مدبولي: طفرة استثمارية بالمنطقة الاقتصادية.. وإطلاق أول مصنع وقود طائرات مستدام بمشاركة قطرية
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، المؤتمر الصحفي الأسبوعي، عقب اجتماع مجلس الوزراء، بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة، مُنوهًا إلى أن اليوم يحمل العديد من الأخبار والموضوعات المهمة في مختلف الملفات، وفي مقدمتها مستجدات الملف الاقتصادي.
واستهل رئيس الوزراء حديثه الأسبوعي، قائلًا: “تشرفت هذا الأسبوع بأن أشهد توقيع إنشاء أول مصنع في مصر لإنتاج وقود الطائرات المستدام بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الذي يتم فيه استخلاص الوقود من زيت الطعام المستعمل، وذلك باستثمارات من شركة قطرية كبيرة تعمل في هذا المجال، وتضخ في المرحلة الأولي من هذا المشروع 200 مليون دولار لتنفيذ هذه التقنية المتقدمة؛ والأهم أنها تعاقدت مع الشركات العالمية لتوفير زيت الطعام المستعمل، وأيضًا تسويق منتجاتها من وقود الطائرات الذي يُستخرج من هذا الزيت، وبالطبع هذا المشروع كبير جدًا وبتقنيات حديثة”.
وقال: “نحن سعداء جدًا بأن هذا المشروع يتم على أرض المنطقة الاقتصادية لقناة السويس باستثمارات قطرية، وهو أول استثمار قطري بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وذلك في ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وأخيه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، بتشجيع الاستثمارات المشتركة والاستثمارات القطرية في مصر، والذي كان أيضًا نتاجًا لمنتدى الأعمال المصري القطري الذي عُقد بالتزامن مع هذا التوقيع، وناقش زيادة معدلات التبادل التجاري والإنتاج في البلدين، لذلك أعبر عن سعادتي بتنفيذ هذا النوع من المشروعات لأول مرة في مصر باستثمارات الشقيقة قطر”.
إنشاء مجمع متكامل جديد لإنتاج الألواح الشمسية
وأضاف: كما كان هناك أيضًا توقيع عقد لإنشاء مجمع متكامل جديد لإنتاج الألواح الشمسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وبحمد الله فإن هذه المنطقة تشهد حاليًا زخمًا كبيرًا وتسابقًا من الشركات العالمية على التواجد بهذه المنطقة".
وأكمل: “أود التأكيد - قبل التطرق لميناء السخنة - على أن كل ما نراه من تنمية في هذه المنطقة هو ثمار رؤية القيادة السياسية - والتي دائمًا ما تحدثنا عن أمنياتنا بأن نراها كمنطقة كبيرة وصناعية وبها تنمية حقيقية وليس مجرد ممر لعبور للسفن في القناة فقط - وبحمد الله اليوم مع المشروعات الكبيرة التي تبناها الرئيس في توسعات ميناء السخنة والإسراع بتوفير المرافق والبنية الأساسية والحوافز في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أصبحنا اليوم بحمد الله نحصد ثمار هذا التوجه. هذا فضلًا عن المتابعة الدقيقة والمستمرة من الرئيس بصورة يومية لمستجدات العمل على الأرض؛ لنحصد اليوم هذه الثمار الكبيرة جدًا”.
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي حديثه قائلًا: “إن مشروع مجمع الألواح الشمسية الكبير، المُشار إليه سلفًا، هو مشروع وقعته شركة جديدة، ستعمل جنبًا إلى جنب مع الشركات القائمة بالفعل، والتي ستنتهي من افتتاح مصانعها خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وبهذه المناسبة يسعدنا أن ترافقونا للمشاركة في افتتاح هذه المصانع”.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس نجحت، خلال الفترة الأخيرة فقط؛ في جذب استثمارات بقيمة تزيد على 13.5 مليار دولار؛ وسيتم تنفيذ هذه الاستثمارات على مدار الفترة المقبلة من خلال أكثر من 380 مشروعًا، وستوفر هذه المشروعات 120 ألف فرصة عمل جديدة.
وضع حجر الأساس لشركة "أتوم سولار" للألواح الشمسية
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي: "تم خلال الأسبوع الجاري وضع حجر الأساس لشركة "أتوم سولار" للألواح الشمسية، وهو مشروع مهم للغاية يُقام من خلال تحالف "مصري صيني إماراتي بحريني"، بقيمة استثمارات تتجاوز 210 ملايين دولار".
