< مصر الرقمية تحقق إنجازات نوعية بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في 2025
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

مصر الرقمية تحقق إنجازات نوعية بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في 2025

الرئيس نيوز

شهد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر خلال العام 2025 إنجازات نوعية وتحولات جذرية، جعلته أحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.. فقد تجاوز دوره التقليدي كمقدم لخدمات الاتصالات والإنترنت، ليصبح ركيزة أساسية في بناء الدولة الرقمية وتعزيز تنافسية مصر على الساحة العالمية.

ويأتي هذا التحول نتيجة تنفيذ استراتيجية متكاملة تتبناها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تستهدف بناء "مصر الرقمية" كمجتمع رقمي متكامل، يعزز من مكانة الدولة على خريطة صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عالميًا.

وانعكست هذه الجهود بوضوح من خلال مشروعات متكاملة شملت: تطوير البنية التحتية الرقمية وحوكمة القطاع، ورقمنة الخدمات الحكومية وتوسيع نطاقها، وبناء القدرات الرقمية وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال، وتوطين صناعة الإلكترونيات، وتعزيز مكانة مصر كمركز عالمي لتقديم خدمات التعهيد والخدمات العابرة للحدود، وجذب الاستثمارات العالمية.

كما جرى تعزيز البيئة التشريعية عبر إطلاق قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وقانون حماية البيانات الشخصية، والميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول، وسياسة "الحوسبة السحابية أولًا"، وسياسة البيانات المفتوحة.

وأسفرت هذه الجهود عن تحقيق إنجازات بارزة تعكس حجم التطور الذي شهده القطاع؛ حيث تقدمت مصر 47 مركزًا في تصنيف مؤشر نضج الحكومة الرقمية لعام 2025 الصادر عن البنك الدولي، وعززت مكانتها ضمن مجموعة الدول الرائدة في الحكومة الرقمية بالفئة (A)، وهي أعلى فئة في المؤشر، لتصل إلى المركز 22 عالميًا بنسبة نضج بلغت 0.911 نقطة من 1، مقارنة بالمركز 69 بنسبة نضج 0.751 نقطة في التقرير السابق الصادر عام 2022.

وحققت مصر قفزة على مستوى جميع المحاور الرئيسية للمؤشر مقارنة بتقرير عام 2022؛ إذ ارتفعت نسبة النضج بمحور دعم النظم الحكومية الأساسية (الميكنة) إلى 0.916 نقطة، مقارنة بـ 0.783 نقطة. 

وارتفع تقييم محور تقديم الخدمات الحكومية الرقمية إلى 0.962 نقطة، مقابل 0.795 نقطة. 

كما زادت نسبة نضج محور المشاركة والتواصل الرقمي مع المواطنين إلى 0.896 نقطة، مقارنة بـ 0.626 نقطة.. كذلك سجل محور ممكنات الحكومة الرقمية ارتفاعًا ليصل إلى 0.869 نقطة، مقارنة بـ 0.802 نقطة.

وكانت مصر قد حققت قفزة في مؤشر نضج الحكومة الرقمية خلال السنوات الخمس الماضية؛ حيث انتقلت من فئة الدول ذات الأداء المرتفع (B) بنسبة نضج بلغت 0.649 عام 2020، إلى الفئة الأعلى (A) بنسبة 0.751 عام 2022، لتعزز مكانتها هذا العام في الفئة (A) مع تحقيق تقدم في نسبة النضج بمعدل 21.3%، بما يضع مصر في مصاف الدول الرائدة عالميًا في مجال نضج الحكومة الرقمية.

مؤشرات أداء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

وشهدت مؤشرات الأداء تطورًا مستمرًا على مدار 7 أعوام، وحافظ القطاع على مكانته كأعلى قطاعات الدولة نموًا، محققًا معدلات نمو تتراوح بين 14% إلى 16%. كما زادت نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 3.2% إلى 6% خلال 2025.

