< "عبث بالتاريخ".. ممشى الرؤساء بالبيت الأبيض يتحول إلى منصة دعائية على يد ترامب
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

"عبث بالتاريخ".. ممشى الرؤساء بالبيت الأبيض يتحول إلى منصة دعائية على يد ترامب

الرئيس نيوز

لم يكن ممشى الرؤساء في البيت الأبيض مجرد ممر للصور واللوحات، بل رمزا وطنيا يوثق تاريخ الولايات المتحدة عبر قادتها المتعاقبين. لكن الرئيس دونالد ترامب استطاع أن يحول هذا الفضاء إلى ساحة جدل سياسي، بعدما أضاف لوحات تعريفية جديدة حملت أحكاما قاسية على أسلافه، ولكن تلك الأحكام تروق الرئيس الذي أشاد بنفسه في صياغة أقرب إلى الدعاية منها إلى التوثيق.

وفقًا لموقع "رو ستوري"، فإن هذه الخطوة التي رآها أنصاره تصحيحًا للتاريخ، وصفها منتقدوه بأنها "عبث بالتاريخ" وتشويه لذاكرة وطنية يفترض أن تبقى محايدة عبر الزمان،  تجدر الإشارة إلى أن اللوحات التي أضيفت أسفل صور الرؤساء السابقين تضمنت عبارات غير مألوفة في مكان رسمي، مثل وصف عهد جو بايدن بأنه "الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة"، أو الإشارة إلى أن رونالد ريجان "أحب ترامب وترامب أحبه أيضًا".

وبالفعل، أثارت هذه الصياغات استغراب المؤرخين، الذين أكدوا أن ممشى الرؤساء يجب أن يقتصر على الحقائق التاريخية لا على تقييمات سياسية آنية من منظور شخص بعينه، حتى إذا كان ذلك الشخص هو الرئيس الأمريكي الحالي.

 

انتقادات من الإعلام والشخصيات العامة
وتجاوز الجدل الصحافة التقليدية ليصل إلى المنصات الإعلامية البديلة. ففي برنامجه، وصف المذيع الأمريكي جو روجن التغييرات التي أحدثها ترامب بممشى الرؤساء بأنها "أكثر الأمور جنونًا"، متسائلًا: "كيف يسمح له بكتابة ذلك؟ كيف تترك تلك اللوحات التي أضافها ترامب بالصياغات التي تروقه ليتعامل معها الجمهور بثقة وكأنها قطع متحفية؟".

 

وأضاف أن هذه اللوحات قد تترك للأبد، لتصبح جزءا من الرواية الرسمي، وكأنها جناح خاص بترامب داخل البيت الأبيض، أما الكوميديان توم سيجورا، فقد شارك روجن النقاش، مشيرا إلى أن ترامب لم يكتف باللوحات بل أجرى تغييرات أخرى مثل إزالة حديقة كينيدي الوردية، ما يعكس نزعة شخصية لإعادة تشكيل الرموز الوطنية بما يتماشى مع رؤيته الخاصة.

 

دلالات سياسية وثقافية
ورجحت "رو ستوري" أن ترامب يسعى لتثبيت روايته الخاصة في الذاكرة العامة، حتى لو تعارضت مع الحقائق، علاوة على تورطه الواضح في تسييس الرموز الوطنية، فبفضله أصبح ممشى الرؤساء، الذي كان رمزا للتكريم، مجرد منصة حزبية يستخدمها الجمهوريون لتصفية الحسابات، أما المخاطرة الحقيقية، فتكمن في أن الأجيال المقبلة من الممكن أن تقرأ التاريخ الأمريكي من منظور أحادي.

 

ردود الفعل الشعبية
بينما يرى أنصار ترامب أن هذه الخطوة تعكس شجاعته في مواجهة خصومه، يعتبرها آخرون دليلًا على أنه "يفقد السيطرة"، كما قال روجن: "يمكنك أن ترى أنه بدأ يفقد توازنه، وهذا يحدث مع التقدم في العمر"، أي أن هذا الانقسام يعكس عمق التشرذم وتباين الآراء والانتماءات الحزبية في المجتمع الأمريكي، حيث لم تعد الرموز التاريخية بمنأى عن الصراع السياسي المحتدم منذ ظهور ترامب على المشهد السياسي لأول مرة في انتخابات 2016.