واستطرد: “تم أيضًا، خلال الأسبوع الجاري بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، توقيع عقد ووضع حجر الأساس لمصنع لإنتاج اللقاحات والأدوية البيولوجية، حيث سيوفر هذا المصنع إنتاجه للسوق المحلية بدلًا من الاعتماد على استيراد هذه اللقاحات والأدوية البيولوجية خلال الفترات الماضية”.
كما أشار رئيس الوزراء إلى منطقة "القنطرة غرب"؛ التي تتحول إلى مركز لصناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، من خلال استثمارات لشركاتٍ من دول عديدةٍ.
وأضاف: "في هذا الإطار، تم خلال الأسبوع الجاري كذلك توقيع عقدين لشركتين جديدتين تعتزمان ضخ استثمارات جديدة بهذه المنطقة بقيمة تتجاوز 140 مليون دولار"، مؤكدًا أن قيم الاستثمارات بهذه المشروعات مُدرجة في عقود موثقة، وسيتم الانتهاء من هذه المشروعات خلال عام أو 18 شهرًا على الأكثر؛ ومؤكدًا أيضًا أن هذه المشروعات من شأنها إحداث نقلة نوعية مهمة للغاية، من حيث فرص العمل والعوائد التصديرية الكبيرة. وفي هذا السياق، من المتوقع أن تتجاوز صادرات الـ 48 مشروعًا بمنطقة "القنطرة غرب" ما قيمته 4 مليارات دولار.
افتتاح مصنع إنتاج الطلمبات الغاطسة بشركة "قها" للصناعات الكيماوية
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، خلال حديثه، إلى حضوره وكلٍّ من نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، ووزير الدولة للإنتاج الحربي، افتتاح مصنع إنتاج الطلمبات الغاطسة بشركة "قها" للصناعات الكيماوية التابعة لوزارة الإنتاج الحربي؛ موضحًا أهمية هذا المشروع في إنتاج هذه النوعية من الطلمبات، التي تستخدم في مختلف مشروعات الصرف الصحي التي تنفذ في أنحاء الجمهورية، خاصةً في القرى والمدن الصغيرة؛ حيث يتم استخدام الطلمبات الغاطسة لرفع المياه، ونقلها تمهيدًا لمعالجتها. لافتًا إلى أن ما يتم إقامته من محطات رفع أو معالجة بمختلف قرى مصر يحتاج إلى هذه النوعية من الطلمبات.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الدولة كانت تستورد مختلف الاحتياجات اللازمة لتنفيذ مشروعات محطات المياه والصرف الصحي بالقرى من الخارج، والتي يصل حجم الاحتياجات منها إلى آلاف الطلمبات؛ مُنوهًا إلى أن مشروعات المياه والصرف الصحي تمثل أولوية للقرية المصرية.
وفي هذا السياق، وجه الدكتور مصطفى مدبولي، التحية والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي وجه الحكومة بضرورة إنتاج الطلمبات الغاطسة في مصر، والاعتماد على الإنتاج المحلي في هذا الشأن وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه؛ وذلك بالنظر إلى الاحتياج الشديد لمثل هذه النوعية من الطلمبات المستخدمة في تنفيذ مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة".
وأشار رئيس الوزراء إلى المتابعة المستمرة والخاصة بمختلف عمليات إنتاج الطلمبات الغاطسة، موضحًا أن هذه الصناعة تعتمد على مجموعة من القياسات والاختبارات، وصولًا للتأكد من أن المنتج يتم إنتاجه وفقًا للمواصفات الفنية في هذا الشأن؛ مُنوهًا إلى أن منتجات الطلمبات الغاطسة من مصنع شركة "قها" تطابق وتتجاوز المواصفات الموضوعة من قبل وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وكذا من قبل الاستشاريين لهذه النوعية من المشروعات.
