< بعد 40 عامًا.. بطولة أمم أفريقيا 2025 تنطلق من المغرب في أعقاب احتجاجات جيل زد
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

بعد 40 عامًا.. بطولة أمم أفريقيا 2025 تنطلق من المغرب في أعقاب احتجاجات جيل زد

كأس أمم أفريقيا
كأس أمم أفريقيا

استغرق الأمر ما يقارب 40 عامًا حتى عادت أعرق بطولة كروية في القارة السمراء إلى المغرب، الذي سيواجه منتخب جزر القمر في مباراته الافتتاحية اليوم الأحد الموافق 21 ديسمبر، على ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط. 

ويقود المنتخب المغربي نجمه وقائده أشرف حكيمي، الذي قد يعود للمشاركة في المباراة الافتتاحية بعد إصابة في الكاحل.

 ويحتل المغرب المرتبة الأولى بين المنتخبات الأفريقية في تصنيف الفيفا (المركز 11 عالميًا)، وكان قد بلغ نصف نهائي كأس العالم 2022، ويأمل الآن في خلافة بطل نسخة 2024، ساحل العاج، برفع الكأس في النهائي المقرر يوم 18 يناير 2026.

ولكن هذه البطولة تحديدًا، وفقًا لصحيفة لوموند الفرنسية، جاءت على هامش واقع سياسي واجتماعي مشحون، فقبل أسابيع قليلة فقط، خرج آلاف الشباب المغاربة، معظمهم من جيل "زد"، إلى الشوارع في مدن كبرى مثل الدار البيضاء والرباط، مطالبين بإصلاحات جذرية في قطاعي التعليم والصحة، وشملت مطالبهم كذلك توسيع فرص الوصول إلى سوق العمل، وتحقيق العدالة الاجتماعية. 

هذه الاحتجاجات وضعت الحكومة تحت ضغط داخلي، وجعلت تنظيم البطولة محاطًا بتساؤلات حول قدرة الدولة على الاستجابة لمطالب جيل جديد يرفض التسويات التقليدية.

واشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن هذه المظاهرات، التي اندلعت في أكتوبر 2025، جاءت لتؤكد أن كرة القدم، رغم شعبيتها الجارفة، لم تعد قادرة وحدها على تهدئة الغضب الاجتماعي. فجيل الشباب يرى أن نجاح المنتخب الوطني أو استضافة بطولة قارية لا يعوض غياب إصلاحات ملموسة في حياتهم اليومية. 

ومن هنا، فإن كأس الأمم الأفريقية 2025 تُعقد تحت المجهر، ليس فقط من جانب عشاق الرياضة، بل أيضًا من جانب مراقبين سياسيين واجتماعيين يتابعون كيف ستوازن السلطات بين الاحتفالية الرياضية والضغوط الشعبية.

يعود المغرب، الذي انسحب من تنظيم نسخة 2015 بسبب مخاوف من انتشار وباء إيبولا، اليوم ليضع نفسه في قلب المشهد القاري، مستفيدًا من مكانته كأحد أبرز المنتخبات الأفريقية في السنوات الأخيرة. لكن التحدي يتجاوز المستطيل الأخضر، إذ أن نجاح البطولة يقاس أيضًا بقدرة الدولة على إدارة الأزمات الاجتماعية التي فجرها جيل "زد".

ولفتت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) ينظر إلى البطولة باعتبارها اختبارًا مهمًا لعودة المغرب إلى واجهة التنظيم القاري، بعد سنوات من التوتر مع المؤسسة الرياضية بسبب انسحاب 2015. 

كما أن الجماهير المغربية، التي لم تنس خيبة أمل 1988 حين خسر المنتخب أمام الجزائر في نصف النهائي، ترى في هذه النسخة فرصة تاريخية لاستعادة الهيبة الكروية، خصوصًا بعد الإنجاز العالمي في مونديال قطر 2022.