< لماذا تصر واشنطن على نزع سلاح حماس قبل إعادة إعمار غزة؟
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

لماذا تصر واشنطن على نزع سلاح حماس قبل إعادة إعمار غزة؟

الرئيس نيوز

جدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تأكيده أن نزع سلاح حركة حماس يمثل شرطا أساسيا لأي تسوية مستقبلية في قطاع غزة، معتبرا أن بقاء الحركة مسلحة سيجعل أي اتفاق سياسي عرضة للانهيار. 

وخلال مؤتمر صحفي في واشنطن، وصف روبيو الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في أكتوبر، مترافقة مع إطلاق سراح رهائن، بأنها خطوة غير متوقعة في مسار بالغ التعقيد، لكنه حذر من أن التحديات اليومية المستمرة قد تقوض استقرارها وقد يترتب عليها عودة الأوضاع إلى نقطة الصفر، وفقا لصحيفة آراب ويكلي اللندنية.

الرؤية الأمريكية للمرحلة التالية
وفقًا لروبيو، تقوم المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية على مجموعة من الإجراءات المتوازية، تشمل انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وتشكيل سلطة فلسطينية انتقالية من التكنوقراط لإدارة الشؤون المدنية، إلى جانب نشر قوة دولية متعددة الجنسيات لضمان الاستقرار. غير أن الوزير الأمريكي شدد على أن نجاح هذه الترتيبات يبقى مرهونا بنزع سلاح حماس بشكل كامل، مؤكدًا أن أي قدرة للحركة على تهديد إسرائيل مستقبلًا ستجعل السلام غير قابل للاستمرار.

وأوضح روبيو أن واشنطن تعمل مع شركائها على إنشاء مجلس دولي للسلام وهيئة فلسطينية تكنوقراطية، تمهيدا لمرحلة إعادة البناء والإدارة. وأشار إلى تحقيق تقدم في تحديد أسماء فلسطينية للمشاركة في هذه الهيئة، مع الإقرار بأن الجدول الزمني لا يزال غير محسوم بسبب تعقيدات المشهد السياسي والأمني.

موقف حماس ورفض الطرح

في المقابل، قوبل الموقف الأمريكي برفض واضح من جانب حركة حماس. فقد أكد خالد الحية، رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة، أن امتلاك السلاح يُعد حقًا مشروعًا في إطار ما تصفه الحركة بالمقاومة. 

كما شدد القيادي باسم نعيم على أن أي مفاوضات جادة ينبغي أن تركز أولا على وقف الانتهاكات الإسرائيلية للهدنة، والالتزام بالاتفاقات السابقة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق.

تفاعلات إقليمية ودولية

وإقليميا، شاركت مصر وقطر وتركيا في محادثات جرت في ميامي مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، في محاولة لدفع المرحلة الثانية من الخطة قدمًا. وفي هذا السياق، دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط فعلي لوقف الانتهاكات اليومية للهدنة، معتبرا أن استقرار أي اتفاق يتطلب التزامًا متبادلًا من جميع الأطراف.

ومن جانبها، أصرت إسرائيل على أن نزع سلاح حماس شرط غير قابل للتفاوض، ورفضت مقترحات تتعلق بتجميد استخدام السلاح دون مصادرته. كما أبدت تحفظات على مشاركة تركيا في أي قوة دولية محتملة، بسبب علاقاتها الوثيقة مع الحركة. 

وفي الوقت نفسه، أشارت تقارير غربية إلى أن دولا مثل باكستان تدرس المساهمة بقوات، فيما أعلنت إندونيسيا استعدادها لإرسال نحو 20 ألف جندي لحفظ السلام، عقب موافقة مجلس الأمن في نوفمبر على نشر قوة دولية.

المشهد الميداني الهش
 وعلى الأرض، لا تزال الأوضاع الأمنية هشة رغم الهدنة. فقد أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل خمسة أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف مأوى للنازحين، ليرتفع عدد الضحايا منذ بدء وقف إطلاق النار إلى أكثر من 400 شهيدا. في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ثلاثة من جنوده خلال الفترة نفسها، متهمًا حماس بخرق الاتفاق.