تلبية احتياجات الدولة من الطلمبات الغاطسة
وأكد رئيس الوزراء أن مصنع شركة "قها" للصناعات الكيماوية قادر على تلبية احتياجات الدولة المصرية بالكامل من الطلمبات الغاطسة في مشروعات المرحلة الثانية والثالثة من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، وذلك بدلًا من استيراد هذه النوعية من الطلمبات التي كانت تكلف الدولة مئات الملايين من الدولارات وأكثر، قائلًا: "اليوم، الدولة المصرية تستطيع أن تنتج وتصنع الطلمبات الغاطسة ليس فقط للمشروعات الجديدة، بل أيضًا لمشروعات الإحلال والتجديد والصيانة".
وأضاف أن لدينا القدرة من خلال هذا المصنع على تدبير مختلف الاحتياجات المصرية من هذه النوعية من الطلمبات، مؤكدًا أن تحقيق هذا الهدف جاء نتيجة رؤية ومتابعة من جانب القيادة السياسية وتوجيه للحكومة بالعمل على هذا الهدف وتحقيقه، والذي من شأنه أن يسهم في إسراع الخطى في تنفيذ مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة".
وتابع قائلًا: كل ما سبق حرصت أن استعرضه معكم اليوم في مجال الصناعة؛ وأوضح كيف تحققت الطفرة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وكيف تم تعميق المكون المحلي والاعتماد على الإنتاج المحلي وعلى العقول والخبرات المصرية في هذا المجال.
حصول ميناء السخنة على لقب أعمق حوض ميناء من صنع الإنسان
كما تطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى تسلُّم السيد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، جائزة موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية؛ لحصول ميناء السخنة على لقب "أعمق حوض ميناء من صنع الإنسان" بعمق 19 مترًا، مُوضحًا أنه عند وضع خطة تطوير هذا الميناء، كانت الرؤية تنفيذ هذه الخطة على مراحل مقسمة على مدى زمني طويل، إلا أنه صدر توجيه من فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بأن يكون هذا الميناء محوريًا في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر بمنطقةٍ مميزة جدًا، وأن نسرع الخطى في تنفيذ كامل المراحل في وقت واحد.
وأضاف: “أصبح ميناء السخنة اليوم يضم 23 كيلومترًا طوليًا من الأرصفة؛ موضحًا أنه كان من الوارد أن يتخوف الخبراء من عدم قدرة الدولة على تسويق كل هذه الأطوال من الأرصفة، لكن اليوم مصر استطاعت النجاح في ذلك نتيجةً للتخطيط السليم والتنفيذ بأسرع وقت، والترويج والتسويق والتفاوض مع كبريات الشركات العالمية في هذا المجال، مُشيرًا إلى أن الميناء تعمل به أفضل شركات العالم في مجال الشحن البحري واللوجستيات، وأصبح الميناء يُكمّل المنطقة الصناعية الموجودة بالمنطقة”.
كما لفت رئيس الوزراء إلى سبب الإقبال على المنطقة الاقتصادية لقناة السويس؛ وهو ربطها بالميناء بما يسهم في سهولة التنقل، ففي غُضون دقائق معدودة تصل الشحنات من المصنع إلى الميناء لشحن السفن والذهاب إلى أي ميناء بالعالم، مُشيرًا إلى أن هذا الفكر التكاملي للصناعة واللوجستيات والنقل هو رؤية الدولة في هذا الشأن، مؤكدًا أن هذا النموذج التكاملي سيزداد ثراءً مع افتتاح خط القطار الكهربائي السريع الذي يربط بين (السخنة والإسكندرية والساحل الشمالي)؛ وهو ما يمثل محورًا لوجيستيًا عرضيًا آخر على مستوى الدولة المصرية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: كما شهد هذا الأسبوع عقد لقاء مع جميع رؤساء مجالس التصدير؛ بهدف مناقشة موضوع مهم وهو كيفية مضاعفة الصادرات المصرية، وكما عرضنا هذا الأمر في أكثر من مؤتمر صحفي، فَأَمَلُ مصر هو زيادة الصادرات، ولذا فهناك حرص شديد على الاجتماع بصفة مستمرة مع مسئولي المجالس التصديرية؛ من أجل بحث هذا الأمر الذي يرتكز على زيادة استثماراتهم في مختلف المجالات، واستغلال الفرصة الحقيقية المتوافرة في الوقت الراهن مع تحسن المؤشرات الاقتصادية، وكذا المناخ الاستثماري الجيد الذي تتيحه الدولة حاليًا.