وجرى ضخ استثمارات بقيمة 6 مليارات دولار منذ 2019 لرفع كفاءة شبكة الإنترنت الثابت والمحمول، شملت 2.7 مليار دولار لتحسين خدمات المحمول، إلى جانب 3.3 مليار دولار لرفع كفاءة الإنترنت الثابت. وقد أسهم ذلك في زيادة متوسط سرعته بنحو 16 ضعفًا ليصل إلى 91.3 ميجابت/ثانية، لتتصدر مصر ترتيب متوسط سرعة الإنترنت الثابت مقارنة بالمركز الأربعين في 2018.

وتتضمن المرحلة الثانية من المشروع التوسع في نشر شبكة الألياف الضوئية على مستوى الجمهورية، وربط قرى "حياة كريمة" البالغ عددها نحو 4500 قرية بكابلات الألياف الضوئية.

كما تم إطلاق خدمات الجيل الخامس، وخدمة Wi-Fi Calling، وخدمات إنترنت الأشياء للسيارات (IoT)، فضلًا عن تطبيق منظومة لحوكمة المكالمات التسويقية عبر الهاتف. 

يذكر أن مصر يمر عبرها أكثر من 90% من حركة البيانات بين آسيا وأوروبا، من خلال 21 كابلًا دوليًا، من بينها 6 كابلات جار إنشاؤها.

كما ارتفعت الصادرات الرقمية بنسبة 124% لتصل إلى 7.4 مليار دولار مقارنة بـ 3.3 مليار دولار في 2018. 

ونمت صادرات التعهيد خلال 3 سنوات من 2.4 مليار دولار في 2022 إلى 4.8 مليار دولار في 2025، وازداد عدد الشركات العاملة بهذه الصناعة في مصر من 90 شركة إلى 240 شركة لديها أكثر من 270 مركزًا لتقديم خدمات التعهيد.

الذكاء الاصطناعي

وجرى تدشين الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في 2019، والتي أسهم تنفيذ محاورها في تقدم ترتيب مصر 46 مركزًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي. وتم إطلاق الإصدار الثاني من الاستراتيجية في مطلع 2025، وتتضمن 6 محاور وهي: البيانات، والمهارات، والنظام البيئي، والبنية التحتية، والتطبيقات، والحوكمة.

ويعمل القطاع على بناء منظومات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة الخدمات. وكان وضوح الرؤية سمة رئيسية في النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي من خلال وضع مستهدفات محددة خلال السنوات الخمس المقبلة (2025-2030)، والتي من أبرزها أن تصل نسبة مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي لمصر إلى 7.7%.

ومن أبرز الإنجازات التطبيقية: إطلاق منظومة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وأخرى لتحويل النص المنطوق إلى نص مكتوب في جلسات المحاكم.

ونجحت مصر في مساعيها لاستضافة النسخة الأولى من قمة ومعرض "AI Everything الشرق الأوسط وأفريقيا"، الذي يُعد أبرز تجمع تقني عالمي في المنطقة وأكبر حدث للذكاء الاصطناعي فيها، والمقرر انعقاده في مركز مصر للمعارض الدولية يومي 11 و12 فبراير 2026، بتنظيم مجموعة GITEX GLOBAL، وبشراكة استراتيجية مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا".

وسيشارك فيه صناع القرار وكبرى الشركات العالمية والشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والجهات والخبراء والمتخصصين والمستثمرين من أكثر من 60 دولة حول العالم.

وجرى إطلاق تقرير تقييم الجاهزية الوطنية للذكاء الاصطناعي بمركز إبداع مصر الرقمية بالجيزة، حيث تم إعداد التقرير بتنسيق وثيق بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمكتب الإقليمي لليونسكو في مصر والسودان، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.

واعتمد المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي "سياسة البيانات المفتوحة لجمهورية مصر العربية"، التي تم إعدادها وصياغتها من قبل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لتدخل بذلك حيز التنفيذ اعتبارًا من أغسطس 2025 كمرحلة انتقالية حتى صدور قانون حوكمة البيانات ولائحته التنفيذية.
كما تم التصديق على إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين (AI CFT) الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة؛ لإعداد المعلمين وتطويرهم ودعم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم.

