< الرئيس الأمريكي يكشف النقاب عن سفن حربية أمريكية جديدة من فئة "ترامب"
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

الرئيس الأمريكي يكشف النقاب عن سفن حربية أمريكية جديدة من فئة "ترامب"

الرئيس نيوز

في خطوة لافتة تحمل أبعادا عسكرية وسياسية ورمزية، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لإطلاق فئة جديدة من السفن الحربية تحمل اسمه، في إطار مشروع تحديث الأسطول البحري الأمريكي. 

وجاء الإعلان خلال فعالية رسمية في مقر إقامته بمارالاجو بولاية فلوريدا، حيث وصف ترامب السفن الجديدة من فئة “ترامب” بأنها ستكون “الأكبر والأقوى في تاريخ الولايات المتحدة”، في محاولة واضحة لترك بصمة شخصية ومؤسسية على البحرية الأمريكية في مرحلة تشهد تصاعدا حادا في المنافسة البحرية مع الصين، وفقًا لدويتش فيله.

وبحسب التفاصيل التي كشفها الموقع الإخباري الألماني، فإن المشروع من المنتظر أن يبدأ ببناء سفينتين حربيتين من الفئة الجديدة، على أن يتوسع لاحقا ليشمل ما يصل إلى 25 قطعة بحرية ضمن ما أطلق عليه ترامب اسم “الأسطول الذهبي”. 

السفينة الأولى ستحمل اسم “USS Defiant”، ومن المخطط أن تكون رأس الحربة في هذا الجيل الجديد من القطع البحرية الثقيلة، مع توقعات بأن تدخل الخدمة خلال عامين ونصف تقريبا، إذا سارت الجداول الزمنية كما هو معلن.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، أن التصورات الأولية للسفن تشير إلى وحدات ضخمة يتراوح وزنها بين 30 و40 ألف طن، مع قابلية لتجهيزها بأسلحة متقدمة، تشمل صواريخ فرط صوتية، وربما قدرات ردع نووي، وفق تصريحات الرئيس نفسه. 

ورغم استخدام مصطلح “بوارج” في الخطاب السياسي، فإن خبراء عسكريين يشيرون إلى أن المفهوم أقرب إلى سفن قتالية ثقيلة متعددة المهام، تعكس رغبة الإدارة الأمريكية في الجمع بين الاستعراض الرمزي والقوة النارية المتقدمة.

ويرتبط الدافع الاستراتيجي الأبرز خلف المشروع بالقلق الأمريكي المتزايد من التوسع السريع للبحرية الصينية، التي باتت تعد الأكبر عالميا من حيث عدد القطع البحرية، إلى جانب تفوقها الواضح في قدرات بناء السفن. 

وقد شدد ترامب في كلمته على أن الولايات المتحدة "تخلت طويلا عن ريادتها في صناعة السفن"، متعهدا بإحياء هذا القطاع الحيوي عبر بناء السفن الجديدة محليا، وتوفير آلاف فرص العمل، في خطاب يربط الأمن القومي بالاقتصاد الصناعي الداخلي.

اللافت أن الإعلان يأتي في سياق عسكري وسياسي مشحون، إذ يتزامن مع تصعيد أمريكي في البحر الكاريبي، حيث تشارك القوات البحرية الأمريكية في عمليات اعتراض ومصادرة ناقلات نفط مرتبطة بفنزويلا، ضمن سياسة ضغط قصوى على حكومة نيكولاس مادورو. 

هذا التزامن يعزز الانطباع بأن “الأسطول الذهبي” ليس مجرد مشروع طويل الأمد، بل رسالة ردع موجهة إلى خصوم واشنطن الإقليميين والدوليين على حد سواء.

وفي الوقت نفسه، لا يخلو المشروع من تساؤلات وانتقادات داخل الأوساط الدفاعية الأمريكية. 

وتثير تجارب سابقة، مثل برنامج الفرقاطات من فئة “كونستليشن” الذي أُلغي بعد تأخيرات وتجاوزات مالية كبيرة، الشكوك حول قدرة وزارة الدفاع على تنفيذ مشاريع بحرية عملاقة ضمن الميزانيات والجداول المعلنة، بل وتطال الانتقادات الجدوى الدفاعية لتلك السفن الحربية وما إذا كانت ستخوض حربًا أم ستبقى ضمن حدود الردع الصامت.

كما طرحت تسمية فئة كاملة من السفن باسم رئيس حالي نقاشا سياسيا وأخلاقيا حول تسييس الرموز العسكرية، رغم أن البحرية الأمريكية تاريخيا لم تخلو من سفن تحمل أسماء قادة سياسيين بارزين.

وأضافت بي بي سي أن الإعلان عن “سفن ترامب” يعكس تداخلا واضحا بين الاستراتيجية العسكرية، والطموح الشخصي، والرسائل الجيوسياسية. فهو من جهة محاولة لإعادة الاعتبار للقوة البحرية الأمريكية في عالم يتجه نحو عسكرة البحار، ومن جهة أخرى تجسيد لرؤية ترامب التي تمزج بين القوة الصلبة والاستعراض الرمزي، في لحظة دولية تتسم بتنافس حاد على النفوذ البحري وممرات الطاقة والتجارة.