مناقشة التحديات التي تعوق تنمية الصادرات
وأضاف رئيس الوزراء في السياق نفسه: إن عقد هذه الاجتماعات يستهدف مناقشة أية تحديات قد تعوق تنمية الصادرات؛ فنحن كدولة نتعامل مع تلك التحديات ونلبي المتطلبات، لافتًا في ضوء ذلك إلى أن وزير الاستثمار كان قد أوضح أن هذا العام قد حقق أقل عجز تجاري خلال السنوات العشر الماضية، ولم يكن ذلك بسبب تقليل وارداتنا، بل بفضل زيادة صادراتنا بصورة جيدة للغاية، حيث حققنا في عام 2024 في صادراتنا السلعية غير البترولية 40 مليار دولار، كما أنه من المتوقع أن نحقق هذا العام ما بين 48 – 50 مليار دولار، أي بنسبة نمو لا تقل عن 20%.
وواصل رئيس الوزراء حديثه عن لقائه برؤساء المجالس التصديرية قائلا: لقد طلبت منهم خلال الاجتماع ضرورة وضع خطة واضحة لزيادة صادرات المجالس التصديرية من الآن وحتى 2030، بحيث تتضمن هذه الخطة نسبة النمو السنوي خلال هذه الأعوام لكل مجلس تصديري، وسيتم عقد اجتماع آخر لإقرار هذه الخطة وسيتم ربطها ببرنامج رد الأعباء التصديرية وجميع برامج التحفيز المختلفة؛ لكي نصل إلى تحقيق مستهدفاتنا في ملف تنمية الصادرات المصرية حتى 2030، وكل أملنا أن ينمو قطاع الصادرات بخطوات غير مسبوقة، وهو ما يوفر العملة الصعبة، ويسهم في تقليل العجز التجاري، وفي تأمين استقرار الاقتصاد المصري خلال الفترة القادمة.
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي قائلًا: هناك قطاعات حققت طفرة كبيرة، تشمل قطاع المنتجات الهندسية مثل الأجهزة المنزلية وخلافه، بسبب زيادة عدد المصانع الكبيرة التابعة للشركات العالمية التي فتحت مقار لها في مصر والتي ستزيد أعدادها بمشيئة الله خلال الأعوام القادمة، وأيضًا قطاع الملابس الجاهزة الذي يحقق طفرات كبيرة جدًا نتيجةً لتوفير فرصة له للمنافسة بصورة كبيرة جدًا في الأسواق العالمية، وكذلك قطاع الكيماويات والأسمدة أيضًا الذي نتوقع له النمو بصورة إيجابية شأنه شأن كل القطاعات، ولكن نحن نستهدف أن تكون معدلات النمو أعلي بكثير من المعدلات التي تنمو بها هذه القطاعات بالفعل، ولذلك كنت أحث كل رؤساء المجالس التصديرية على وضع خطط طموحة في إطار قدراتهم على التنفيذ وعرض احتياجاتهم في هذا الشأن من الدولة بهدف تحقيق هذه المستهدفات سويًا، لأننا معًا في "مركب واحد"، وكل ما يهمنا أن ينجح هذا القطاع ومختلف القطاعات في التصدير، فكما تعلمون جميعًا أن هذا الأمر يعمل على توفير فرص عمل وضخ استثمارات جديدة وتوفير عملة صعبة، وكل الفوائد التي يمكن أن نتخيلها من هذا الأمر هو ما نريده كدولة خلال الفترة القادمة.
وأضاف: وفي ضوء توجيهات فخامة السيد الرئيس للحكومة، فإننا نعمل على مجموعة من التسهيلات والمحفزات التي سيتم الإعلان عنها قريبًا، ويطلقها فخامة السيد الرئيس، لتشجيع كل مجالات الاستثمار خلال الفترة القادمة بمشيئة الله.
وانتقل رئيس الوزراء للحديث عن إطلاق القمر الصناعي المصري الجديد "SPNEX"، وذلك في ضوء حرص مصر الكامل على التقدم في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأيضًا في إطار التعاون القائم بين وكالة الفضاء المصرية وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية، مُضيفًا أن هذه الجهود تأتي في إطار فكرة الاستفادة من البحث العلمي في التطبيقات العملية، والربط بين بحوث العلماء المصريين ومجالات التطبيق الخاص بها.