خدمات التعهيد

وجرى توقيع اتفاقيات مع 55 شركة عالمية ومحلية للتوسع في استثماراتها في مصر في مجال صناعة التعهيد، بما يوفر نحو 75 ألف فرصة عمل جديدة خلال الثلاث سنوات المقبلة. فيما سبق توقيع اتفاقيات مع 29 شركة في 2022 للتوسع في مراكز تعهيد قائمة أو إنشاء مراكز جديدة في مصر، وهدفت إلى توفير 34 ألف فرصة عمل خلال 3 سنوات؛ وارتفع هذا العدد إلى 60 ألف فرصة عمل جديدة تم تنفيذها حتى نهاية عام 2024.

وأصبحت مصر ضمن أكبر 3 مراكز في جاذبية التعهيد عالميًا، نظرًا للطلب على الكفاءات الرقمية البشرية فيها.

توطين صناعة الإلكترونيات

تقوم حاليًا 15 علامة تجارية بتصنيع الهواتف المحمولة في مصر، بنسبة قيمة مضافة محلية تبلغ نحو 40%، وارتفعت الطاقة الإنتاجية من 3.3 مليون وحدة خلال عام 2024 إلى 10 مليون وحدة خلال 2025.

التحول الرقمي

تطورت منصة "خدمات مصر الرقمية"، حيث تقدم حاليًا 210 خدمات حكومية، وبلغ عدد مستخدمي المنصة أكثر من 10 ملايين مستخدم. وارتفع عدد المعاملات المنفذة عبر المنصة بنسبة 300% خلال عام 2025، ليصل إلى 23.8 مليون معاملة، مقارنة بـ 7.8 مليون معاملة في عام 2024. فضلًا عن إطلاق خدمة الاستعلام الائتماني للأفراد عبر المنصة بالتعاون مع شركة iscore.

وزادت حزم الخدمات المقدمة عبر المنصة بنسبة 64% لتصل إلى 23 حزمة، كما تم إطلاق 16 تطبيقًا للموبايل على نظامي التشغيل iOS وAndroid بنسبة زيادة 400%.

التطوير المؤسسي

وجرى توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الاتصالات والنيابة العامة لتنفيذ 10 مشروعات لتطوير وتحديث منظومة التحول الرقمي بالنيابة العامة، لتقديم الخدمات لجمهور المواطنين بشكل رقمي.

كما جرى توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات والهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية للتعاون في تنفيذ التطوير المؤسسي الرقمي، وإطلاق منصة ذكية متكاملة لإنترنت الأشياء (IoT) لتوحيد أنظمة تشغيل المتحف المصري الكبير بالتعاون مع شركة فودافون مصر.

وجرى أيضًا تدشين عدد من المشروعات الرقمية الخاصة بوزارة العدل، شملت: البوابة الرقمية الجديدة لوزارة العدل، خدمة الاستعلام عن بيانات المأذونين والموثقين، خدمة الاستعلام عن التصديق على المحررات الرسمية، الخريطة التفاعلية لمواقع العدالة المصرية، خدمة ترجمة المستندات الرسمية عن بُعد، خدمة تقديم الجهات الإدارية لطلبات الضبطية القضائية، تطبيق الرعاية الصحية للموظفين، التطبيق الجديد لوزارة العدل، تطبيق رقمنة التفتيش القضائي والسجل الرقمي للقضاة، مشروع رقمنة لجان التوفيق في المنازعات (الجزء الأول)، الموسوعة القانونية الجديدة لوزارة العدل.

وتم افتتاح مقر مركز مراقبة الطيف الترددي التابع للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بمحافظة الجيزة؛ لتعزيز كفاءة إدارة الموارد الوطنية ودعم تطوير البنية التحتية لقطاع الاتصالات.

المبادرات والمسابقات القومية

انطلقت النسخة الأولى لمسابقة "ديجيتوبيا" (DIGITOPIA)، أكبر مسابقة معلوماتية في مصر، في أغسطس الماضي، وشارك فيها أكثر من 25 ألف مبتكر كونوا أكثر من 6500 فريق من مختلف محافظات الجمهورية.

