< سمية الألفي.. سيرة فنية وإنسانية مليئة بالصبر والمعاناة| بروفايل
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

سمية الألفي.. سيرة فنية وإنسانية مليئة بالصبر والمعاناة| بروفايل

الفنانة سمية الألفي
الفنانة سمية الألفي

في دلتا مصر، وتحديدًا في محافظة الشرقية وُلدت الفنانة سمية الألفي، قبل أن تسافر إلى القاهرة محمّلة بحلم هادئ لا يشبه ضجيج النجومية بقدر ما يقترب من الشغف بالفن والإنسان. 

درست علم الاجتماع، وهو اختيار بدا لاحقًا كأنه انعكس على أدائها، الذي اتسم دائمًا بفهم عميق للشخصيات ومشاعرها، وبحس إنساني واضح.

بداية الرحلة

بدأت رحلتها الفنية في سبعينيات القرن الماضي عبر التلفزيون، قبل أن تخطو بثبات نحو المسرح والسينما. 

كانت بدايتها المسرحية في عام 1976 من خلال مسرحية «أولاد علي بمبة»، وفي العام نفسه شاركت في فيلم «الحساب يا مدموزيل»، لتتوالى بعدها أعمالها التي رسخت اسمها كواحدة من الوجوه الهادئة والمؤثرة في الدراما المصرية.

عرفها الجمهور مبكرًا من خلال مسلسل «أفواه وأرانب»، ثم تألقت في أعمال تركت بصمة خاصة في الذاكرة، مثل «الراية البيضا»، و«بوابة الحلواني»، و«ليالي الحلمية»، و«علي بيه مظهر و40 حرامي». 

قدرة نادرة على الحضور

لم تكن سمية الألفي من الفنانات اللاتي يعتمدن على الصخب أو البطولة المطلقة، لكنها امتلكت قدرة نادرة على الحضور الصادق، وأداء التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق.

اختبارات قاسية

على المستوى الإنساني، كانت حياتها مليئة بالاختبارات القاسية؛ تزوجت من الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، وشكّلا معًا واحدة من أشهر الثنائيات الفنية في فترة من الزمن، وأنجبت منه نجلين، أحمد الذي اختار طريق التمثيل، وعمر. 

ورغم انفصالهما لاحقًا، ظل فاروق الفيشاوي حاضرًا في حياتها، ووصفت انفصالها عنه في أكثر من مناسبة بأنه «أكبر خطأ» في حياتها، مؤكدة أن زواجها منه كان «أفضل قرار» اتخذته يومًا.

معاناة صحية

عانت سمية الألفي صحيًا لسنوات طويلة، حيث أصيبت بمرض نادر تمثل في تكوّن أكياس من سائل النخاع الشوكي على فقرات العمود الفقري، ما اضطرها للخضوع لثماني عمليات جراحية، إلى جانب رحلة علاج بالخارج، لم يفارقها خلالها فاروق الفيشاوي، بحسب ما روت في لقاءات متلفزة مؤثرة. 

كما مرّت بتجربة إنسانية موجعة، بعد تعرضها للإجهاض 12 مرة، قبل أن تنجح في الإنجاب بعد عملية جراحية بناءً على نصيحة الكاتب الراحل صلاح جاهين.

في سنواتها الأخيرة، ابتعدت عن الأضواء، واختارت العزلة الهادئة، معترفة بأنها لم تعد قادرة نفسيًا على العودة للتمثيل بعد فقدان فاروق الفيشاوي، وأنها تعيش حالة من الحزن والاكتئاب، رغم رضاها بقضاء الله. 

أقامت سمية الألفي في منزل الفيشاوي بعد وفاته تنفيذًا لرغبة نجلها عمر، وكأنها اختارت أن تبقى قريبة من الذكريات التي شكّلت حياتها.

رحلت سمية الألفي، لكنها تركت خلفها سيرة فنية وإنسانية مملوءة بالصدق، وأعمالًا لم تعتمد على الضجيج، بل على الإحساس، لتظل واحدة من الفنانات اللاتي مررن بهدوء، وبقين طويلًا في وجدان الجمهور.