مشروعات حياة كريمة
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: أتوقف أيضًا عند ملف الصحة، وقد رافقتموني في الجولة التي تمت بمحافظة القليوبية لزيارة عدد من مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، وشاهدتم مركز طب الأسرة الذي كان موجودًا في القرية بمركز شبين القناطر، ثم انتقلنا لزيارة المستشفى والصرح الطبي العملاق الخاص بمستشفى مركز شبين القناطر، والذي باكتماله بمشيئة الله سيكون مركزًا عالميًا على أعلي مستوي في منطقة ريفية، حيث نعمل على تلبية احتياجات أهالينا من الخدمات الصحية التي عانوا من نقصها في فترات سابقة.
كما أشار رئيس الوزراء إلى زيارته لمركز طب الأسرة، قائلًا: "كنتُ حريصًا على أن ألتقي بالمواطنين والمواطنات المتواجدين؛ لأستمع إلى آرائهم بكل أمانة، وكنتُ أتوقف للحديث مع المترددين على المركز في ذلك التوقيت (سواء كانت أمًا تحمل طفلها أو مواطنًا عاديًا)؛ لأستعلم منهم عن مستوى الخدمة المقدمة، وأداء الأطباء، ومدى توافر الأجهزة والمستلزمات والمعدات الطبية، وما إذا كانت الأدوية تُصرف لهم بانتظام أم لا". مؤكدًا: "بفضل الله، كان هناك رضا تام من المواطنين عن تلك الخدمات".
وأضاف: “لقد طلبت بعض السيدات نقل تحياتهن لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، معرباتٍ عن تقديرهن لإتاحة هذه الخدمات؛ حيث كُنَّ يقطعن عشرات الكيلومترات للحصول على الخدمات الصحية المماثلة، وهو ما يؤكد ما أقوله دائمًا بأن مشروع (حياة كريمة) هو أعظم مشروع في القرن الحادي والعشرين للدولة المصرية، ويحثنا هذا كحكومة الإسراع في تنفيذ مراحله القادمة؛ نظرًا للأهمية القصوى لهذا الملف في استكمال تطوير باقي القرى المصرية، وبالرغم من التكلفة الضخمة التي تتحملها الدولة في تنفيذ هذا المشروع، إلا أن المردود الاجتماعي له هو ما نجني ثماره اليوم”.
واختتم رئيس الوزراء حديثه بملف الصحة؛ مُشيرًا إلى اللقاء السابق مع مؤسسة شركة "إيني" للبترول، والشركة العالمية "سان دوناتو" الإيطالية في مجال الرعاية الطبية، موضحًا أن هذا اللقاء كان متابعة لما تم الاتفاق عليه أثناء لقاء فخامة الرئيس مع رئيس شركة "إيني"، مشيرًا إلى أن رئيس الشركة عرض على فخامة الرئيس أنه في إطار المسئولية المجتمعية لمشروعات الشركة في مصر يوجد مخصص مالي يتم صرفه على المشروعات الاجتماعية.
إدارة وتشغيل أكثر من مستشفى في مصر
وأوضح أن الرئيس طلب أن يتم تولي إدارة وتشغيل أكثر من مستشفى في مصر، حيث أن المؤسسة تنفق على إدارة وتشغيل هذا الصرح الطبي وتستقدم أفضل الأطباء الأجانب لمساعدة الأطباء المصريين في تقديم أفضل خدمة للمواطن المصري وبالمجان؛ لأن المؤسسة هي المسئولة على أن تنفق وتمول في إطار مسئوليتها المجتمعية.
وأضاف: “كانت الفكرة أن تكون هناك مجموعة من المستشفيات يتم تبنيها من هذه الشركة العملاقة والبدء في إدارتها وتشغيلها وتقديم أعلى مستوى من الخدمة الطبية، والتي كانت في السابق إذا احتاجها المواطن المصري يضطر للسفر إلى الخارج، لتكون موجودة في مصر وبأفضل الأطباء العالميين جنبًا إلى جنب مع الأطباء المصريين، على أن تُمول هذه المستشفيات من المؤسسات الدولية التي تعمل في مصر”.
وجرى خلال اللقاء مع مؤسسة شركة "إيني" والشركة العالمية "سان دوناتو" متابعة ما تم الاتفاق عليه، ومتابعة الخطوات التنفيذية في هذا الشأن.