توقيع بروتوكول تعاون بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، وشركة دى إكس سى تكنولوجى (DXC) العالمية، لإطلاق برنامج ITIDA-DXC Dandelion في مصر؛ لتأهيل ذوي الاضطرابات العصبية المتنوعة (Neurodiverse) من طلاب السنة الدراسية الأخيرة والخريجين.

فوز الفرق المصرية في مسابقة المنتدى الأفروآسيوي للابتكار والتكنولوجيا (AAFFIAT)، التي استضافتها العاصمة الماليزية كوالالمبور، بحصولها على 68 جائزة في المراكز الثلاثة الأولى، من بينها 19 جائزة مركز أول.

الإبداع الرقمي وريادة الأعمال

يوجد حاليًا 26 مركزًا من مراكز إبداع مصر الرقمية منتشرة في مختلف محافظات الجمهورية، ومن المقرر افتتاح مركز إبداع مصر الرقمية "كريتيفا" بالأقصر قريبًا.

وأسفرت هذه الجهود عن تقدم مصر لتصدر قائمة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في جذب الاستثمارات للشركات الناشئة خلال مايو 2025، بإجمالي صفقات بلغ 125 مليون دولار لصالح 8 شركات تكنولوجية ناشئة.

وتضاعف عدد المتدربين سنويًا في التخصصات التكنولوجية 200 مرة خلال 7 سنوات؛ ليرتفع من 4 آلاف متدرب في العام المالي 2018/2019 إلى 500 ألف متدرب خلال العام 2024-2025، مع مستهدف تدريب 800 ألف متدرب في العام المالي 2025-2026. وتم زيادة ميزانية التدريب لأكثر من 60 ضعفًا لتصل إلى 2 مليار جنيه في 2024/2025.

تخريج 102 متدربة أتممن برنامج "ديجيتلز مصر" بنجاح عبر 4 دفعات متتالية، ضمن مبادرة رائدة لتمكين السيدات المصريات بالمهارات الرقمية.

تخريج أول دفعة من كليات علوم الحاسب والمعلومات، وتكنولوجيا الأعمال، والفنون الرقمية والتصميم بجامعة مصر المعلوماتية، ومنح خريجو كلية علوم الحاسب والمعلومات شهادة تخرج مزدوجة مع جامعة مينيسوتا توين سيتيز (UMN) الأمريكية المصنفة 36 عالميًا في علوم الحاسب.

بدأت مدارس we للتكنولوجيا التطبيقية بمدرسة واحدة في 2021، وتوسعت حتى وصل عددها إلى 27 مدرسة منتشرة في كافة المحافظات.

البنية التحتية المعلوماتية

نجاح إنزال نظام الكابل البحري عالي السعة "كورال بريدج"، وهو أول كابل بحري مباشر يربط بين مصر والأردن منذ أكثر من 25 عامًا. ويبلغ طول الكابل 15 كم، مما يسهم في تعزيز سرعة نقل البيانات الدولية وتخفيض تكاليفها، ويوفر ربطًا سلسًا عبر القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا.

اكتمال البنية التحتية الرئيسية للكابل البحري العملاق "2Africa"، الذي يضع معيارًا جديدًا للربط البحري عالميًا.

البريد المصري

شهد البريد المصري نقلة نوعية من خلال خطة شاملة للتطوير تضمنت:
زيادة عدد المنافذ إلى أكثر من 4700 منفذ، منها مكاتب متنقلة وأكشاك بريدية ومكتب "Drive Thru".
تحديث أكثر من 4000 مكتب بأحدث الحلول التكنولوجية.
إطلاق خدمات رقمية متطورة مثل خدمة "بريدي" للبريد الإلكتروني المؤمن، و"وصلها إكسبريس" للشحن الذكي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إطلاق تطبيق "فلوسي" كأول منصة رقمية متكاملة في مصر للاستثمار في صناديق الاستثمار.