والعقبات الإسرائيلية

وأوضح الدكتور أحمد سيد أحمد، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «اليوم» على فضائية DMC، أن تجربة المرحلة الأولى كشفت عن تعنت إسرائيلي واضح، مع استمرار خروقات الاتفاق مثل غلق المعابر، وعلى رأسها معبر رفح، ومنع دخول المساعدات، إضافة إلى الانتهاكات التي أدت إلى مقتل مئات الفلسطينيين وتدمير المنازل.

وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن المرحلة الثانية أكثر تعقيدًا، إذ تشمل ملفات حساسة مثل نزع سلاح الفصائل، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وتشكيل قوة استقرار دولية، وإدارة الحكم داخل القطاع، إلى جانب ملف إعادة الإعمار، مؤكدًا أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة لا تبشر بإنجاز هذه المرحلة بسهولة.

مؤشرات التحفظ الإسرائيلي

ولفت الخبير الدولي، إلى تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي بشأن «الخط الأصفر» الذي يُعتبر حدًا دائمًا لغزة، مؤكدًا أن هذا يعكس توجهًا لتقسيم القطاع واستمرار السيطرة الإسرائيلية على أجزاء واسعة منه، مشيرًا إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي التي أكدت عدم انسحاب القوات، وهو ما يتناقض مع جوهر اتفاق وقف إطلاق النار، ما يضع تحديات إضافية أمام نجاح المرحلة الثانية.

وحذر الدكتور أحمد سيد أحمد، من «التهجير الصامت»، الذي يتم بعيدًا عن أعين الكاميرات، من خلال منع المساعدات وتجويع الفلسطينيين وحرمانهم من مقومات الحياة لدفعهم للاختيار بين البقاء والموت البطيء أو الرحيل عن القطاع، أن ما يُسمى بـ«التهجير الطوعي» ليس سوى غطاء لجرائم حرب مكتملة الأركان، حيث أن حرمان السكان من الغذاء والماء والكهرباء يمثل جريمة صريحة ضد القانون الدولي الإنساني.

مصر في مواجهة المخطط

وأشار أحمد سيد، إلى أن مصر لعبت دورًا محوريًا في إفشال مخططات التهجير، سواء القسري أو الصامت، من خلال كشف هذه الجرائم أمام المجتمع الدولي، ووضع خطوط حمراء تمنع خروج الفلسطينيين جماعيًا عبر معبر رفح، إضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية، وتقديم خطة عملية لإعادة إعمار غزة مع بقاء السكان على أرضهم.

واختتم الدكتور أحمد سيد أحمد بالتأكيد على أن تكثيف دخول المساعدات، خصوصًا عبر جهود الهلال الأحمر المصري، يمثل عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على صمود الفلسطينيين وإفشال الرهان الإسرائيلي القائم على التجويع والدمار الشامل كوسيلة للتهجير، وأن الاستمرار في تقديم الدعم الإنساني وتفعيل الخطط الدولية يضمن الحفاظ على التوازن الإنساني والسياسي، ويمنع تحول الأزمة إلى كارثة أكبر في قطاع غزة.