من دهس المستوطنين في الضفة إلى القصف بغزة.. الاحتلال يحاصر حياة الفلسطينيين بالموت
في فلسطين، تتوالى المآسي التي تعكس واقعًا قاسيًا يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وسلطت صحيفة يني شفق التركية الضوء حادثتين تكشفان بوضوح حجم المعاناة اليومية: أولاهما في الضفة الغربية المحتلة، إذ أقدم مستوطن إسرائيلي غير شرعي على دهس فلسطيني بسيارته، ما أدى إلى إصابته إصابة قاتلة.
وفي غزة، استشهد طفل فلسطيني نتيجة انفجار ذخيرة إسرائيلية غير منفجرة تركتها إحدى جولات القصف خلفها. ورغم اختلاف المكان والزمان، إلا أن الرابط بين الحادثتين واحد وهو استمرار الخضوع للاحتلال وما يخلّفه من آثار مدمرة على حياة المدنيين الأبرياء.
في الضفة الغربية، حيث تنتشر المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية على أراضٍ فلسطينية مصادرة، يعيش الفلسطينيون حالة من التوتر الدائم.
ويمارس المستوطنون، الذين يتمتعون بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءات متكررة على السكان، من اقتحام القرى إلى الاعتداء على المزارعين، وصولًا إلى حوادث الدهس التي باتت وسيلة أخرى لإرهاب المدنيين.
تجدر الإشارة إلى أن حادثة دهس الفلسطيني الأخيرة ليست فردية أو معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تهدف إلى ترسيخ واقع استيطاني يفرض بالقوة ويقوّض أي أفق لحياة طبيعية للفلسطينيين.
أما في غزة، فالمشهد لا يقل مأساوية. إذ يعاني القطاع المحاصر منذ سنوات من آثار الحروب المتكررة، حيث تترك الغارات الإسرائيلية وراءها ذخائر غير منفجرة تتحول إلى قنابل موقوتة تهدد حياة المدنيين، خصوصًا الأطفال الذين قد يقتربون منها دون إدراك لخطرها. وتكشف وفاة الطفل الفلسطيني نتيجة انفجار إحدى هذه الذخائر عن الوجه القبيح الآخر للحرب: الخطر المستمر حتى بعد توقف القصف. فالموت لا يأتي فقط من الصواريخ أثناء سقوطها، بل يظل كامنًا في الأرض، وبين ركام البيوت المدمرة، وفي مخلفات الحرب التي لم تتم إزالتها بعد.
وتعكس الحادثتان فرض الاحتلال الإسرائيلي حياة محفوفة بالمخاطر على الفلسطينيين، حيث لا أمان في الطرقات ولا في البيوت.
في الضفة، الخطر يأتي من المستوطنين الذين يسيطرون على الأرض ويستخدمون العنف لترهيب السكان.
في غزة، الخطر يأتي من السماء ومن الأرض، من القصف المباشر ومن مخلفات الحرب التي تظل تهدد حياة الأبرياء لسنوات.
وتطرح هذه المآسي العديد من الأسئلة الحائرة حول المسؤولية الدولية؛ فالقانون الدولي يعتبر المستوطنات غير شرعية، ويُلزم القوى المحتلة بحماية المدنيين.
ومع ذلك، يستمر الواقع على الأرض في تحدي هذه القوانين، حيث يُترك الفلسطينيون وحدهم في مواجهة الآلة العسكرية للاحتلال.