اوعي تعملي بـ100 راجل.. استشاري: الاتفاق المالي أساس الحياة الزوجية| فيديو
أكدت هدى سالم، استشاري العلاقات الزوجية، أن الزواج من امرأة تعمل منذ البداية يختلف جذريًا عن الزواج من امرأة لا تعمل ثم تدخل سوق العمل لاحقًا، مشددة على أهمية وضع اتفاق واضح ومسبق بين الزوجين بشأن الجوانب المالية والمادية، بما يحدد شكل الحياة المشتركة ويضمن استمرار العلاقة الزوجية في إطار من التوازن والاحترام المتبادل، وأن غياب هذا الاتفاق قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية وسلوكية داخل الأسرة، تؤثر سلبًا على استقرار العلاقة بين الزوجين.
الاتفاق المادي والحياة الزوجية
وأشارت استشاري العلاقات الزوجية، خلال حوارها ببرنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا»، المذاع عبر فضائية CBC، إلى أن الاتفاق المسبق حول المسئوليات المالية يساعد على رسم خطة واضحة للحياة الزوجية، تضمن أن يظل الرجل محتفظًا بدوره الطبيعي في نظر زوجته، بينما تشعر المرأة بأنها ما زالت أنثى محل تقدير واحترام، لا شريكًا في معركة مادية يومية.
وأضافت هدى سالم، أن المشكلات تبدأ عندما لا يكون هناك تفاهم حقيقي حول المال، فيشعر الزوج أحيانًا أنه يخضع لمحاسبة دقيقة على كل تفصيلة إنفاق، ما يولد حالة من التوتر والضغط النفسي داخل المنزل، خاصة إذا كانت الزوجة لا تدرك بشكل كامل حجم الالتزامات الملقاة على عاتق الزوج.
غياب التفاهم يخلق ضغوطًا
وأكدت استشاري العلاقات الزوجية، أن عدم وضوح الأدوار والمسئوليات قد يدفع الزوجة إلى تحمل أعباء تفوق طاقتها، سواء على المستوى المادي أو النفسي، وهو ما ينعكس سلبًا على حالتها المزاجية، ويؤثر في قدرتها على القيام بدورها الأسري بشكل صحي ومتوازن، وأن بعض الزوجات يقدمن الدعم بحسن نية، لكن هذا الدعم يتحول مع الوقت إلى عبء دائم، في غياب تقدير حقيقي من الطرف الآخر، ما يؤدي إلى اختلال واضح في ميزان العلاقة الزوجية.
وشددت هدى سالم، على أن مساندة الزوجة لزوجها أمر مطلوب ومحمود، لكنه يجب ألا يصل إلى حد تحملها المسؤولية الكاملة عن البيت والأبناء، مؤكدة أن المساعدة يجب أن تكون متبادلة ومحدودة، ولا تتحول إلى حق مكتسب دائم يفرض على طرف واحد فقط، مضيفة أن التقدير المتبادل بين الرجل والمرأة يمثل حجر الأساس في نجاح أي علاقة زوجية، مشيرة إلى أن غياب هذا التقدير يخلق شعورًا بالظلم، ويقود تدريجيًا إلى النفور والخلافات المستمرة.
آثار نفسية وسلوكية خطيرة
وكشفت هدى سالم، عن شكاوى متكررة من نساء أكدن أن تحملهن العبء المالي داخل المنزل أدى مع مرور الوقت إلى اتهامهن بـالاسترجال، وفقدان الزوج جزءًا من إحساسه برجولته، وهو ما ينعكس في صورة عصبية مفرطة وارتفاع في الصوت، ومحاولات للسيطرة والتحكم داخل الأسرة، وأن هذه السلوكيات قد تتطور في بعض الحالات إلى عنف لفظي أو جسدي، نتيجة شعور الزوج بالتهديد أو فقدان التوازن في الأدوار، مؤكدة أن الوقاية من هذه المشكلات تبدأ بالحوار الصريح، وتحديد المسئوليات بوضوح منذ بداية الزواج.

واختتمت استشاري العلاقات الزوجية، حديثها بالتأكيد على أن الزواج شراكة قائمة على التفاهم لا الصراع، وأن وضوح الأدوار والاتفاق المالي المسبق يمثلان صمام أمان يحمي الأسرة من الانهيار، ويضمن استمرار العلاقة في إطار من المودة والرحمة، بعيدًا عن الاتهامات والضغوط النفسية المتراكمة.